فى واقعة "مرعبة" استيقظنا على تفاصيلها منذ يومين، حيث عثر على جثمان طفل يبلغ خمسة عشر عاما بإحدى الشقق السكنية المؤجرة بمنطقة شبرا الخيمة، ليعثر الجيران على الجثمان ممزقا ومنتهكا ومنتزعا بعض الأحشاء والأعضاء منه، ووضعه فى أكياس مجاورة للجثة.
وبالتحريات أصدرت النيابة العامة، ووفقا للتحقيقات التي تجريها فى القضية رقم 1820 لسنة 2024 إداري قسم أوّل شبرا الخيمة، أسفرت عن مجموعة من الحقائق والاعترافات التي أقر بها المتهم، حيث قام بتصوير نفسه لايف مع متهم آخر بالكويت، وهو يقتل ويستخرج الأعضاء والأحشاء ويمثل بالجثة، ووضعها فى أكياس بجواره، وكان قد تعرف على المتهم الآخر بالكويت، عبر أحد مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بتجارة الأعضاء البشرية، الذي طلب منه اختيار أحد الأطفال لقتله وسرقة أعضائه وتصوير الفيديو مقابل مبلغ خمسة ملايين جنية.
وعن هذه الجريمة البشعة، حدثنا الدكتور محسن سليمان، أستاذ الأمراض الروماتيزمية المناعية والجلدية بكلية الطب جامعة القاهرة، خلال تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، مؤكدًا أن سرقة الأعضاء فى أجواء بدائية ووضعها فى أكياس، مثلما حدث في واقعة طفل شبرا الخيمة، ما هي إلا خرافة، فالبعض يعتقد خطأ أن نقل الأعضاء أو نزعها بهدف استخدامها أمر سهل ويمكن سرقة العضو دون تحضيرات، وأوضح سليمان أن عملية نقل الأعضاء من الجراحات الأشد تعقيدا فى عالم الجراحة، أيا كان العضو المنقول، سواء كبد أو كلى أو قلب أو حتى جلد بشرى بهدف الترقيع بعد الحوادث والحروق.
وأضاف سليمان، أن نقل الأعضاء يحتاج لفحوصات شديدة التعقيد، وخطوات استباقية قبل النقل، لفحص التركيب الجينى للمتبرع والمستقبل للعضو، واختبارات زمرة الدم والفصيلة وغيرها من التحضيرات، فضلا عن تحديد توافق الجسم وتقبله للعضو الجديد بنسبة يجب أن تزيد عن الـ99 بالمائة، فضلا عن أهمية حفظ العضو فى درجات حرارة معينة وبإجراءات معقدة.
وعليه فقد أكد أنه حتى نقل الأعضاء السليم بين الأقارب والإخوة له تعقيدات شديدة، وأغلب عملياته غير ناجحة، فما بالك بسرقة عضو من شخص غريب ونقله لآخر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة