بات مشهد الرئيس عبد الفتاح السيسي وهو يخاطب المصريين في افتتاح المشروعات القومية حدثًا دوريًا يمثل "أيقونة" الجمهورية الجديدة وأحد أهم دعائمها، ألا وهي الإنجاز والمصارحة، فقد عانت مصر عبر عقود من مسئولين يضعون حجر الأساس لمشاريع نسمع عنها ولا نرى نتائجها وآثارها بل نسمع عن تعثرات وإخفاقات، حتى جاء السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ليقلب الآية، ويدشن عرفًا سياسيًا ووطنيًا جديدًا وهو أن المشروعات تفتتح بعد إنجازها لأن الرسالة الأهم التي يريد سيادته إيصالها والقيمة التي يرغب في غرسها في المصريين هي قيمة الإنجاز.
وحين نتحدث عن مشاريع قومية في استصلاح الأراضي الزراعية، فإن أجيال متعاقبة مكثت طويلًا في انتظار مشروع توشكى، الذي وضع حجر أساسه في عهود سابقة دون أن يرى النور، ليتم الإنجاز فقط في ظل الجمهورية الجديدة، وحين نتحدث عن الأمن الغذائي فهو ليس بإنجاز عادي ولكنه استثنائي كونه يتصل بقوت يوم 115 مليون مصري، وملايين من ضيوف مصر الذين لجأوا إليها، فهو قضية أمن قومي وليس فقط شأنًا زراعيًا أو اقتصاديًا؛ ولذا يكون للإنجاز فيه أبعاد متكاملة ومشتبكة وذات أثر اجتماعي واقتصادي بالغ الأهمية.
أما عن المصارحة والمكاشفة والشفافية، فكثيرًا ما كانت شعارات لا نرى أثرها الحقيقي، ولا نسمع عن تطبيقاتها، ولكن أن يقف رأس الدولة المصرية في كل حدث فيضع الأرقام ويجلي الحقائق ويسرد الوقائع ويفند الأمور ... يناقش ويوضح ... ينصح ويعاتب ... يستحث الهمم والعواطف ويخاطب المنطق والعقل، بمنطق الزعيم والأب الذي يخبر شعبه وأبناءه بحقيقة الأمر دون مواربة، فلا يخدعهم بمعسول الكلام ليرضى الرأي العام، ولكن يضع أمامهم الحقائق ويرسم لهم ومعهم وبهم مسارات الحلول، فهذا دأب الزعماء على مر العصور، وهاتان القيمتان العظيمتان كفيلتان ببناء الأوطان، فحين يكون الهدف هو الإنجاز، والأثر والوسيلة هي المصارحة والمكاشفة، فنحن على الطريق الصحيح نحو بناء شعب واعٍ وفعال، وبناء وطن قوي ومستدام.