إن ما دار في لقاء الرئيس بأطياف الشعب المصري العظيم من حواراتٍ ومناقشاتٍ وطنية الموضوع ومتعددة الرؤى والفكر تُعد ثمرةً يانعةً ومتجددةً في كل لقاءٍ يؤكد على الرباط والمحبة والاصطفاف الجامع حول مصالح الدولة العليا؛ فقد تناول الرئيس على هذه المأدبة الرمضانية بعض القضايا التي تهم المجتمع الداخلية منها والخارجية، كما تناول وتحاور وتناقش الحاضرون بصورةٍ راقيةٍ وهادئةٍ حول بعض القضايا على الساحتين.
ومسمى التجمع المحمود يشير إلى أن جميع المصريين أسرةٌ واحدةٌ تسعى غايتها لتحقيق غايةٍ رئيسةٍ تتمثل في الحفاظ على كيانها الجامع؛ فشأنها يصعب أن يتدخل فيه صاحب مأربٍ؛ فليس هناك من وصيٍ على من يمتلكون الولاء والانتماء لتراب وطنهم؛ حيث إن تحدياتهم ومشكلاتهم وسائر قضاياهم يستطيعون حلها والتغلب على ما يشكل صعوباتٍ أو أزماتٍ بغض النظر عن حجمها وتأثيراتها.
وهنا يتأكد لنا ضرورة التمسك بآليات الحوار والمناقشات ذات الصبغة المنضبطة والتي تفرز في نهاية المطاف نتائجًا مثمرةً، بل ويتمخض عنها في كثير من الأحيان التوصل لحلول توصف بالابتكارية بما يحقق تقدمًا ملموسًا في القضية محل الاهتمام؛ لأن شراكة الحوار تتضمن خبراتٍ وقاماتٍ في المجالات المعنية التي يتم التعرض لها، وهذا من شأنها يؤدي إلى توصيات تساعد في اتخاذ قراراتٍ تنفيذيةٍ فاعلةٍ.
والعلاقة الارتباطية بين ماهية الأسرة والحوار تبدو جليةً في مكنونها؛ إذ تعني ببساطةٍ أن جميع المصريين أسرةٌ كبيرةٌ تزخر بالعديد من الخبرات في مجالات الدولة المختلفة، وتستطيع أن تعقد في داخل تخصصاتها الحوارات التي تسهم في إثراء القضية المعنية سواءً تعلقت بالصناعة، أو الزراعة، أو التجارة، أو التعليم، أو أي مجالٍ من مجالات التنمية المستدامة المستهدفة بخطة ورؤية الدولة الطموحة.
وبما لا يدع مجالًا للشك فإن تعميم الحوار الوطني بين تخصصات الأسرة المصرية يؤدي إلى تنمية الوعي السياسي بصورةٍ حقيقيةٍ وفعالةٍ؛ فليس هناك من يحتكر مراحل صناعة واتخاذ القرار بمؤسسات الدولة الوطنية؛ فقد بات الباب مفتوحًا لمن يرغب في المشاركة، وأضحت منصات التواصل مع مؤسسات الوطن متاحة للجميع دون استثناءٍ، وصارت الأفكار البناءة بتنوعاتها محل تقديرٍ واهتمامٍ على المستوى الإجرائي.
إن ما نستخلصه من قيمٍ نبيلةٍ من تجمع الأسرة المصرية على مائدة الإفطار مع كبير العائلة وهو السيد الرئيس؛ ليؤكد على أهمية العمل المتواصل والجاد والذي نحقق من خلاله ما نطمح الوصول إليه، ونضمن به أن نواجه التحديات مهما بلغت، ونصل لحالةٍ من الاستقرار في صورته المادية والمعنوية؛ فلا يرهبنا تغير إقليمي أو عالمي؛ فلدينا ما نستطيع أن يقوي شوكتنا ويزيد من منعتنا ويحفظ هيبتنا.
ورغم اهتمام الدولة بالملف الاقتصادي الذي شغل ويشغل العامة والخاصة؛ إلا أن بناء الإنسان يشكل حجر زاوية النهضة وقاطرة التنمية، وهذا يعني ضرورة الرعاية المتكاملة التي ينبغي أن ينال المواطن قسطها الوافر، من تعليمٍ متميزٍ يضمن إكسابه الخبرات النوعية التي تجعله يمتلك مهارات سوق العمل المتسارع والمتجدد.
إن عهود الرئيس نراها في إنجازات الدولة بربوعها المختلفة وفي إصرار مؤسساتها والقائمين عليها تجاه التقدم والرقي كي تصل لمبتغاها وتحقق أهدافها الآنية والمستقبلية، وجميعنا يعلن تأييده واصطفافه خلف وطنه وقيادته محبةً وتقديرًا وأملًا في الوصول لمستقبل مشرق بمشيئة رب العباد وتوفيقه.
نثمن دومًا دعوات الرئيس لتجمعات الأسرة المصرية وأفكاره الملهمة التي تزيد لدينا شغف العطاء لوطنٍ يسكن القلوب وتمدنا بالمقدرة المتواصلة على العطاء، ونقدر إخلاصه في القول والعمل؛ فهو رئيسٌ قدوةٌ يصنع بأفعاله منهجية القائد الذي يحتذى به في شتى مؤسسات الدولة المصرية العظيمة.
حفظ الله وطننا الغالي وقيادته السياسية الرشيدة أبدَ الدهر.