قراصنة العالم القديم.. هل كان "أخيل" قرصانا؟

الأربعاء، 19 يونيو 2024 07:00 م
قراصنة العالم القديم.. هل كان "أخيل" قرصانا؟ اخيل
أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

العالم القديم ملىء بالحكايات والأسرار، ومنذ وجدت التجارة وعرفت طريقها عبر البحار وجدت القرصنة، لكن كيف كانت؟ يقول كتاب "تاريخ القرصنة في العالم" لـ ياتسيك ماخوفسكى، ترجمة أنور إبراهيم، تحت عنوان "قراصنة العالم القديم":

أشرقت شمسُ القراصنة من قديم الأزَل، ويمكن أن نقول بكل شجاعة إنَّها ظهرت مع ظهور المِلَاحة البحرية، في العالَم القديم، اشتغل بها الفينيقيون أقدم وأفضل مَن ركِبَ البحر، ثم جاء بعدهم الإغريق، دخلت القرصنة حياة بعض القبائل الإغريقية الصغيرة، بل إنَّهم عدوها حرفةً رفيعة المنزلة. وبمرور الزمن وصلت القرصنة في حوض البحر الأبيض المتوسط إلى القَدْر الذي أخذت فيه تُشكل تهديدًا على أعظم دولة في العالم القديم آنذاك، وهي الإمبراطورية الرومانية.

لقد قدَّم التاريخ والأدب القديمان وصفًا شيقًا وأخَّاذًا للصراع الذى دار ضدَّ القراصنة، الذين كثيرًا ما كانوا سببًا في تكدير صفو سكان العالم القديم.

 

من أوديسى إلى بومبى

لم يكن "أخيل" بطل حرب طروادة الذي خلَّده هوميروس سوى قرصان، على أنَّهم كانوا ينظرون إلى القرصنة في ذلك العصر نظرةً تختلف تمامًا عن تلك التي ننظر بها إليها الآن.

يعترف "أخيل" في الإلياذة بأنَّه احترف القرصنة، دونما إحساس بالخجل، بل يمكن القول إنَّ اعترافه يشوبه الشيء الكثير من الإحساس بالفخر.

وينشد بطلٌ آخر من أبطال هوميروس، وهو أوديسي، في الفخر بمآثره في القرصنة أمام الكينوى بقوله:
"حملتنا الريح من مدينة إيلون، إلى إيسمار، حيث يعيش الكيكونيون، فأمَّا المدينة فقد دمرناها، وأما السكان فقد أبَدْناهم، ولكننا سبينا، الزوجات، وبعدها شرعنا في توزيع الكنوز الكثيرة التي نهبناها على مختلف أشكالها بالقسطاس؛ لكي يتسنى لكلٍّ أن يأخذ نصيبه كاملًا غير منقوص.

لقد كنت مصممًا على الإسراع بالفرار، ولقد سَمِع الجميع الأمر، ولكن المجانين لم يستمعوا إلى نصيحتي المخلصة، فإذا بهم — وهم الذين كانوا يترنحون من السُّكْر — يقيمون على الشاطئ الرملي الولائمَ، فيذبحون أغنامًا كثيرة وثيرانًا ذات قرونٍ معقوفة. وما هي إلَّا برهة قصيرة حتى ذهب الكيكونيون، الذين أفلتوا من المدينة إلى حيث تجمعوا هم وجيرانهم من الكيكونيين في جيشٍ جرار خبير بفنون القتال على ظهور الخيل، ولا يقل رجاله شجاعةً عن رجالنا، فإذا ما دعا الداعي ترجَّلوا عنها متأهبين للقتال. لقد بدت جحافلهم فجأةً في غزارة أوراق الشجر، أو مثل زهور الربيع الأولى، عندئذٍ بات من الجلي أنَّ كرونيون، قد أعدَّ لنا مصيرًا بائسًا وأهوالًا ومصائب كثيرة. لقد بدأنا المعركة قريبين بعضُنا من بعض، وقد ناءت علينا سفنهم السريعة بكلكلها، ورحنا نتراشق الرماح ذات الأسنَّة النحاسية الحادة. كنا متمسِّكين نصد هجومهم ما بقي الصباح ممتدًّا وما استمر النهار صاعدًا، على الرغم من أنَّهم كانوا يفوقوننا عددًا، ولكن عندما أذن هيلوس بالأفول، وحانت ساعة فك عدة الثيران عن كواهلها، اضطر الكيكونيون الآخيون للفرار بعد أن ألحقوا بهم الهزيمة، هنا فقدت من كل سفينة ستة من المدرعين الشجعان. أمَّا الباقون فقد كُتبت لهم النجاة من الموت ومن القدر. بعد ذلك أبحرنا وقد جلَّلنا حزن عظيم على أحبائنا الذين قضوا نَحبهم، وإن كنا في قرارة أنفسنا فرحين بنجاتنا من الموت، على أنَّني لم أبتعد بسُفني السريعة عن الشاطئ إلَّا بعد أن ناديت رِفاقنا التعساء الذين لَقوا حتفهم في المعركة ثلاث مرات كلًّا باسمه، أولئك الذين ظلوا هناك في باطن الأرض".







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة