القلب آلة تخزين شبيه بجهاز الحاسوب، تجمع عشرات المواقف والصور والملامح لتقدم للعقل ملفًا مكتملاً عن الشخص أو الأشخاص الذين نقابلهم بشكل مستمر.
افتراض أن يعطي القلب انطباعًا أوليًا مباشرًا عن الشخص هو درب من الخيال، وبالتالي فإن اعتقاد البعض بأن ثمة حبًا يتولد تجاه شخص ما من أول نظرة أو موقف هو تصور غير مكتمل وغير منصف.
يحتاج القلب لمواقف متراكمة وصور متعددة لكي يكون شريطًا متكاملاً عن الشخص الآخر، وهو تصور مستوحى من آلية صناعة الفيديو، الذي تتشكل كل لقطة من مجموعة من الصور المتتابعة لتعطي مشهدًا متحركًا.
هكذا فإن تحرك القلب تجاه الطرف الآخر يحتاج صورًا متتابعة سواء ثابتة أو متحركة؛ وهو ما يعطي فرصة للاحتكام المنضبط في المشاعر؛ ولا يتعرض أي من الطرفين مستقبلاً لظلم في المشاعر.
الحب يمكن أن يبدأ من أول موقف شجاع أو موقف يثبت جدارة الشخص الآخر وجديته، لكنه يبدأ وهنا أعني بالبداية تولد مشاعر إيجابية تجاه الطرف الآخر وليس بالضرورة الوصول لذروة الحب الذي يسكن سويداء القلب.
عندما نفرق بين الحب والإعجاب والانبهار سندرك جيدًا معنى ما أريد أن أقوله، فربما يكون الطرف الآخر صادقًا عندما يعبر عن إعجابه أو راحته النفسية من أول موقف لكن أن يطلق على ذلك "حبًا" فهو ظلم للمشاعر في حد ذاتها.
ما سبق يعطينا إجابة وافية عن السؤال المتردد دائمًا: هل يتولد الحب من أول نظرة؟