تعجز كل الكلمات عن وصف مأساة غزة وفاجعة أهلها ومصيبة أمثالي المتابعين لمؤشر سقوط الضحايا من الأطفال والشيوخ والنساء، وسط صمت يصل للوقاحة من المجتمع الدولى الناظر بعيون باردة لسفح الدماء الفلسطينية نتيجة استمرار العدوان الغاشم الإسرائيلي.
إسرائيل تقتل الأطفال الفلسطينية والعالم يتفرج، إسرائيل تذبح الشيوخ في غزة والعالم يتفرج، إسرائيل تزهق أرواح النساء والعالم يتفرج، إسرائيل تدمر كل مقومات الحياة والعالم أيضا يتفرج، حقا أنه عالم يخشى القوى و يتشدق بحقوق الإنسان علي الضعفاء ليحقق مصالحه فقط وليس مصلحة الإنسان.
اليوم هو الـ256 في العدوان علي غزة وعلي الإنسانية بأكملها، وارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 37347 شهيدا و85372 مصابا منذ 7 أكتوبر، وأن قوات الاحتلال ارتكبت مجزرتين ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 10 شهداء و73 مصابا خلال الساعات ال24 الماضية، فضلا عن استمرار الاحتلال الخسيس في الحرق والتدمير وغلق المعابر ومنع المساعدات الإنسانية وارتكاب المذابح ليلا ونهار.. وللأسف العالم مازال يدين ويشجب ليس هذا فحسب بل هناك من ينتقد المقاومة الفلسطينية دون أن يوجه سهام انتقاداته لكيان مارس كل الحماقات وفعل كل السفاهات وخرق القوانين والأعراف الدولية، ولم يترك ذنبا إلا وارتكبه.
متى سيتحرك العالم إزاء ما يحدث في غزة، متي يتوقف العدوان الغاشم على أهل غزة، ومتى سنرى من يواجه الكيان الإسرائيلي المدجج بالدبابات والطيارات وصفقات الأسلحة الأمريكية والفرنسية والبريطانية، والمدعم بـ الدولار واليورو والإسترليني؟
العالم الغربى تعامل مع حرب "الروسية الأوكرانية" بخلف تعامله مع عدوان إسرائيل على غزة، إلا أن العامل المشترك للعالم في الحالتين أنه وقف مع مصالحه ببجاحه وغطرسة دون مراعاة لأى إنسانية أو قوانين دولية، وقد سقطت جميع الأقنعة التي كانت تنادي باسم حقوق الإنسان.
نحن أمام عدوان جرد الغرب من إنسانيته، وكشف للجميع أكذوبة حقوق الإنسان، وأوضح لنا أنه لا مكان في العالم إلا للعفي، ورسخ في الأذهان أنه لا سبيل لإنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة إلا باستمرار المقاومة وتكاتف العرب جميعا خلف الأجندة المصرية الداعمة بقوة للقضية الفلسطينية للوصول إلي حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة عبر حدود يونيو 1967 وتكون عاصمتها القدس الشرقية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة