إذا كنت من مشجعى نادى ليفربول الإنجليزي فإنك بالتأكيد تضرب أخماسا فى أسداس فى شهر أبريل الجارى، والذى تحول إلى كابوس على كل مشجعى الريدز، وإذا كنت متابعاً للكرة الأوروبية فإنك لست أقل حيرة من جماهير ليفربول التى تندب حظها كل يوم على انهيار الفريق وضياع الموسم، وتتساءل لماذا انهار الفريق فى شهر الحسم ليخسر كل البطولات بهذه الطريقة الدرامية، وبات يلوح فى الأفق موسم كارثى وشبح مستقبل غامض ينتظر ليفربول فى فترة ما بعد كلوب..
خلال شهر أبريل الجارى ودع ليفربول بطولة الدورى الأوروبي، الحلم الذى راود جماهيره هذا الموسم، فى مباراة كارثية سقط فيها بثلاثية على ملعبه أمام أتالانتا، قبل أن يكتفى بهدف وحيد لمحمد صلاح لا يسمن ولا يغنى من جوع فى مباراة العودة التى غابت فيها الروح القتالية عن لاعبي ليفربول لتغيب الريمونتادا المنتظرة وتستفيق جماهيره على كابوس وداع البطولة بعدما كان أحد أقوى المرشحين للتتويج باللقب.
أما الدورى الإنجليزى فلم تكن الأمور أقل كارثية مما سبق، حيث خاض ليفربول 6 مباريات في شهر أبريل، فاز في مباراتين وخسر مثلهما وتعادل فى لقاءين، ليخسر الريدز المنافسة على اللقب إكلينيكياً..
وبجانب تلك النتائج الكارثية كانت واقعة مشادة صلاح وكلوب في مباراة وست هام أمس الأكثر غرابة، وتحولاً غريباً فى علاقة الثنائى التى استمرت 7 سنوات وكانت حديث العالم، قبل أن تكشف الكاميرات وتؤكد التصريحات انتهاء تلك العلاقة، على الرغم من تصريح كلوب بانتهاء الأزمة داخل غرف الملابس إلا أن رد صلاح كان صادماً عندما أطلق عبارة "لو اتكلمت ستشتعل النار" وهو تصريح ساذج وضعه فى مرمى الانتقادات باعتبار كلوب صاحب الفضل الكبير فى نجوميته.
ربما أخطأ كلوب فى اختيار موعد إعلان رحيله، كما أخطأ من قبل فى إعلان رجوع صلاح بعد إصابته فى صفوف المنتخب، وما ترتب عليه من انتقادات وضعت النجم المصري تحت ضغوط وخلقت حالة من الضغينة بينه وبين مدربه، فلم يفكر المدرب الألماني فى تأثير قراره على خلخلة غرفة ملابس ليفربول أو تشتيت انتباه اللاعبين فى هذه المرحلة الحرجة من الموسم، والتى ينافس فيها الفريق في أكثر من بطولة، وأنه لو أجل قراره لنهاية الموسم ربما اختلف الوضع كثيراً، وما يؤكد ذلك هو مشادة صلاح وكلوب والتي كشفت عن مدى تأثير قرار كلوب على غرفة ملابس اللاعبين..
تأثير قرار كلوب على صلاح كان كبيراً؛ فالنجم المصرى كان "فتى كلوب المدلل" طوال السنوات السبع الماضية، وعندما قررت إدارة النادى التخلي عن أحد نجمى الفريق فضل المدرب الألماني التضحية بـ"ماني" لصالح "صلاح"، وتكرر الأمر مرة أخرى عندما صمد كلوب أمام إغراءات الأندية السعودية التي انهالت على النجم المصرى بعروضها الخرافية الموسم الماضى وتمسك باللاعب، والذى يعتمد عليه فى كل مباريات ليفربول، حتى لو كان أداؤه متراجعاً، لذا كان رفض صلاح الجلوس على الدكة طبيعياً وهو الذى اعتاد على المشاركة - وهذا خطأ كلوب أيضاً.. أما إعلان المدرب الرحيل ففسره البعض بأنه كان القاضية بالنسبة لصلاح، والذى وإن كانت هناك احتمالات لبقائه فى ليفربول الفترة الأخيرة فإن تلك الاحتمالات ستتلاشى بعد واقعة كلوب والتي ستعجل برحيل النجم المصرى عن قلعة ليفربول، وهو القرار الذى ستكشفه الأيام المقبلة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة