لا تمر مناسبة من دون أن يتحدث الرئيس عبدالفتاح السيسى عن أهمية الحوار والتفاعل، ودور الحكومة فى المصارحة وإتاحة المعلومات للمواطنين، آخر مناسبة كانت افتتاحات موسم حصاد القمح فى توشكى وشرق التفريعة بجانب محاور وممرات تربط شرق الصعيد بغربه.
تطرق الحديث عن موضوعات متنوعة، لكن ربما كان عرض إحدى الشركات الخاصة لمشروع زراعى فى وادى الشيح بأسيوط لافتا، فقد نجحت الشركة فى إنتاج 25 إردبا فى الفدان، وهو خطوة متقدمة، كما أن وزير الزراعة قال إن مصر تحقق أعلى نتائج فى إنتاج القمح، وهو ما ينقل الحديث إلى دور مراكز البحوث الزراعية والخبراء فى كليات الزراعة، وفى مركز البحوث الزراعية فى جامعتى القاهرة وكفر الشيخ وغيرهما، وإذا فتشنا عن أبحاث زراعية فى مصر سوف نعثر على كنوز من جهات مختلفة، فى الزراعة والتصنيع الزراعى.
وعلى مدى سنوات كانت هناك أبحاث يتم النشر عنها فى الإعلام، وبالتأكيد هناك أبحاث لم يتم النشر عنها من قبل، وتوضع بالأدراج، بعضها كانت هناك أخبار عن زراعة القمح فى الأراضى المالحة أو الرى بالتنقيط، وأيضا الأرز أو الذرة والشعير، وهو محصول معروف بالمقاومة للملوحة وإصلاح الأرض المالحة.
وإذا كان الفلاح المصرى عرف بكونه صاحب خبرة فى الزراعة التقليدية، يمكن الاستفادة من الأبحاث فى تطوير الزراعات بالتنقيط أو الرى الحديث بعيدا عن زراعة الغمر التى ربما لا تناسب الأراضى الجديدة.
وقد تطور نظام الرى بشكل تام، بجانب خبرات إعادة استخدام المياه أكثر من ثلاث مرات، وتنقيتها، وهو ما تم فى محطات المحسمة وبحر البقر وغيرها من المحطات العملاقة التى توفر مئات الملايين من أمتار المياه تصلح للزراعة وأغراض متنوعة.
كل هذا يعنى أهمية البحث العلمى فى الزراعة والمياه، بالشكل الذى يضاعف من الإنتاج ويوفر المياه، ويدعم التصنيع الزراعى، وهو ما أشار إليه الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال افتتاح مشروعات زراعية فى توشكى وشرق التفريعة.
ربما يكون هذا عاملا مشجعا للعلماء بجانب كونه محفزا للحكومة والشركات أن تبحث وتفتح الباب للباحثين والعلماء فى مراكز البحوث ممن قضوا حياتهم فى البحوث الزراعية المهمة التى تتعلق بكل الجوانب والتخصصات، وهذا وقتهم أن يأخذوا فرصتهم فى تطبيق أبحاثهم.
وقد لفت وزير الزراعة الدكتور السيد القصير، النظر إلى الحقول الإرشادية والبحثية التى تمثل نماذج وتجارب يمكن الاستفادة منها فى نهضة زراعية وتنمية بدأتها الدولة ويشجعها الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى لا يترك مناسبة من دون لفت النظر وتوجيه الحكومة لاستغلال كل فرصة للاستفادة من الأبحاث واستغلال كل إمكانية لصالح التنمية والزراعة والتصنيع.
وقد يكون مهما أن تحقق وزارة الزراعة هذا بتوسيع الاستفادة من الأبحاث الزراعية، وهى الأكثر إطلاعا على هذه البحوث وقدرة على فرزها والاستفادة منها وتدعيمها، كما أن القطاع الخاص من المهم أن يدعم البحث ويتيح الفرصة للتجريب والاستثمار فى منتجات مضمونة التسويق.
لدينا بالفعل شركات تعمل فى مجال الإنتاج للنباتات الطبية والعطرية، ربما تكون هناك حاجة للتوسع فى هذا النشاط والاستثمار بالشكل الذى يمثل دعما للأبحاث العلمية من جوانب عديدة.
ونظن أننا فى الوقت المناسب الذى نتيح فيه فرصا للخبراء والباحثين والعلماء أن يأخذوا مكانهم فى مساندة مشروع تنموى طموح بدأته الدولة ونجحت فى إضافة مليونى فدان فى توشكى وشرق التفريعة ومستقبل مصر والدلتا الحديدة وسيناء، وهى زراعات حديثة تقوم على الرى الحديث والزراعة المتطورة، التى تسهم بنصيب كبير فى مضاعفة الإنتاج الزراعى وتأمين ملايين الأطنان من القمح بجانب محاصيل استراتيجية أخرى كالبطاطس والبنجر والذرة وغيرها بجانب النباتات الطبية والعطرية وغيرها.
الشاهد أن ما تحقق فى مجالات استصلاح وزراعة الأراضى بتوشكى وشرق التفريعة وسيناء والدلتا الجديدة، تم بجهد وسواعد مصرية وخبرة وبحث وعلم، يستحق التقدير والتشجيع لمزيد من التطوير فى عصر يمكن للعلم أن يضاعف من الإمكانات والتنمية.