أكرم القصاص

تحولات وتفاعلات السياسة والمصالح.. أمريكا وإيران والحرب على غزة

الأحد، 07 أبريل 2024 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الحرب على غزة تتخذ مسارات متعددة وتشهد تحولات نحو اتساع الصراع الإقليمى من ناحية وتغيرات شكلية فى الموقف الأمريكى من الحرب تبدو ذات أهداف انتخابية سياسية تتعلق بمحاولات كسب أصوات معارضة للحرب والانحياز الأمريكى، بجانب تخفيف وقع الصدمة من جراء القصف الإسرائيلى لعمال الإغاثة والمطابخ فى غزة والتى مثلت إضافة الى حجم الإبادة والاجرام فى الحرب.


أما عملية قصف إسرائيل للقنصلية الإيرانية فى دمشق، وتنفيذ اغتيالات لقادة كبار فى الحرس الثورى، فقد أعادت تجديد التحليلات حول ما إذا كانت إيران سوف ترد على العملية وتنفذ تهديداتها بعمليات ضد إسرائيل؟ أم أنها سوف تلتزم الصمت مثلما فعلت عقب اغتيال قاسم سليمانى مكتفية بمكاسب سياسية واقتصادية مع ترك أياديها فى دول إقليمية؟ أم تلجأ طهران إلى تنفيذ عمليات بالوكالة هنا أو هنالك؟


فقد بدت عملية قصف القنصلية فى دمشق محاولة جديدة من إسرائيل لجر إيران إلى المواجهة لتحويل الحرب إلى صدام مباشر وإقليمى قد يسمح بمزيد من الدعم الغربى والأمريكى بالمواجهة، وهو أمر يبدو بعيدا حتى الآن، ضمن سياسة براجماتية أصبحت تسم السياسة الإيرانية، بل وأيضا وكلاءها، حيث اكتفى حزب الله بالخطابات والرسائل العامة من دون أن يدخل فى مواجهة مباشرة قد تكون ذريعة لدخول الولايات المتحدة، وحلف الناتو إلى جانب إسرائيل، لكن الأغلب أن الولايات المتحدة اعتادت إرسال رسائل عبر قنواتها إلى طهران، خوفا من صدام قد يجذب أطرافا أخرى.


وعلى الرغم من تأكيد الجانب الإيرانى أنه سيقوم بالانتقام ردا على ضرب القنصلية، وأن الرد سيكون قويا فمن المتوقع أن يبقى الأمر فى سياق السوابق، باعتبار اللعبة السياسية أصبحت واضحة لكل الأطراف، حتى القرارات الدولية التى تحمل تغيرات شكلية فى الموقف الأمريكى من دون أن تعنى تحولا جذريا فى العلاقات الأمريكية الإسرائيلية.


وقد يبدو السؤال عن جدوى أو قوة قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الدول ودعوته الى التوقف عن بيع أو شحن الأسلحة إلى إسرائيل، بينما القرار غير ملزم، يمثل تحركا معنويا، مجلس حقوق الإنسان يتكون من 47 دولة، صوت لصالح القرار 28 صوتا مقابل 6، وامتناع 13 عن التصويت، واللافت أن المندوبة الأمريكية بمجلس حقوق الإنسان قالت إن إسرائيل لم تبذل ما يكفى من أجل حماية المدنيين فى قطاع غزة، وسكان غزة على شفير المجاعة، وإنه يجب التوصل إلى وقف إطلاق نار فورى لتحسين الوضع الإنسانى وحماية الأبرياء فى قطاع غزة، المفارقة ان هذا تزامن مع مطالب الرئيس الأمريكى جو بايدن لنتنياهو بوقف فورى لإطلاق النار فى غزة، حسب بيان  للبيت الأبيض الخميس الماضى وفى الوقت ذاته  أعرب وزير الدفاع الأمريكى لويد أوستن لنظيره الإسرائيلى يواف جالانت عن سخطه حيال الضربة الإسرائيلية ضد عمال الإغاثة فى غزة، بحسب بيان للبنتاجون، وأصدر الرئيس الأمريكى جو بايدن تحذيرا لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو من أن الدعم الأمريكى المستقبلى للحرب الإسرائيلية فى غزة يعتمد على التنفيذ السريع لخطوات جديدة لحماية المدنيين وعمال الإغاثة.


وذلك فى مكالمة بايدن ونتنياهو بعد الغارات التى قتلت 7 من العاملين فى «وورلد سنترال كيتشن» وبالرغم من قسوة رسالة بايدن شكلا، لكنها لا تمثل تغييرا فى دعم إدارته الثابت لجهود الحرب الإسرائيلية، حتى لو كان يهدد للمرة الأولى بإعادة التفكير فى دعمه إذا لم تغير إسرائيل تكتيكاتها وتسمح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة.


وقال البيت الأبيض فى بيان إن سياسة الولايات المتحدة فيما يتعلق بغزة سيتم تحديدها من خلال تقييمات للإجراء الفورى الذى ستتخذه إسرائيل بشأن هذه الخطوات، ودعا بايدن نتنياهو إلى التوصل لوقف فورى لإطلاق النار مقابل إطلاق سراح المحتجزين، وجدد بايدن مخاوفه بشأن خطة نتنياهو لتنفيذ عملية فى مدينة رفح الجنوبية كما قال وزير الخارجية أنتونى بلينكن فى بروكسل إن الدعم الأمريكى سيتم تقليصه إذا لم تقم إسرائيل بإجراء تعديلات كبيرة على كيفية تنفيذها للحرب. وأضاف: إذا لم نر التغييرات التى نحتاج إلى رؤيتها، فستكون هناك تغييرات فى سياستنا.


نتنياهو أعلن سلسلة من الخطوات الفورية لزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، وإجراءات ضد قادة تم تحميلهم مسؤولية مقتل عمال الإغاثة، وهو ما يشير إلى أن التصريحات والمواقف أغلبها له أهداف سياسية واضحة انتخابية أو دعائية، خاصة فيما يتعلق بإسرائيل أو أمريكا وأيضا إيران. حيث لا تحولات كبرى فى المواقف، ولهذا على الجانب الفلسطينى والفصائل الانتباه إلى السعى لتوحيد الجهود والمصالحات والسعى لتحقيق أهداف واضحة، لأن توقف الحرب سوف يضع كل الأطراف أمام واقع جديد.

مقال أكرم القصاص فى عدد اليوم السابع






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة