الألف يوم الذهبية هو مصطلح يختصر وراءه صلاح وإصلاح أمه بأكملها، وتحديدا المقصود بها هو الألف يوم الأولى فى حياة الطفل التى تشهد تكوين 85% من قدراته العقلية والجسدية والعصبية، وباقى عمره فقط يظل مستهدفا استكمال الـ15% الأخرى من تكوينه، ليكون لبنة صالحة فى بناء المجتمع.
الألف يوم الذهبية فى حياة الطفل هى عبارة عن 270 يوما فترة الحمل، مضافا إليها 730 يوما أول عامين فى عمر الطفل، وسميت بالذهبية لأنه يتكون فيها كما سبق 85% من قدرات الطفل التى تؤهله للحياة ليكون نموذجا ناجحا.
فالقرآن الكريم كان سباقا فى إشارته لأهمية هذه المدة التى تمثل تكوينا حقيقيا للإنسان، حيث يقول الله فى آياته الكريمة "وفصاله فى عامين" وفى آية أخرى "وحمله وفصاله ثلاثون شهرا" أى تربيته وإرضاعه بعد وضعه فى عامين، ويبقى من الثلاثين شهراً ستة أشهر وهى أقل أمد الحمل الذى يعيش معه المولود.
وفى الجسم ما يسمى بمراكز الإحساس مهمتها بناء قدرات وخصائص الإنسان، وثبت العلم أن أفضل أداء لها فى فترة الألف يوم الذهبية وتسمى هذه المراكز "منافذ الفرص" التى من خلالها يصلح العنصر البشرى ليستكمل رحله الحياة على أسس واضحة سواء كانت صحية أو اجتماعية أو نفسية وغيرها.
ولما جاءت مبادرة الألف يوم الذهبية بفضل توجيهات القيادة السياسية كانت المصباح المضىء لدراسة العوامل التى تؤدى لتدنى المخرجات للعنصر البشرى، مثل التقزم والأنيميا والتوحد وغيرها من الأمراض والمشكلات الاجتماعية والصحية التى يجب تلافيها، لضمان نشء سليم وقوى يكون عماد استراتيجية بناء الإنسان.
وتعتمد مبادرة الألف يوم الذهبية برئاسة الدكتورة عبلة الألفى على 3 محاور هامة، الأولى تتعلق بصحة الطفل السليم والذى يجب أن نضمن له حياة صحية آمنة، كما يجب أن نضمن له مناخا اجتماعيا سليما ينعكس على صحته النفسية، أما المحور الثانى وهو محور الولادات القيصرية، فمصر تتربع على عرش الولادات القيصرية عالمية بنسبة 72%، والمحور الثالث هو صحة ورعاية الطفل في أول شهر من عمره، والتى تشمل سجلا توعويا كبيرا للأم يكون لها بمثابة مرشد لنشء سليم.
وما يهمنا هنا هو دعوة المجتمع ككل للاهتمام بالألف يوم الذهبية وتطبيقها عمليا مع جميع الولادات التى تتخطى 2.5 مولود سنويا.