مصر جاءت ثم جاء التاريخ، تلك الجملة نعرفها منذ نعومة أظافرنا، ويعلمها العالم أجمع، وهى لم تأت من فراغ، فمصر كانت تطبق القوانين وتصدر الأحكام، وبها جيش قوى كبير يحمى البلاد، بل واعتلت النساء الحكم، لتصبح ملكة متوجة بكل فخر وحكمة، وتعلم المصرى القديم الزراعة والحرث، مما جعله يتحكم فى قوت يومه.
وكان باقى الأشخاص فى العالم فى ذلك الوقت، يختبئ من الحيوانات المفترسة فى كهوف، ولم يكن يتعلم كيف يكون قبيلة صغيرة، فجاءت مصر كمنارة مضيئة لتعلم الناس الزراعة، والطب والفنون والهندسة، وقد جاء المؤرخ اليونانى هيرودوت يتغزل فى مصر القديمة، ويعجب بالحضارة القائمة بمفردها.
والعالم كله يعلم أن الحضارة الفرعونية القديمة، هى من صنع المصرى القديم، الذى كان يحكم العالم منذ أكثر من سبعة آلاف سنة، وشيد المعابد والأهرامات التي ظلت شاهدة على أمجاده العظيمة.
وبرغم ذلك تأتى مجموعة من الأفارقة تسمى نفسها" الأفروسنتريك" التى تنسب الحضارة المصرية العظيمة لها، كيف ذلك وكان المصرى القديم بملامح تبعد كل البعد عن الشخص الأفريقى، فالمصرى يتميز بالبشرة قمحية اللون، أما الشخص الأفريقي يتميز باللون الأسود، والأنف الأفطس والشعر الأكرد.
ومنذ بضعة أيام جاء شخص من الأفارقة ومعه وفد، يشرح لهم عن الحضارة المصرية، بداخل المتحف المصرى بالتحرير، ويصحح لهم أنها حضارتهم هم، وهذا تدليس وخداع، لا يجب أن يتحدث أي شخص مهما كان عن الحضارة المصرية التي تكون هي حق كل مصري فقط، يجب التحدث عنها بأدب وعدم تجاوز، فإن أي شخص يأتي سواء من أفريقا أو من أي بلد من العالم فهو زائر مرحب به في أي وقت على أرض مصر.
ولكن الادعاء الكاذب وسرقة تاريخنا وهويتنا هكذا، فهو أمر يجب الوقوف عنده، ويجب جعل العالم يعرف حقيقة تلك المؤامرة التي بدأت منذ عمل مسلسل كليوباترا وكانت الممثلة فيه سوداء أفريقية وهو أمر تعجبنا منه جميعاً، ثم بعد ذلك جاء الممثل كيفن هارت الذى يحاول أن يقنع من حوله أن مصر تضم بداخلها حضارته هو وقومه.
أنه فعلا أمر غريب وغير مفهوم، وكأنه نهج جديد ومؤامرة على مصر لسرقة تراثها وآثارها وحضارتها، دون التفكير ولو جزء من الثانية أن هذه سرقة يجب الخجل من تلك الفعلة البائسة التي يقومون بها.
أي فكر يحاولون الإعلان عنه، فهو أمر غير مقبول، وهذه حرب ثقافية غير شرعية بالمرة، تهدف لسرقة تاريخنا وهويتنا، يجب الحرص على القيام بأعمال درامية وسينمائية بالتعريف عن الحضارة المصرية القديمة، والدفاع عنها أمام العالم، وإظهار المغرضين الذين ليس لهم أي وجه حق في سرقة تاريخنا، فنحن أحق في الدفاع عنه أمام الجميع.
ويجب زيادة الوعى من ذلك، وعمل حملة للتوعية عن الحضارة المصرية القديمة، ونشر قيمة مصر وحضارتها العظيمة في الخارج أكثر ليعلم الجميع أن الحضارة المصرية ليست عرضة للسرقة، وهى خط أحمر لا يجب المساس بها تحت أي بند من البنود، ولا مطمع لأولئك الذين يفتقرون الحضارة ببلادهم، فلتصنعوا الحضارة بسواعد أبنائكم، بدلاً من أن تسعوا لتخربوا عقول وتزعزعوا معتقدات راسخة من آلاف السنين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة