زيارة مُهمة فى توقيت على درجة كبيرة من الأهمية، يقوم بها أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، إلى القاهرة، فهى الأولى من نوعها منذ توليه مقاليد الحُكم فى ديسمبر الماضى، خلفًا للأمير الراحل، الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وتأتى على مستوى زيارة دولة بما يعكس المكانة الكبيرة للدولتين لدى بعضهما البعض.
وتُعد الزيارة الثانية من نوعها خارج نطاق دول مجلس التعاون الخليجى، فقد سبق خلال الأسابيع الماضية، زيارة أمير الكويت للأردن، فى ظل ما تشهده المنطقة من توترات وما شهدته من هجمات متبادلة؛ إسرائيلية - إيرانية، إلى جانب العدوان الغاشم الذى تُعانى منه غزة منذ أكتوبر من العام الماضى، وباتت التحديات العربية والإقليمية فى مقدمة لقاءات قادة الشرق الأوسط، بالأخص خلال الشهور الماضية، حيث أحداث غزة، التى يرفضها العرب والعالم أجمع، لما تتعرض له من حرب إبادة من شأنها تصفية القضية الفلسطينية، ما يؤثر بدوره على أمن واستقرار المنطقة، حيث امتداد الصراع إلى أطراف ومناطق أخرى فى حالة الحياد عن السياسات الدبلوماسية التى من شأنها حل القضية الفلسطينية أو عدم اتباع سياسة ضبط النفس.
والمتابع للإعلام الكويتى يُلاحظ سريعًا مدى الاحتفاء بزيارة الشيخ مشعل للقاهرة، ولقائه بالرئيس عبدالفتاح السيسى، خاصة أنها تأتى فى مستهل بداية ولايته الثالثة بعد حلف الرئيس لليمين الدستورية فى أبريل الماضى؛ فالعلاقات التاريخية والثنائية بين القاهرة والكويت ممتدة على جميع الأصعدة، فإلى جانب التوافق السياسى فى كثير من الملفات والقضايا محل الاهتمام المشترك، يلقى الملف الاقتصادى دعمًا كبيرًا، حيث ثقة المستثمرين الكويتيين فى الاقتصاد المصرى إلى حد كبير، وهو ما أكد عليه السفير الكويتى لدى القاهرة، غانم صقر الغانم، خلال تصريحات له لوكالة الأنباء الكويتية «كونا»، تعقيبًا على الزيارة الجارية، قائلًا إن الكويت تحتل مكانة متميزة بين الاستثمارات العربية فى السوق المصرية، مشيرًا إلى أن ما قامت به مصر من إصلاحات اقتصادية دفع إلى مزيد من ثقة القطاع الخاص الكويتى بالمناخ الاستثمارى فى مصر، كما ثمّن السفير «الغانم» المواقف المصرية الداعمة لبلاده منذ عهد الاستقلال ودعم كل ما من شأنه تحقيق أمن واستقرار الكويت.
العلاقات بين البلدين مُتميزة على مستوى القادة أيضًا، فكان أمير الكويت من أوائل القادة المُهنئين للرئيس السيسى فور إعلان فوزه بالانتخابات الرئاسية فى ديسمبر الماضى، كما حرص الرئيس السيسى على تقديم واجب العزاء فى وفاة الشيخ نواف الأحمد، ملتقيًا الشيخ مشعل، ومُعربًا عن خالص التمنيات له بالتوفيق والسداد فى استكمال مسيرة التقدم والنماء بالكويت.
وتنعكس مكانة مصر لدى الشيخ مشعل، من سجل زياراته إلى مصر؛ فقد سبق زيارته لها حينما كان وليًا للعهد ممثلًا للشيخ الراحل، نواف الأحمد الجابر الصباح، حيث شارك فى قمة القاهرة للسلام فى أكتوبر من العام الماضى، وأيضًا فى نوفمبر من عام 2022 شارك فى مؤتمر المناخ الذى انعقد فى شرم الشيخ، وكان الشيخ مشعل أكد على دور مصر البارز فى دعم القضية الفلسطينية، قائلًا «إن مبادرة قمة القاهرة للسلام أتت لتؤكد على الدور البارز لمصر على الساحتين الإقليمية والدولية، خاصة فى ظل ما تمُر به منطقتنا من تحديات جسام وما يتعرض له الشعب الفلسطينى الشقيق من عدوان»، وهو ما يؤكد عليه مجددًا عبر زيارته الجارية، فقد أوضح الديوان الأميرى صباح أمس الأول الاثنين، أن زيارة الشيخ مشعل للقاهرة ولقاءه بالرئيس السيسى يأتى بشكل رئيسى للتباحث بشأن التطورات الإقليمية والدولية، بالإضافة إلى العلاقات الممتدة بين البلدين، والتى تُعد نموذجًا يُحتذى به فى العلاقات العربية - العربية.. وتأتى زيارة أمير الكويت تتويجًا لعلاقات ثنائية تاريخية ومُتميزة، وتأكيدًا على ترسيخها إلى جانب العمل على تطويرها فى مجالات وقطاعات مختلفة.
ولا تخفى أيضًا مكانة الكويت لدى الرئيس السيسى، ففى لقاء جمع بينه، والسفير الكويتى السابق لدى مصر، فى يناير 2022، أكد الرئيس السيسى على دعم مصر الكامل لأمن واستقرار الكويت، وهو ما يؤكد عليه الرئيس مرارًا وتكرارًا فى إطار السياسات المصرية تجاه أمن الخليج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة