بيت الحكمة في إمارة الشارقة، تجسد مكانة الكتاب والمعرفة في الإمارة، وتقوم بالعديد من الأنشطة والفعاليات التي تهدف إلى الارتقاء بمستوى الوعى بشكل عام، وخلال مشاركة بيت الحكمة ضمن فعاليات مهرجان الشارقة القرائى للطفل بدورته الـ 15، أجرى اليوم السابع حوارا مع مديرة التخطيط الثقافي فى بيت الحكمة.
في البداية أكدت فاطمة المحمود، مديرة التخطيط الثقافي في بيت الحكمة بدولة الإمارات العربية المتحدة، أهمية التعريف بالثقافة العربية بهدف تعزيز التواصل والتعاون والمساهمة في بناء جسور التعاون والتفاهم بين الشعوب والثقافات المختلفة، وتعزيز التنوع والاحترام المتبادل بين الثقافات المختلفة.
وأضافت فاطمة المحمود، أن بيت الحكمة مشروع ثقافي يدمج بين مفهومي المكتبة والملتقى الثقافي والمعرفي لجميع فئات المجتمع، وفي مقدمتهم الأطفال الذين نهتم دائما بإشراكهم في عالم المعرفة والتأمل وحب القراءة وتنمية المهارات والأفكار.
وتابعت، في حوار خاص لـ "اليوم السابع"، أن التركيز هذا العام خلال مشاركة بيت الحكمة في الدورة الخامسة عشرة من مهرجان الشارقة القرائي للطفل على تعريف الصغار على واحدة من روائع الأدب والفكر العربي العريق للفيلسوف الأندلسي ابن طفيل، وهي رواية "حيّ بن يقظان".
كما أضافت فاطمة المحمود، أن الاهتمام بالطفل يعني الاهتمام بالأمة بكاملها واهتمام بالإنسانية جمعاء واستثمار في المستقبل، وعلى قدر جهدنا في تثقيف وتوعية أطفالنا يكون المجتمع إيجابيًا ومنتجًا ومترابطًا، كما أن بيت الحكمة شريك أساسي في مسيرة الشارقة ومشروعها الثقافي الذي يرعاه ويقوده عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي ووجودنا هنا هو تجسيد للتنسيق والتعاون والتكامل بين كافة مؤسسات الإمارة.
وقالت، إن العصر الحالي يتسم بالانفتاح بين الثقافات، وسهولة وصول كافة الفئات العمرية لأي مصدر للثقافة والمعلومة من أي مكان بالعالم، هذا الانفتاح على الثقافات وغزارة المعلومات تستوجب تنمية الفكر النقدي والتحليلي لدى الأطفال واليافعين والشباب على وجه الخصوص، وتستدعي مساهمة جميع المؤسسات المعرفية والثقافية لمساعدتهم على بناء هذا الفكر وأنه تم اختيار رواية "حيّ بن يقظان" لما لها من أهمية كبرى في الفكر والتحليل والتأمل خاصةً أن بطلها طفل صغير اهتدى إلى معرفة الكون والقيم العليا بالتأمل والتفكير المنفرد، بدون مساعدة من أي إنسان.
وأوضحت مديرة التخطيط الثقافي في بيت الحكمة بدولة الإمارات العربية المتحدة، أن مشاركة بيت الحكمة جاء تحت عنوان "حيّ بن يقظان: مسيرة التنوير"، بالتعاون مع مكتبة قطر الوطنية بدولة قطر، لافتة إلى أنه في كل يوم من أيام المهرجان، سيتم تعريف الأطفال قصة "حيّ بن يقظان" وكيف أنه استطاع باستقلاليته أن يهتدي إلى قيم الخير والحق، وأن يحلل الظواهر المحيطة فيه بالتأمل والنظر الثاقب فيها.
وقالت مديرة التخطيط الثقافي في بيت الحكمة بدولة الإمارات العربية المتحدة، إن تصميم جناح بيت الحكمة في مهرجان هذا العام تم استلهامه من قصة حي بن يقظان، بهدف تقريب الأطفال من الحكاية ومنحهم فرصة لعيش تجارب تحاكي المراحل المختلفة في حياة حيّ بن يقظان.
وأضافت أن القسم الأول في الجناح بعنوان "الطفولة المبكرة والرعاية"، ويبين من عروض تفاعلية التفاعلية مدى قدرة حيّ بن يقظان على البقاء على قيد الحياة في الجزيرة المهجورة، والرعاية التي تلقاها من الظبية، ويركز كذلك على الحيوان والتعايش معه.
كما لفتت مديرة التخطيط الثقافي في بيت الحكمة بدولة الإمارات العربية المتحدة، إلى أن القسم الثاني، "التعلم والتكيف"، يتناول تطور مهارات "بن يقظان" في التعايش داخل الجزيرة من خلال التفكير الواقعي لتسيير شؤون حياته، ويسلط الضوء على أهمية تبني الممارسات المستدامة، مثل تقليلهدر الموارد وإعادة الاستخدام وإعادة التدوير.
وتابعت، أن القسم الثالث قسم "الابتكارات والحلول"، ويبين اكتشاف بن يقظان للنار ومدى قدرته على التعامل مع الخسائر، ويشجع على الابتكار والاستخدام المستدام للموارد الطبيعية في صناعة الأدوات المفيدة أو للاستفادة منها في الحياة اليومية، كما أن القسم الرابع "التناغم مع البيئة"، يبرز الضوء على نجاح "بن يقظان" في فهم بيئته ورعايتها، ويدعو الأطفال واليافعين إلى الحفاظ على البيئة من خلال اتباع نموذج هذه الشخصية، التي تناغمت مع الطبيعة بفطرتها مع عدم تلقيها أي تجارب معرفية خارجية، بما يمثل رسالة للأجيال بأن الحفاظ على الطبيعة هو بحد ذاته من إرث الطبيعة.
وأوضحت أن القسم الخامس والأخير يستعرض وصول شخصية الرواية إلى مستوى رفيع من الحكمة من خلال التأمل في عجائب الطبيعة المحيطة، والتعلم والاستكشاف بما يتجاوز حدود المعرفة.
هذا وأشارت مديرة التخطيط الثقافي في بيت الحكمة بدولة الإمارات العربية المتحدة، إلى أنه في ختام تجربة الأطفال داخل جناح "بيت الحكمة"، تنتظرهم هدية قيمة تتمثل في "أدوات النجاة"، التي صممت بدقة لدمجهم مع شخصية "حي بن يقظان"، وإحياء روح المغامرين الصغار في مهرجان الشارقة القرائي للطفل.
وقالت أن جناح "بيت الحكمة" في المهرجان يحتضن معرضًا مصغرًا يضم نسخًا نادرة من رواية "حي بن يقظان" باللغات العربية والألمانية والإنجليزية، وهي مقتنيات نادرة تم الحصول عليها من مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث في دبي ومكتبة قطر الوطنية، وهو ما يضمن للزوار التعرف على السياق التاريخي لهذه الرواية التي يمتد عمرها لقرون ورواية حي بن يقظان هي قصة رمزية تتناول حياة الإنسان في بحثه عن الحكمة والوصول إلى حقيقة الوجود، وهي في ذلك نص أدبي يعتبره الكثيرون أصل فنون القصص العربية بما تحويه من لغة وسرد وخيال أدبي وفلسفي على مستوى في غاية العمق.
أحمد منصور ومديرة التخطيط الثقافي في بيت الحكمة