تزخر البيوت العربية بمجموعة مختلفة من طاسات معدنية متوارثة عبر أجيال مختلفة، لها مكانة كبيرة وقيمة خاصة عند أصحابها، تعرف باسم "طاسة الخضة" والتي تمثل أحد المورثات الشعبية عند العامة.
طاسة الخضة
الطاسات مصنوعة من النحاس الأصفر، مزين عليها نقوش محفورة يصور بعضها دائرة الأبراج الفكلية الأثني عشر، وتحوى على النصوص الكتابية القرآنية، والمذهبية والدعائية التي غالبًا ما تشغل الأسطح الداخلية والخارجية من الطأس من الحافة إلى القاع، يتم توزيع تلك النصوص في تقسيمات هندسية متنوعة، بعضها على شكل نصف دائرة، أو أشكال مستطيلة بخطوط محزوزة علي جوانب السطح الداخلي والخارجي للطاسة.
وغالبًا ما تسجل النصوص القرآنية داخل شرائط كتابية عريضة تحوى نصوص من آيات مختلفة من سورة طه، سورة النصر، سورة البقرة، سورة يس، سورة الفتح، آية الكرسي.
تستخدم هذه الطاسات التي يطلق عليها العامة "طاسات الخضة أو الرجفة" في شفاء الأمراض العصبية، ثم استعملت بمرور الزمن في شفاء جميع الأمراض وأطلق عليها "طأس الشفاء" أو "الطأس السحري"، وكانت تحتوي علي كتابات تؤكد أن بها منافع مجربة للشفاء بالشرب من مائها مثل لدغة الثعبان، والعقرب، والحشرات، وأيضًا أمراض الجهاز الهضمي، والصداع النصفي، وعضة الكلب، وآلام العظام، والقلب، واحتباس البول ، والحسد وأبطال السحر، وأبعاد الزواحف، وأمراض الأطفال، وإدرار بن الرضاعة، وغير ذلك من الأمراض التي يمكن الشفاء منها ما عدا الموت، وفقًا لما ذكره موقع وزارة السياحة والآثار.
غالبًا ما يتصل بكل طأس سلسلة بها قطع صغيرة من الحديد يطلق عليه المفاتيح، ويستعمل الطأس بأن يملأ بالماء فقط أو الماء الممزوج بالزعفران، أو الزيت، أو اللبن ويترك في الهواء الطلق مكشوفًا ليلة بأكملها، ثم يشرب منها المريض في الصباح، ويكرر هذا إما ثلاث ليال أو سبع ليال، أو قد يمتد لأربعين ليلة حتى تزول أعراض الألم ويتم الشفاء، أو يستعمل الطأس بأن يملأ بالماء وقت الفجر ويوضع به قطعة من النحاس أو القصدير، وبعض المفاتيح القديمة، وفي الصباح يشرب المصاب أو المريض جرعات متعددة، ويكرر ذلك ثلاث ليال أو سبع ليال أو أربعين ليلة متتالية، وكانت الكتابات تتضمن أيضًا أن الطأس إذا كان في مكان لا يسرق أو كان في مركب لا يغرق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة