حازم الجندى

الإجرام الإسرائيلي وعجز المجتمع الدولى

الثلاثاء، 28 مايو 2024 12:47 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يبدو أن دولة الاحتلال الإسرائيلي مُصرة علي ضرب كل الخطوط الحمراء ، فقد وصل بهم الإجرام حد قصف خيام النازحين بالقرب من مستودعات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)  في مدينة  رفح الفلسطينية جنوبي قطاع غزة وهو ما تسبب في سقوط عشرات الشهداء أغلبهم من النساء والأطفال، في تحدي واضح لقرارات محكمة العدل الدولية، التي طالبت بضرورة انسحاب إسرائيل من رفح ووقف أنشطتها العسكرية، والحفاظ على فتح معبر رفح لتسهيل إدخال المساعدات غزة، كما أصبح واضحا أن إسرائيل ومن خلفها الولايات المتحدة الأمريكية يتلاعبان بالمجتمع الدولي ففي الوقت الذي  يعلن فيه جيش الإحتلال  تقليص قواته المتوغلة شرق مدينة رفح ، وسحب قوات لواء "غفعاتي" الموجودة هناك، تفاجئنا بعدها بساعات بتنفيذ محرقة للنازحين.

وفي الوقت الذي تعلن فيه الولايات المتحدة رفض تنفيذ عمليات عسكرية في رفح، تقف داعما لإسرائيل سياسيا وعسكريا، وهو ما يعكس النفاق الأمريكي  وإزدواجية المعايير في التعامل مع القضايا الإنسانية خاصة عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، وهو ما يدفعنا للسؤال عن أسباب الدعم الأمريكي والغربي المتفاوتة لدعم دولة الاحتلال وتبرير جرائمها والتصدي لأي محاولة لمعاقبتها علي جرائمها؟

والحقيقة التي لا تخفي علي أحد أن هناك مصالح  استراتيجية للغرب تتمثل في  وجود إسرائيل في قلب الشرق الأوسط، بالإضافة إلي النفوذ الهائل الولي الصهيوني  في الولايات المتحدة وأوروبا الغربية، والذي يتيح له التدخل في صناعة القرار بسبب نفوذه السياسي والاقتصادي والإعلامي، خصوصاً إذا تعلق الأمر بسياسات هذه الدول تجاه الشرق الأوسط والصراع العربي _الإسرائيلي.

ذلك فإن النظام الدولي يتعرض لأصعب اختبار يمر عليه منذ تأسيسه في أعقاب الحرب العالمية الثانية، كذلك القانون الدولي والإنساني، فقد باتت جرائم إسرائيل وما تمارسه من إبادة جماعية للشعب الفلسطيني في غزة، تهديد خطير للأمن والسلم الدوليين، لأنه سيخلق جيلا جديد من المتطرفين والإرهابيين الذين فقدوا إيمانهم بالقانون والقيم الإنسانية، وشاهد عجز المجتمع الدولي عن التعامل مع هذا الإجرام، لذلك سيكون العنف هو وسيلته لمعاقبة العالم علي هذه الجرائم.

فقد تمكنت إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الماضي وحتي الأن من تحويل قطاع غزة من سجن مفتوح إلي مقبرة جماعية، ومنطقة جغرافية غير قابلة للحياة، لذلك من الضروري أن يعي المجتمع الدولي خطورة موقفه علي مستقبل العالم، وأن يتحرك نحو إلزام إسرائيل بتنفيذ قرارات محكمة العدل الدولية خاصة مُلزمة لجميعَ الأطراف، ووقف عملياتها في رفح، والوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة وإيصال المساعدات الإنسانية، ومحاسبتها علي جرائمها بحق المدنيين والتي أقل ما توصف به بأنها جريمة ضد الإنسانية.

كما أدعو أمتنا العربية لاستغلال اعتراف إسبانيا والنرويج وأيرلندا بالدولة الفلسطينية، بتكثيف جهودها نحو خلق رأي عام عالمي مؤيد للاعتراف بدولة فلسطين المستقلة، وهو ما يُشكل ورقة ضغط كبيرة علي إسرائيل، خاصة أنه لا سبيل لإنهاء هذا الصراع إلا بتنفيذ حل الدولتين، وإعلان دولة فلسطين المستقلة علي حدود الرابع من يونيو  1967 وعاصمتها القدس، وهي الرؤية التي تتبناها الدولة المصرية وتسعي لخلق رأي عام عالمي داعم ومؤيد للاعتراف بدولة فلسطين.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة