يعتبر الحضن من أساسيات التواصل الجسدي في العلاقات الإنسانية، وخاصة في العلاقات الزوجية التي تعتمد بشكل كبير على التواصل العاطفي والملمس الجسدي. ويوجد العديد من الدراسات العلمية التي تشير إلى أهمية الحضن في بناء وتقوية العلاقات الزوجية، والتي توضح تأثيره العميق على الصحة النفسية والعاطفية للشريكين.
وتشير العديد من الدراسات إلى أن الحضن يساهم بشكل كبير في تحسين الصحة النفسية للأفراد، حيث يعزز الشعور بالأمان والراحة والارتياح العاطفي. ودراسة نشرت في مجلة "Psychosomatic Medicine" أظهرت أن الأزواج الذين يتبادلون الأحضان بانتظام يعانون من مستويات أقل من القلق والاكتئاب، ويشعرون بمزيد من السعادة والرضا في حياتهم الزوجية.
كما أن الحضن يسهم في بناء جسر من التواصل العاطفي بين الشريكين، ويعزز الشعور بالقرب والانتماء. ووفقًا لدراسة نشرت في "The Journal of Social and Personal Relationships"، يساهم الحضن في تعزيز الارتباط العاطفي بين الأزواج وزيادة مستويات الثقة والود بينهما.
وهو ما دفع وزارة المرأة والأسرة في كوالالمبور عام 2017 إلى تبني فكرة "عانق شريك حياتك يومياً ولو لمدة 10 ثواني فقط للحفاظ على صحة زواجك" حيث كانت هذه نصيحة وجهتها نائبة وزير المرأة والأسرة وتنمية المجتمع بكوالالمبور. وقالت إن الزوجين عندما يبدأن حياتهما يكونان كأنهما شخص واحد، ولكن بعد بضع سنوات تنطفئ الشعلة، وأوصت الزوجان بأن يحتضنوا بعضهما البعض كل يوم لتقوية زواجهما.
وقالت إن الوزارة في كوالالمبور كانت تروج لنصيحة "احتضان لمدة 10 ثواني" للأزواج الشباب، وأضافت: "إذا كان ذلك ممكناً فيجب أن يتم ذلك كل يوم لأنه أمر جيد".
وأوضحت أن ذلك يأتي ضمن الإجراءات التي اتخذتها الوزارة لمعالجة ارتفاع معدل الطلاق بين الشباب المتزوجين.حيث أظهرت دراسة أجراها المجلس الوطني للسكان وتنظيم الأسرة أن واحدة من كل ثلاث زيجات تنتهي بالطلاق أو الانفصال في السنوات الخمس الأولى.
