تسود العالم موجة غير مسبوقة من الاضطراب وعدم الاستقرار منذ احتلال العراق عام 2003 وحتى الآن، وبالرغم من ضعف هيمنة الولايات المتحدة الأمريكية على العالم كقطب عالمى وحيد، إلا أن التاريخ قد علمنا أن القوة لا تدوم، فالعالم يمر بفترة مخاض عسيرة من عالم القطب الواحد بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية إلى عالم متعدد الأقطاب والساحة العالمية للصراع بين القوى الكبرى هى منطقة الشرق الأوسط، ويترقب العالم تشكيل عالم متعدد الأقطاب فى العشر سنوات القادمة، ومنذ تفرد الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة العالم وتعانى الدول العربية من الانحياز الأعمى من جانب الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها لصالح إسرائيل فى الصراع العربى الإسرائيلى الهادف إلى إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفق المبادرة العربية.
ومنذ احتلال العراق تمر منطقتنا العربية بالعديد من الأزمات والتدخلات المفتعلة تحت ذريعة الديمقراطية وحقوق الإنسان ومشروع الشرق الأوسط الجديد، وكانت بداية النكبة العربية من بعد نكبة فلسطين هى نكبة احتلال العراق للكويت، ومن بعدها احتلال الولايات المتحدة الأمريكية ومعها تحالف دولى للعراق وتدميره بعد تحرير الكويت، وبذلك تم تدمير الجيش العراقى وخرج من معادلة توازن القوى فى الصراع العربى الإسرائيلي، وتعلمت القوى الكبرى الدرس من احتلال العراق بالحرب المباشرة نتيجة الخسائر الكبيرة، ومن بعدها بدأت سلسلة النكبات العربية بتدمير سوريا تحت ذريعة نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان، ومن ثم خروجها من معادلة توازن القوى فى الصراع العربى الإسرائيلى وتدمير ليبيا وتونس واليمن، وكادت أن تنجح تلك السياسة فى مصر لولا حفظ الله سبحانه لمصر، ومن نعم الله سبحانه وتعالى التى لا تحصى فى مصر هو وجود جيش وطنى قيادته رشيدة وشعب يمتلك عقيدة قتالية لا نظير لها على مستوى العالم، جعلته خير أجناد الأرض، فمصر رمانة الميزان فى الشرق الأوسط ومنوط بها توازن القوى من أجل الحفاظ على السلام ونصرة القضايا العربية.
ومنذ ثورة 30 يونيو وتنادى القيادة السياسية المصرية الرشيدة - حفظها الله سبحانه وتعالى وثبتها على الحق فى زمن الفتن - بحتمية تكوين جيش عربى قوى، وكادت أن تنجح تلك الدعوة لولا التدخلات الخارجية، وأثبتت الأحداث الجارية فى فلسطين أن تكوين جيش عربى للردع وللحفاظ على الحقوق العربية أمر حتمى، ففلسطين قضية العرب جميعا وجميع الشعوب العربية محتم عليها نصرة فلسطين وفق المبادرة العربية وحل الدولتين، فنحن نعيش فى عالم لا يعترف بالحق بدون قوة تحمية وتدافع عنه ولن يدافع عن العرب غير العرب، فنحن نمتلك مقومات القوة ينقصنا الوحدة والثقة فى النفس وتفعيل العبادات مع الماديات، فلنتخذ من مصر وجيشها نموذجا يتم البناء علية فالتاريخ لن يرحم المتخاذلين، وكلامى عن بحث ودراسة كمتخصص فى العلاقات الدولية.
ولأهل فلسطين أنتم أصحاب حق مشروع، والعالم متعاطف مع قضيتكم، وللسلطة الفلسطينية والمقاومة اجعلوا شعاركم فلسطين أولا، وتوحدوا فقد بذلت مصر ومعها المخلصون من دول العالم وما زالت تعمل بصدق وأمانة من أجل إحلال السلام، وهناك حاجة إلى تفسير منطقى لصالح من قذف معبر كرم أبو سالم وإعطاء ذريعة للحكومة المتطرفة فى إسرائيل لبدء عملية عسكرية فى رفح الفلسطينية، فالصراع بين الدول لا يقوده الهواة ولا أصحاب الأجندات، فأنا لا أخوّن أحدا ولكن النتائج على الأرض كارثية، فلسطين قضية العرب جميعا وعلى القمة العربية أن تجبر الفلسطينيين على الوحدة وأن يكون لهم ممثل شرعى وأن يكون السلاح فى يد الدولة الفلسطينية مع استنئاف المفاوضات فى سبيل حل الدولتين فى إطار زمنى ملزم، مع توقيع الدول الكبرى والجامعة العربية والأمم المتحدة مع عدم تعامل الدول العربية مع أى فصيل فلسطيني إلا من خلال الحكومة الفلسطينية الشرعية المنتخبة، وفى حالة عدم التزام إسرائيل بالمدة الزمنية المحددة يحق للجميع اتخاذ ما يرونه من إجراءات لإقامة الدولة الفلسطينية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة