تمر اليوم ذكرى ميلاد الأديب الياباني "ياسوناري كواباتا، إذ ولد في مثل هذا اليوم 14 يونيو عام 1899، وهو أول ياباني يحصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1968، وذلك بسبب إبداعه النثري المكتوب بلغة شعرية راقية وغامضة، و قد سيطرت على كتابات كواباتا مشاعر الوحدة والانشغال بالموت بسبب الوحدة التي عاشها في طفولته فقد تيتم مبكرًا وفقد جميع أقربائه القريبين عندما كان لا يزال في شبابه وفقا لموسوعة بريتانيكا.
أعاد ياسوناري كواباتا إصدار مجلة جامعة طوكيو الأدبية وهو لا يزال طالبًا في الجامعة، وكانت المجلة حينها معطلة لأكثر من 4 سنوات، ونشر فيها قصته القصيرة الأولى بعنوان "مشهد من جلسة أرواح"، وخلال سنوات دراسته بالجامعة كرس اهتمامه بالأدب الياباني وكتب مشروع تخرج بعنوان " تاريخ موجز للروايات اليابانية" وفي أكتوبر 1924 بدأ كواباتا، ويوكوميتسو ريتشي مع عدد من الكتاب الشبان صحيفة أدبية جديدة سُميت "عصر الأدب"، وكانت رد فعل للمدارس الأدبية اليابانية الراسخة القديمة، خصوصاً المدرسة الطبيعية، بينما وقفت في الوقت عينه ضد أدب العمال أو المدارس الاشتراكية والتي كانت إحدى حركات الفن للفن، وتأثرت بالتكعيبية، والتعبيرية، وغيرها من الأنماط الأوروبية الحديثة، وابتكر كواباتا ويوكوميتسو مصطلحاً هو "شينكانكاكوها" لوصف حركتهما الانطباعية الجديدة، المعتمدة على منظور أحاسيس مختلف في الكتابة الأدبية.
كتب كاواباتا أيضًا أكثر من مئة وأربعين قصة قصيرة، كان يطلق عليها قصص كف اليد لقصرها، والتي كانت ما بين الصفحة والسبعة صفحات فقط، وكانت القصة القصيرة جداً هي النوع الأدبي المفضل لديه، إذ وجد في المساحة المحدودة فيها ميزة مكنته من استخدام الغموض الذي برع فيه، ومن ترك العنان لخيال القارئ.
أما عن أعماله الأخير فقط أصدر كواباتا مجموعة من الأعمال والروايات ومن بينهم "راقصة الأيزو" قصة ألفها كاواباتا في عام 1926، وهي قصة حب مستوحاة من حياته، ترجمت للغة الإنجليزية في عام 1955، ثم مرة أخرى في عام 1998، و"عصابة أوساكا القرمزية" قصة تروي نوع الحياة في أساكوزا، ألفها في عام 1930 قيل أنها تبرز تأثره بالحداثة الغربية، و"بلد الثلوج" يروي فيها كاواباتا عن معضلة التقدم في العمر، وضياع الحب والجمال خلال ذلك، نشرت على أجزاء منذ 1935، ثم ترجمت للإنجليزية 1956، و"سيد الغو" تصنف كأفضل أعماله، نشرت على أجزاء في عام 1951، و"البحيرة"، و"العاصمة القديمة" و"ذراع واحدة" و"الهندباء".
وانتحر كواباتا بخنق نفسه بالغاز، وحاولت العديد من النظريات تفسير انتحاره، ومن بينها صحته الضعيفة، قصة حب محتملة مرفوضة من المجتمع، أو صدمة انتحار تلميذه وصديقه يوكيو ميشيما في 1970.