يرتبط مفهوم الانبهار بالشخصيات العامة بحالة وجدانية تخلقها المواقف المتتابعة والذكريات الجميلة التي يتركها المشهور لدى جمهوره ومحبيه، وفي أغلب الأحيان تنصهر حالة الإعجاب بموقف تقدير بين الطرفين؛ وتلك من مسلمات النجاح واتساع دائرة الالتفاف حول كل ما هو جميل ومقدر.
في تلك الحالة يكون الجمهور شديد الحماسة لتبادل رسائل التقدير مع الشخصيات العامة والمشهورة، وهو ما يبرر الموقف السلبي تجاه النجم المصري محمد صلاح عندما تأتي مواقف خلافا لتوقعات الجمهور.
ينسحب هذا الموقف على علاقة أي مشهور بجمهوره، علاقة أحد طرفيها دعما غير محدود لهذا المشهور أو المشهورة والطرف الآخر تقدير مماثل للجمهور، الذي يمثل الرقم الأساسي في معادلة النجاح الجماهيري.
ولأن الحياة لا تأخذ خطا مستقيما طوال الوقت، فإن ثمة خيوطا غير مستقيمة تنحرف بصاحبها بعيدا عن البديهات التي ذكرتها آنفا، وتحول دول بقاء مؤشر الإعجاب عند مستوى متقدم ومتنامٍ، متحولا إلى الأسفل قليلا.
ما يحتاجه الطرفان أمرًا شديد الوضوح، فلكي ننسج من الخيوط المرنة قطعة قماش يحتاج ذلك إلى تشابك الخيوط؛ يحضن بعضها البعض، وتشابك الأذرع؛ وهو ما يصنع منتجًا جميلا مزخرفًا.
أقول ذلك لأن البعض اعتاد على مناقشة العلاقة بين الجمهور والمشهور من مطلق مغاير لهذه الحقيقة، منطلق مبني على علاقة اجتماعية منزوعة المنفعة المتبادلة؛ بكل وضوح الطرفان ليسا عاديين بالقدر الذي يجعلنا نرسم صورة مثالية خالية من اعتبار الحقوق المستحقة بين الطرفين، والضريبة التي يدفعا الاثنين للقبول بعلاقة التكامل.
دعونا نخرج من جدال المساحة الشخصية إلى مساحة التقدير المتبادل؛ وقتها سوف نضع حدودا مشتركة وليست منفصلة بين المشهور وجمهوره؛ وهو ما يغنينا عن سيل الجدال المصاب بالعقم.