مصر لن تتغير فقط بمؤسساتها، لكنها تتغير بأبنائها، فالباحث عن جمهورية مصر العربية التي يحلم بها يجب أن يتعب ويشقى فيها، فالدول لا تبنى فقط بالأمنيات، لكنها تبنى بالمشاركة والعمل ثم العمل ثم العمل، فمصر العائدة من كبوتها التي دامت لعقود، تعود و هي مسرعة بأقصى مالديها من امكانيات، وتلك العودة يرتبط جزءا رئيسيا فيها بشخص الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذى آمن بحلمه، وبذل الجهد فيه حتى يتحقق، و لذلك فالمسار الذى عشناه معا، يجب أن نفهمه معا،و نستكمله معا، فهي مصر الجديدة التي يجب أن تروها في هيئتها الجديدة، و إذا رأيناها نحن في صحوتها، رآها العالم و تعامل معها بما يناسب حاضرها وتاريخها.
خلال افتتاحات توشكي اليوم تابعت _ والتي شرفت بحضورها_ رسائل كثيرة تضمنتها الاحتفالية، غير أنه استوقفتني رسالة مباشرة تحدث فيها الرئيس، او جدد دعوته بمعني أدق للمصارحة بين الحكومة و المواطنين، ودور الجميع في التوعية، وهو الدور رئيسي يقع على كاهل كل مواطن، قبل المسئولين، حتي تتوحد الرسالة طبقا للواقع الجديد الذى عايشته مصر في السنوات الاخيرة، و هو الامر الذي يجب ان يتفهمه الجميع، ويعرف قيمة ما قدمته الدولة، و يكون شريكا في ذلك المسار، و يكون على علم بتفاصيله، فالدولة لديها من الشجاعة يجعلها تعلن المعلومات بشكل صريح أمام الجميع، و تأمل من الجميع أن يصيغ مقاربته الوطنية حول القضايا الكبرى.
و في رحلة صناعة تلك المقاربة، يجب أن نؤمن بدولتنا، و نثق في حاضرها ومستقبلها، و نطمئن لسياقاتها، حتى نصل للنتيجة المنطقية السليمة، وهو أن مصر يجب أن يراها أبناؤها قبل أن يراها العالم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة