دندراوى الهوارى

لماذا يكره يهود إسرائيل الملك رمسيس الثانى.. يزعمون أنه فرعون موسى؟! "9"

الإثنين، 27 مايو 2024 11:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يحمل يهود إسرائيل بشكل عام، والمتشددون منهم بشكل خاص، كراهية مفرطة لملك مصر، رمسيس الثانى، اعتقادا منهم يصل إلى درجة اليقين، أن رمسيس الثانى هو الذى طردهم من مصر عندما كانوا يعيشون بين أهلها، وشتت شملهم فى صحارى سيناء فيما يعرف بسنوات «التيه».. ورغم أن بعض الروايات التاريخية أشارت إلى أن فرعون موسى، هو رمسيس الثانى، أحد أعظم ملوك الأسرة التاسعة عشرة، إلا أن هناك فريقا من الباحثين فى التاريخ، يرى أن فرعون موسى، هو الملك مرنبتاح، الابن الأكبر لرمسيس الثانى، استنادا إلى أول ظهور لكلمة إسرائيل فى التاريخ المصرى، ظهرت فى لوحة، فى عهده، والموجودة الآن فى المتحف المصرى، باسم لوحة مرنبتاح! 


أما الرواية الدينية، تؤكد أن فرعون موسى أجنبى، ومن الهكسوس، المنحدرين من بنى إسرائيل، وجاءوا إلى مصر من صحراء النقب، وعبروا سيناء واستوطنوا الشرقية، وتحديدا الزقازيق، وأن مجيئهم فى الأسرة الثانية عشرة، من الدولة الوسطى، وللعلم ووفقا للتاريخ والشواهد الأثرية المصرية، فإن عصر الاضمحلال الثانى، بدأ بانهيار الأسرة الثانية عشرة، واستمر الهكسوس فى مصر أكثر من مائة عام، وفى روايات تاريخية، تؤكد مائتى عام!


والفترة من نهاية الأسرة الثانية عشرة، وحتى تدشين الأسرة الثمانية عشرة، شهدت مصر انهيارات سياسية واقتصادية، للدرجة التى دفعت المؤرخين إلى إطلاق مصطلح عصر الاضمحلال الثانى، على تلك الفترة، وهو ما استغله الهكسوس، فى تثبيت تواجدهم فى شمال البلاد، وبدأوا فى التشبه بالملوك المصريين، من حيث الألقاب والتقرب من آلهتهم، فى محاولة حثيثة للسيطرة على الشعب المصرى!


من هذا المنطلق يرى الباحثون فى علم الأديان، أن فرعون موسى من الهكسوس، وأن فرعون اسم وليس لقبا، وفقا لما ذكره القرآن الكريم فى سورة العنكبوت: «وَقَارُون وَفِرْعَونَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُم مُّوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِى الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ».


لكن بعض الباحثين فى التاريخ، والمستشرقين المهتمين بالدين الإسلامى، يطرحون سؤالا خبيثا، وهو: إذا كان فرعون ملكا، فما هى الصفة والشأن لـ«قارون»، ليسبق اسم الملك «فرعون» ووزيره الأول والأهم «هامان» فى الآية الكريمة؟ 


أما الاستدلال الأثرى حول حقيقة فرعون موسى، وهل هو ملك مصرى، أم أجنبى، وما هى أصل كلمة «فرعون»، وهل هى اسم شخص، أم لقب كان يطلق على القصر، فإن من الصعوبة بمكان إن لم تندرج فى قائمة المستحيلات، التأكيد على أنه أجنبى، أو أنه مصرى، أو أنه لقب، فى ظل أن هناك 60 % من الشواهد والكنوز الأثرية فى مصر لم يتم اكتشافها بعد، وأن حجم ما تم اكتشافه لا يتجاوز 40 % بالكاد!


إذن المجهول من التاريخ المصرى أكبر من المعلوم، وفقا لكل الدراسات والأبحاث العلمية، التى أجرتها وما زالت تجريها البعثات الأثرية من مختلف الجنسيات، بجانب البعثات وعلماء وباحثى الآثار والتاريخ المصريين، المستمرين فى عمليات البحث والتنقيب فى أكثر من موقع على الأراضى المصرية، حاليا!


وهناك مقولة يرددها دائما علماء الآثار، سواء أجانب أو مصريين، مفادها أن مصر تسبح على بحيرة من الآثار، وآخر من رددها الدكتور ديترش راو، رئيس البعثة الألمانية لحفائر المطرية، منذ سبع سنوات تقريبا، عقب اكتشاف تمثال المطرية الشهير، والذى أثار بلبلة، عندما أكدوا أن التمثال للملك رمسيس الثانى، قبل أن يخرج علينا وزير الآثار، حينها، ويؤكد أن التمثال للملك بسماتيك الأول، وليس لرمسيس!


العلماء والباحثون فى الآثار والتاريخ المصرى، فى اجتهادهم يؤكدون على ضرورة تدشين مصطلحات احتمالية، وليست جازمة، من عينة تقريبا، ربما، احتمال، عند كل اكتشاف أثرى جديد، لأن كل اكتشاف، يا إما يضيف معلومة جديدة، أو يصحح معلومة واعتقادا قديما، أو يزيح لبسا، ويستبعد شكا، وهذه قواعد ثابتة، تحكم الاجتهاد العلمى عند الاكتشافات الأثرية الجديدة.


 ورغم غياب كل الأدلة الأثرية والتاريخية الجازمة التى تؤكد أن الملك رمسيس الثانى هو فرعون نبى الله موسى، إلا أن اليهود بشكل عام، والإسرائيليين على وجه التحديد يحملون له من الكراهية المفرطة ما تنوء عن حمله الجبال، ويعتبرونه أول من دمر مشاريعهم وأحلامهم، وتسبب فى تشتيتهم فى الأرض، وقطع أواصرهم، وليدرك الجميع أن مصر برجالها، حكاما، وجيشا، وشعبا، يمثلون العقدة التاريخية لإسرائيل!
وللحديث بقية إن شاء الله.. إن كان فى العمر بقية










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة