اشتد القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في ولاية الفاشر منذ الجمعة الماضي، ولم يتوقف القصف المدفعي العشوائي والغارات الجوية التي استهدفت شرق المدينة وشمالها، في محاولة من الدعم السريع، التي تفرض حصارا محكما على المدينة.. ويرصد اليوم السابع أبرز الأسئلة حول المدينة التاريخة الأهم فى السودان.
ما أهمية عاصمة إقليم دارفور؟
الفاشر واحدة من أقدم مدن دارفور التاريخية، حيث يبلغ عدد سكانها حوالي مليوني نسمة من جملة سكان الإقليم الذين يقارب عددهم 9.5 ملايين نسمة، وتضم 5 مستشفيات رئيسية، 3 منها في الخدمة، وتؤوي عشرات الآلاف من النازحين الموجودين في المدارس وبعض المساكن في الأحياء الجنوبية منها.
تشكل الفاشر مركزا للمساعدات الإنسانية في دارفور، كما تعد واحدة من أهم المدن الاستراتيجية في الإقليم الذي يربط حدود السودان بكل من ليبيا وتشاد وإفريقيا الوسطى، ومركز إنساني للأمم المتحدة، يضمن توزيع المساعدات المنقذة للحياة عبر ولايات دارفور الخمس وفقا للاحتياجات.
وتتميز مدينة الفاشر بكثافة سكانية وتمثل عصب الإقليم الاقتصادي للمدينة الثانية بعد نيالا والخريطة القبلية المعقدة مع وجود معسكرات النزوح ذات الكثافة السكانية العالية من حرب دارفور الأولى التي بدأت بمناوشات قبلية كنزاع على الموارد بين الرعاة والمزارعين.
أين تقع الفاشر على خريطة الصراع بين الجيش والدعم السريع؟
منذ اندلاع الحرب 2023، يسيطر الجيش السوداني على الفاشر، وتُقاتل إلى جانبه حركات مسلحة وقعت اتفاق سلام جوبا مع الحكومة عام 2020، على رأسها قوات تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، وحركة العدل والمساواة بزعامة جبريل إبراهيم.
وتعد الفاشر المدينة الوحيدة في إقليم دارفور غير خاضعة لسيطرة الدعم السريع التي حازت خلال الأشهر الماضية على ولايات جنوب ووسط وشرق وغرب دارفور وأبعدت القوات المسلحة من هذه الولايات، لكن يسعى الدعم لاحضاعها لنفوذه.
ماذا يحدث فى مدينة الفاشر؟
نزح نحو نصف مليون شخص إضافي إلى المدينة خلال الحرب التي اندلعت في أبريل 2023، مع وصول التوترات المستمرة منذ فترة طويلة في شأن دمج القوتين إلى ذروتها، ومع امتداد الحرب إلى مدنا أخري، توسط القادة المحليون لإبرام اتفاق هدنة في الفاشر، إذ اقتصر وجود قوات الدعم السريع على المناطق الشرقية من المدينة، بينما ظلت الجماعات المتمردة السابقة على الحياد، لكن بعد أن سيطرت قوات الدعم السريع على بلدة مليط، اختلفت التوازنات مما أدى إلى حصار الفاشر فعلياً، وتبادل عنيف للقتال واشتباكات وقصف عشوائى أوضع المزيد من الضحايا فى صفوف المدنيين.
لماذا تتركز المعارك بين الجيش والدعم السريع فيها؟
تعيش مدينة الفاشر حالة من العنف والتوتر بسبب المواجهات العسكرية المستمرة بين الجيش السوداني والقوة المشتركة للحركات المسلحة من جهة وقوات الدعم السريع من جهة أخرى، مما تسبب في مأساة إنسانية خطيرة في المدينة، منذ منتصف أبريل الماضى، وفى مايو احتدم القتال واندلعت المواجهات فى المدينة بين طرفى القتال بعد أن شهدت الفاشر خلال الفترة الماضية هدوءا نسبيا، وأصبحت ملاذا آمنا للنازحين الذين لجؤوا إليها من مختلف مدن البلاد بسبب تداعيات الحرب الدائرة.
واجتاحت قوات الدعم السريع وحلفاؤها 4 عواصم ولايات أخرى في دارفور العام الماضي، ووجهت لهم الاتهامات بارتكاب عمليات القتل ذات الدوافع العرقية ضد الجماعات غير العربية وغيرها من الانتهاكات في غرب دارفور.
وتواصل قوات الدعم السريع هجماتها العسكرية، حيث بدأت بحرق نحو 15 قرية في ريفي الفاشر الغربي، مما أوقع عددا من الضحايا، وتسبب في نزوح الآلاف إلى المدينة.
وتعرضت منازل السودانيين وبعض المرافق لأضرار جسيمة نتيجة المواجهات، مما أدى إلى تشتت الأسر وتهجير العديد من السكان قسريا، كما اضطر الكثير من الأشخاص للفرار من منازلهم والبحث عن ملاذ آمن في أماكن أخرى، في ظل ندرة الموارد والخدمات الأساسية، وزادت حاجة النازحين إلى المساعدة الإنسانية.
وهدف قوات الدعم السريع هو بسط سيطرتها على مقر الفرقة السادسة مشاة بمدينة الفاشر -عاصمة ولاية شمال دارفور.
ما الوضع الإنسانى الحالى بها؟
أوضاع إنسانية كارثية، هذا كان وضف نائب منسق الشئون الإنسانية للسودان في الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية أوتشا طوبي هاروارد، الذى حذر من الوضع الإنساني الحالي بمدينة الفاشر بالسودان، واصفا إياه بالكارثي، وقال أيضا:
- القصف المدفعي لمدينة الفاشر أدى لنزوح العديد من السكان ومقتل عشرات الأشخاص المدنيين.
- من الصعب حاليًا إيصال المساعدات الإنسانية لمدينة الفاشر؛ بسبب النزاع.
- النظام الصحي منهار تمامًا هناك، حيث خرجت عدد من المستشفيات عن الخدمة بسبب نقص الأدوية والمستلزمات الطبية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة