امل الحناوى

الإعلام بين "هنا القاهرة - والجمهورية الجديدة"

السبت، 01 يونيو 2024 11:59 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

** من المعتاد ألا يتحدث الإعلام عن نفسه، فهو دائماً يتحدث عن الآخرين..

والإعلام في اللغة يعني الأخبار أو التبليغ بالشيء، أما في الاصطلاح فله من التعريفات ما لا يمكن حصرها، الأبرز منها هو نشر المعلومات وإيصالها إلى الجماهير سواء كانوا مشاهدين أو مستمعين أو قراء، مع التعبير الموضوعي عن عقليتهم وتغذية روحهم وميولهم واتجاهاتهم في نفس الوقت..

قديماً، كان الشِعر هو الأداة الإعلامية الأكثر شهرة في مجتمعاتنا العربية، للدفاع عن القبائل ومواجهة الخصوم، إلى جانب دعم خطاب وأفكار وأيديولوجية السلطة إعلامياً بين الجماهير، وأبرز الشعراء الذين حُفرت أسماؤهم بهذا الطريق هم (جرير، والفرزدق، والأخطل)، في العصر الأموي، الذي كان يموج حينذاك بالحركات السياسية والفرق الدينية والعصبية القبلية.

أما الآن، في عصر الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحديثة، عندما نسأل تطبيق (الدردشة الذكية) المشهور باسم (ChatGPT)، عن ماهية الإعلام، فنجد الإجابة: (الإعلام هو عملية جمع وتقديم الأخبار والمعلومات والبيانات للجمهور عبر وسائل مختلفة مثل الصحف، الراديو، التلفزيون، الإنترنت، وسائل التواصل الاجتماعي، والمجلات.. ويهدف الإعلام إلى نقل المعلومات إلى الجمهور وتثقيفهم، بالإضافة إلى التأثير على الرأي العام وتشكيل وجهات نظر المجتمع حول قضايا معينة.. ويلعب الإعلام دوراً مهماً في الديمقراطية من خلال توفير المعلومات التي يحتاجها المواطنون لاتخاذ قرارات مستنيرة)..

أُدرك جيداً معنى الإعلام وقيمه الموضوعية والجماهيرية وأيضاً المهنية، فخلال مسيرتي في هذا المجال الشاق الممزوج بالمُتعة اللامتناهية، عاصرت خلال سنوات عديدة، أهداف الإعلام (القومية والوطنية)، لعل أبرزها التوعية والتنوير، ودحض الشائعات ومواجهتها بالحُجج والبراهين.. وما أروع أهداف الإعلام التوعوي، الذي يُعد عاملاً أساسياً في تغيير المجتمعات، وأولوياته توعية وتنوير المواطنين بمختلف ملفات التنمية والتطوير، وأيضاً عرض المشكلات وسُبل حلها؛ لتصويب سلوك واتجاهات وقيم الجمهور المستهدف، سواء كانوا أفرادً أو مؤسسات أو هيئات أو حتى مسؤولين.

** في مصرنا الكبيرة العظيمة، كان للإعلام محطات عدة من الهبوط والصعود، وخاصة خلال السنوات العشر الماضية، فتارة أخطأ في بعض أهدافه، وفي تارات أخرى أصابها بامتياز، وكان الفيصل في الأهداف هو ضرورة مراعاة الحفاظ على الأمن القومي المصري، وحمايته من براثن أهل الشر في الداخل والخارج، وعدم الانسياق وراء نظريات المؤامرة التي كانت تُحاك في طريق عودة ريادة الدولة المصرية.

وسرعان ما تحول الهبوط إلى صعود تدريجي، بفضل دعم القيادة السياسية المصرية غير المسبوق للإعلام، وتقديم مؤسسات الدولة المعنية كل التسهيلات والدعم المطلق لوسائل الإعلام، لنعيش عصر المصارحة والمكاشفة في أزهى صوره، بين المسؤول والمواطن وبينهما الإعلام ودوره وأهدافه.

ولعل كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال افتتاحه عدداً من المشروعات التنموية مؤخراً في محافظة الوادي الجديد، التي أكد فيها على أهمية الإعلام في تنمية الوعي لدى المواطنين، داعياً المسؤولين للتحدث عن الواقع بوضوح وشفافية خير دليل على أن الإعلام المصري في عهد الرئيس السيسي، يدخل مرحلة جديدة من المصارحة والمكاشفة، الهدف الرئيسي منها هو تنمية الوعي لدى المواطن بكل ما يحدث، وحتى ما يدور خلف كواليس المسؤولية من الداخل وأيضاً من الخارج.

توجيهات الرئيس السيسي حول الإعلام تحمل في طياتها ثلاثة أبعاد أساسية، أولها إدراكه العميق لأهمية الإعلام كأداة لبناء مجتمع واعٍ وقادر على المشاركة الفعالة في عمليات التنمية وبناء الجمهورية الجديدة.. والبعد الثاني يتمثل في أن يتحدث المسئولون بصدق وبشافية لوسائل الإعلام، ما يعزز من مصداقية الحكومة ويبني جسور الثقة مع المواطنين.. أما البعد الثالث، فهو خاص بمواجهة الشائعات المغرضة التي تريد النيل من الدولة المصرية بين الحين والآخر، فخلال 10 سنوات فقط واجهت مصر كمّاً مهولاً من الشائعات والتحديات لم تتعرض له طوال تاريخها، وبفضل حنكة القيادة السياسية نجحت الدولة في تفنيد تلك الأكاذيب وعرضها على الرأي العام وإظهار الصورة الصحيحة، عبر وسائل الإعلام.

وهناك أيضاً بُعد رابع، حيث إن حديث الرئيس عن الإعلام يعطينا دفعة قوية نحن الإعلاميين والصحفيين، لأن ندرك أكثر أهمية الكلمة، فالكلمة أمانة ومسؤولية كبيرة، الكلمة نور ودليل تتبعة الأمة، الكلمة حصن الحرية، وبالكلمة تنكشف الغمة.

** ويبقى القول، إن الدولة المصرية وقيادتها السياسية المحنكة تؤمن بأهمية الدور الاستراتيجي للإعلام في مساندة جهود الجمهورية الجديدة وتحقيق الاستقرار والتنمية، من خلال تناول القضايا الوطنية وتعميق الوعي العام لدى جموع المصريين.. فالرئيس يتبع سياسة حكيمة تقوم على فلسفة عرض المعلومات وما يدور داخل الدولة من أحداث وتحديات على المواطنين، لأنه يؤمن بأن المواطن شريك أساسي في معركة الوعي والتنمية، كما أن توجيه الرئيس للمسؤولين بالظهور والحديث عن شتى التحديات التي تواجه الدولة المصرية، سببه الأساسي أن يكون المواطن على وعي وإدراك بما يحدث في مصر من تحديات، حتى يكون المواطن سنداً قوياً لدولته، وشريكاً رئيسياً في إدارة البلاد.. وتدرك القيادة السياسية أهمية الدور التوعوي والتنويري والتثقيفي للأجيال الحالية والمستقبلية في الجمهورية الجديدة، الذي تقوم به المؤسسات الصحفية المصرية ووسائل الإعلام المختلفة، خلال الفترة المقبلة؛ لتواكب ما تعيشه الدولة من تقدم ونهضة على جميع المستويات، وتحفظ لمصر ريادتها وتفوقها في المجال الصحفي والإعلامي، في وقت يلعب فيه الإعلام دوراً محورياً في أوقات السلم والحرب بلا استثناء.

وهنا، أوجه دفّة الحديث إلى دور الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية الكبير على الساحة السياسية، الإقليمية والدولية، حيث تقدم إعلاماً كما يجب أن يكون، يتضمن محتويات هادفة توعوية وتنويرية، تناسب الجمهور وتتناسب مع الأحداث الجارية، وتسخّر الشركة المتحدة كل جهودها وأعمالها وبرامجها التليفزيونية، لزيادة وعي المصريين وتوضيح الحقيقة الكاملة لكل الأمور والأحداث، بمنتهى المسؤولية.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة