ظروف طقسية صعبة تعيشها البلاد خلال هذه الأيام، حيث ترتفع دراجات الحرارة بشكل كبير، ما يجعل البعض يعزف عن النزول للشوارع، تفاديًا لضربات الشمس، وحرارة الجو القاسية.
ورغم هذه الظروف الطقسية الصعبة، إلا أن هناك فئة من المواطنين، دأبت على احترام العمل، وعناد الطبيعة، ومواجهة أشعة الشمس الحارقة، بالعمل والصبر، هم الكادحون في الحر، الذين لا يبالون بحرارة الجو، ولا تزعجهم أشعة الشمس الحارقة، هدفهم واضح، وعزيمتهم حاضرة، وإيمانهم برسالتهم النبيلة تملأ القلوب.
هؤلاء الكادحون مؤمنون بأن العمل ليس عقاباً، بل مكافأة وقوة ومتعة، وأن الاعتدال والعمل هما أفضل أطباء الإنسان، فالأجساد التي تعرف العمل والصبر لا تعرف المرض، بل تهزمه وتنتصر عليه بالعزيمة والإرادة.
إذا أراد الله بقوم سوء أعطاهم الجدل ومنعهم العمل، فالعمل يقضي على أوقات الفراغ، ويبدد المشاكل من المنازل، فلا وقت للقيل والقال، ولا مكان للنميمة، فالعمل يبعد عنا ثلاث آفات خطيرة "الضجر، ونزعة الشر، والعوز".
يجب علينا ألا نستسلم أبدا، علينا البدء فورا في العمل، نجتهد ونكافح، مهما كانت الظروف المحيطة، ففي العمل الصعب نلقى الفخر، ومن صنيعه يعرف الصانع، فأحسنوا عملكم، فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.
تحية لهؤلاء الكادحون في الحر، الذين يقفون في حقولهم أسفل أشعة الشمس، ومن يتحركون في الشوارع بحثا عن المال الحلال، في ظروف طقسية صعبة، ومن يتحلون بالصبر والعزيمة والإرادة والرضا بكل حال.. تحية لهم.