المتحدة تذكر الأجيال الحالية بالمعاناة والمقاومة.. ومليحة يفضح جيش الاحتلال

الجمعة، 05 أبريل 2024 09:05 م
المتحدة تذكر الأجيال الحالية بالمعاناة والمقاومة.. ومليحة يفضح جيش الاحتلال مسلسل مليحة
عبد الرحمن حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يحفل مسلسل مليحة الذى أطلقته الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، بالتفاصيل الفلسطينية الكاشفة عن الأزمة الكبرى، ويسرد تاريخ الألم الذى يعانى منه الشعب المغلوب على أمره، والذى تآمرت قوى الشر لنهبه وسلب مستحقاته، يناقش النكبة الكبرى التى لا نزال نعانى منها، وما قبلها من أحداث.

يتتبع مسلسل مليحة شريط الأحداث الذى بدأ بعصابات صهيونية وصلت فى تتابعات مقصودة إلى الأراضى الفلسطينية بغزارة القرن الماضى حتى حرب فلسطين والنكبة وما تلاها من خروج الآلاف من الفلسطينيين على الطرقات فى الشوارع بحثا عن ملجأ ثم ظهور كلمة اللاجئين التى صارت عنوانا من العناوين السائدة لدى الحديث عن القضية الفلسطينية.

وقدم صناع العمل ملحمة كبرى تعلقت بكل أطراف القضية الكبرى ورصدت الأحداث والشخصيات والتاريخ وحتى جغرافيا المكان.

وركز المسلسل على دور الزعماء فأكد محتواه أن الأمة تحيا بالرموز على لسان الراوى سامى مغاورى الذى يصوغ بصوته يوميا مقدمة وثائقية تحيى الحدث وتعيد مداه إلى الذكرى وتجدد فى المشاهدين النوستالجيا وتحرك سواقى الحنين إلى الماضى حيث عاشت الجماهير عصرا آخر ولفتتها مفاهيم مغايرة فورد ذكر ما جرى فى مرحلة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر.

وأشار المسلسل أيضا إلى دور الزعيم الراحل فى حل المشكلات العالقة بين الأشقاء ومن ذلك ما جرى فى أحداث أيلول الأسود التى جرت وقائعها عام 1970 وتدخل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لحل الأزمة بمباحثاته الفاعلة مع الملك حسين ومنظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات.

وأرخ المسلسل للمرحلة التاريخية ما بين نكبة 1948 و1970 فكان الزعيم جمال عبدالناصر الرمز الأكثر حضورا فى تلك الفترة لا سيما بسبب تأثيره وقدرته على تحريك الأمور وحلحلة النزاعات.

الزعيم الآخر هو الرئيس أنور السادات بطل الحرب والسلام الذى كان بطلا للمرحلة التالية فمر الراوى على حرب 1973 ودورها الكبير فى تغيير موازين القوى بالمنطقة وكذلك تغيير قواعد اللعبة بالكامل على المستوى السياسى والاستراتيجى وصولا إلى اتفاقية السلام.

الزعيم الفلسطينى الراحل ياسر عرفات حل ضيفا على الراوى بداية من مشهد تأسيس منظمة التحرير مرورا باعتراف الأمم المتحدة بها باعتبارها الممثل للشعب الفلسطينى وحتى خطابه الشهير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1974 حين قال جملته المشهورة بيدى بندقية وفى اليد الأخرى غصن زيتون فلا تكسروا الغصن الأخضر فى يدى، فكيف قال أبو عمار هذا التعبير الأدبى العذب وكيف بات رمزا للخطب وما الذى قفز بغصن الزيتون إلى رأسه لكن ما ثبت تلك الذكرى فى عقول المشاهدين هو دقة الكلمة وتعبيرها المتجاوز للزمان والمكان.

الرمز الآخر الذى تناولته الأحداث أيضا هو رمز من عالم الأدب وهو الروائى الكبير الراحل غسان كنفانى الذى اغتالته الأيدى الصهيونية عام 1972 فلم يتركوا صاحب رواية «رجال فى الشمس» إلا وحطام سيارته على وجهه.

الزمن الآخر

يعيد المسلسل كتابة الزمن فما إن تظهر اللقطات الوثائقية حتى يشاهد الجمهور مشاهد لم يرها أغلبهم غير أن اللقطات التى تجسد خروج الفلسطينيين من ديارهم كانت مؤثرة جدا فحيث ترى أولئك الأشقاء العرب غير المسلحين وهم على الطرقات يكافحون التراب والمطر والعواصف من أجل الوصول إلى ملجا آمن فستشعر بشعور مختلف.

وللصورة سحر مختلف فما إن ترى حتى تصدق وما إن تصدق حتى تستقر نفسك على ما رأيت فتستعيد وتعيد حساباتك فيما مضى بشأن التاريخ والجغرافيا.

هناك لقطات مهمة يبرزها المسلسل لخطب عبد الناصر ساعة التأميم وخطبة أبو عمار فى الأمم المتحدة ومشاهد من الحروب التى خاضتها مصر إلى جوار الأشقاء العرب ومنها العدوان الثلاثى وحرب 73 وبينهما نكسة 67.

مذابح ومآلات

من المذابح التى أبرزها الجزء الوثائقى فى المسلسل مذبحة خان يونس التى جرت وقائعها فى عام 1956 وراح ضحيتها أكثر من 250 فلسطينيا فما الذى ضاع فى الأحداث وما الذى تبقى؟ وما الذى فعلته الأمم المتحدة إزاء هذه الأحداث التى لم تتوقف البيانات عن شجبها مع عدم ردها إلى حدها الأول.

الصورة التى ظهرت أبرزت أن الوثيقة هى ما تبقى فى عقول ونفوس الشعوب فلا شىء يعلو على صوت الوثيقة ولا يمكن إنكار ما جرى وإن لم يأخذ الشعب الفلسطينى حقة فى وقتها فإن الصورة ستبقى فى أذهان العرب والفلسطينيين ما حيوا، وهو ما يبرز بشدة فى مشهد استشهاد محمد جمال الدرة على أيدى قوات الاحتلال فى الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000 وهو المشهد الذى عاش على مدى 24 عاما ونقلته وكالات الأنباء العالمية فصار شوكة فى ضمير العالم لا يمكن نزعها من جسده للتعافى من وخز الضمير.

مذبحة صابرا وشاتيلا حضرت أيضا فى المشهد وهنا قال الراوى إنها كانت أول مرة تدخل فيها إسرائيل عاصمة عربية هى بيروت فى الحدث الجلل الذى وقع عام 1982 وقد وقفت قوات الاحتلال لتشعل نيران الشقاق حتى وقع المحظور فانسلت البنادق والأسلحة إلى المخيمات لتقتل الأبرياء.

هناك أيضا مذبحة الحرم الإبراهيمى وقد وقعت المذبحة وفقا للهيئة الوطنية للإعلام فى يوم الجمعة 25 فبراير عام 1994، الموافق الخامس عشر من شهر رمضان حين نفذ المستوطن الإرهابى باروخ جولدشتاين مجزرة عندما دخل إلى الحرم الإبراهيمى وأطلق النار على المصلين.

وقف جولدشتاين خلف أحد أعمدة المسجد وانتظر حتى سجد المصلون وفتح نيران سلاحه الرشاش عليهم وهم سجود، فى نفس الوقت قام آخرون بمساعدته فى تعبئة الذخيرة واخترقت شظايا القنابل والرصاص رؤوس المصلين ورقابهم وظهورهم.

وأغلق جنود الاحتلال الإسرائيلى المتواجدون فى الحرم أبواب المسجد لمنع المصلين من الخروج، كما منعوا القادمين من خارج الحرم من الوصول إلى ساحته لإنقاذ الجرحى.

وفى وقت لاحق استشهد آخرون برصاص جنود الاحتلال خارج المسجد وأثناء تشييع جنازات الشهداء ما رفع العدد إلى 50 شهيدا.

وفى اليوم ذاته، تصاعد التوتر فى مدينة الخليل وقراها وكل المدن الفلسطينية، وارتفع عدد الشهداء الذين سقطوا نتيجة المواجهات مع جنود الاحتلال إلى 60 شهيدا ومئات الجرحى.

الاعتداء على المقدسات

لا ينفك الاعتداء على المقدسات يفجر الثورات وقد قال شارون عند وصوله المسجد الأقصى إن الهيكل فى أيدينا الآن فى إشارة إلى هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم وهو الأمر الذى فجر الثورة وذهب بالثوار إلى أبعد نقطة فقامت الانتفاضة الثانية التى وإن اختلفت عن سابقتها الأولى إلا أنها جعلت الفصائل الفلسطينية تعبر عن تكوين جديد واستراتيجيات مختلفة وفى القلب من ذلك أن فكرة الاعتداء على المقدسات أمر لا يمكن قبوله.

الأسرى الفلسطينيين

بلغ عدد الأسرى الفلسطينيين عند التوقيع على اتفاقية القاهرة غزة أريحا نحو «10500» أسير فلسطينى وقد نصت المادة (20) على أن تقوم إسرائيل بالإفراج أو تسليم السلطة الفلسطينية خلال مهلة خمسة أسابيع، حوالى «5000» معتقل وسجين فلسطينى من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة والأشخاص الذين سيتم الإفراج عنهم سيكونون أحراراً فى العودة إلى منازلهم فى أى مكان من الضفة الغربية أو قطاع غزة والسجناء الذين يتم تسليمهم إلى السلطة الفلسطينية سيكونون ملزمين بالبقاء فى قطاع غزة أو منطقة أريحا طيلة المدة المتبقية من مدة عقوبتهم.

ولقد قامت السلطات الإسرائيلية وفقا لوكالة وفا الفلسطينية بإطلاق سراح «4450» معتقل منهم «550» أطلق سراحهم إلى مدينة أريحا ولم تلتزم إسرائيل بالإفراج عن العدد المتفق عليه وأجبرت المفرج عنهم بالتوقيع على وثيقة تعهد ما يعتبر خرقاً واضحاً للاتفاقيات والمواثيق الدولية التى تمنح الفرد حرية الرأى والتفكير والمعتقد السياسى وخاصة المادة 19 من الإعلان العالمى لحقوق الإنسان والتى نصت على أن لكل شخص الحق فى حرية الرأى والتعبير ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أى تدخل.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة