مها عبد القادر

انعدام المهنية.. الإعلام الغربي يروج للأكاذيب "سي إن إن" أنموذجًا

الخميس، 23 مايو 2024 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يسعى الاحتلال الإسرائيلي مدعومًا من الدول الكبرى إلى تحقيق غاياته التي حطم في ضوئها كافة القيم الإنسانية ودمر من خلالها ماهية حقوق الإنسان؛ فصارت في مهب الريح، وكشفت الستار عن أصحاب الشعارات الزائفة ومزدوجي المعايير، وبات العالم لا يؤمن بهم حتى شعوبهم؛ فلا حقٌ ولا عدلٌ ولا مساواةٌ ولا سلامٌ ولا قلوبٌ رحيمةٌ تنظر لشعبٍ عانى ويعاني صغاره ونسائه وشيوخه ويلات حربٍ مصطنعةٍ تستهدف القضاء على القضية الفلسطينية، وشعبها الأعزل عبر فلسفةٍ مقيتةٍ تعلنها الدولة المحتلة وتعضدها وتباركها دولٌ بعينها.

والتاريخ والجغرافيا يشهدان بأن الدولة المصرية تحمل على عاتقها القضية الفلسطينية بكل قوةٍ عبر المراحل التاريخية المختلفة، وتدعم حقوق الشعب الفلسطيني المكلوم وتقدم كافة ما يلزم من دعمٍ لوجستيٍ من أجل نيل الحقوق المصادرة والمهدرة، كما تقف بكل قوةٍ وعنفوانٍ ضد المحاولات المستميتة والمستمرة للتهجير القسري للشعب الفلسطيني من أرضه، مما يؤدي لتصفية القضية ويزيد من بقعة الاستيطان، كما تعمل على إيقاف نزيف الدماء لأبرياءٍ لا يمتلكون أدني درجات المعيشة الآمنة والملاذ الآمن، ومروعين في كل وقتٍ وحينٍ.

وما يروج له الإعلام الغربي والأمريكي يشير على فيضٍ من الكذب المحض يستهدف النيل من الجهود المصرية المخلصة تجاه القضية الفلسطينية هذا من جهةٍ، ومن جهةٍ أخرى تعضد الإحباط في نفوس من يسعى لحل الأزمة؛ لتتمكن إسرائيل من تنفيذ مخططها الشيطاني المتمثل في تهجير الفلسطينيين، وهذا لن يحدث بفضل ما تقدمه الدولة المصرية من حلولٍ إجرائيةٍ تقوم على مفاوضاتٍ متتاليةٍ شهدناها في باريس والدوحة وتل أبيب والقاهرة على التوالي.

وما نشاهده بصفةٍ لحظيةٍ استعار آلة القتل والفتك بالأبرياء، مشفوعًا بالتدمير التام للبنية التحتية والفوقية بهدف استحالة المعيشة وليس من أجل تحقيق الأهداف المزعومة، وهذا يفسر ويؤكد أن مساعي إسرائيل لا ترغب في هدنةٍ أو حلٍ للأزمة؛ لكنها تصر على المخطط الكائن في التهجير؛ فما قدمته الدولة المصرية وشركاء المفاوضات يؤكد صفاء النية للتوصل لحل مرضي لجميع الأطراف وفق اتفاقياتٍ تستوجب موافقة جميع الأطراف، ومن ثم فلا مجال للتغيير أو التبديل فيها دون التشاور مع جميع الأطراف وبموافقتهم.

إن التقليل من الدور المصري الذي يشهد له القاصي والداني؛ والذي لا يقبل المزايدة وقيام الإعلام الغربي والأمريكي الذي لا يمت للمهنية مطلقًا بأي صلة بمحاولة تشويهه، يدل على افتراءٍ وكذبٍ متعمدٍ؛ فالعالم المنصف يشهد للدور المصري الفاعل في القضية الفلسطينية على مر تاريخها وللحظة القائمة؛ فمصر دورها محوريٌ وتمثل شريكًا فاعلًا في القضية وليس مجرد وسيطٍ له نقاطٌ محددةٌ؛ حيث إن الأمن القومي المصري يرتبط بالقضية بشكلٍ جوهريٍ، ومن ثم لن يحدث تراجعٌ أو تهاونٌ في استمرارية دفاع الدولة المصرية عن القضية مهما كلفها من ثمنٍ في العاجل والآجل.

ووفق تلكما المسلمة لن تؤثر شبكات الإعلام الممولة والممنهجة في المسار المصري واضح الرؤى، ونقول لمروجي الإشعاعات والمدلسين من أصحاب الأبواق الكاذبة، أين دوركم الفاعل المنوط بضميركم، كمجتمعٍ دوليٍ وقوىً عظمى تجاه ما يجري وحيال من يقتلون ويبادون ويهجرون من أرضهم؟، وأين حقوق الإنسان التي لا ترغبون تطبيقها إلا في دولٍ بعينها لغايةٍ معلومةٍ سلفًا؟، إن دحض قرارات المحكمة الجنائية الدولية يدل قطعًا على أن القوة المفرطة أضحت تحكم العالم؛ فلا إنسانيةٌ مزعومةٌ ولا ضميرٌ يتحلى به هؤلاء المتشدقون.

إن ما ادعته شبكة الأخبار العالمية "سي إن إن" من عرقلة مصر للتوصل لمسار التهدئة بتغيير نقاط الاتفاق؛ إنما هو ضربٌ من الكذب والافتراءات التي تخدم مصلحة الكيان الصهيوني لإطالة أمد الحرب في غزة، بما يحقق غاية إسرائيل المتمثلة في التهجير القسري، والدبلوماسية المصرية تتحدى أن يخرج بشكلٍ رسميٍ ومسؤولٍ بهذه الادعاءات؛ فموقف الدولة المصرية واضحٌ وصريحٌ ولن يتزحزح أو يتغير إزاء ادعاءاتٍ مزعومةٍ تحمل في طياتها أكاذيبًا مفضوحةً.

لن تتراجع مصر عن ممارسة كافة الضغوط المشروعة بما يحقق نصرة القضية الفلسطينية، ولن يتردد الشعب المصري العظيم في دعم مؤسسات دولته وقيادته السياسية الحكيمة، ولن تتحقق سياسات الكيان الصهيوني ما دامت الإرادة الشعبية الفلسطينية صامدة، حفظ الله وطننا الغالي وبلادنا العربية وقيادتنا السياسية الرشيدة وشعوبنا العربية الأبية أبدَ الدهر.
ـــــــــــــــــــــــــ
أستاذ أصول التربية
كلية التربية للبنات بالقاهرة - جامعة الأزهر

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة