مما لا شك أن انحياز الأزهر كأكبر مؤسسة إسلامية في العالم إلى مطالب الشعب بقوة في 30 يونيو، قطع الطريق وحسم الأمر أمام قوى الشر والضلال بالمتاجرة بالدين، فلما لا والأزهر منذ أن تأسس وحتى يومنا هذا قلعة دينية ومؤسسة إسلامية عالمية ذات تأثير كبير في المجتمع المصري والعالم الإسلامي كله، ورمزا من رموز وسطية الدين الإسلامي في العالم، وما أود الإشارة إليه في مقالنا هذا هو دور الأزهر الشريف في دعم ثورة يونيو في ظل المغالطات التى تكثر مع كل احتفال بـ30 يونيو المجيدة، لنتذكر جميعا هذا الموقف الداعم للدولة المصرية الوطينة، خاصة أنه ما زال هناك من يحاول أن يصطاد في الماء العكر محاولا التشويه والتضليل وبث السموم خاصة على مواقع التواصل الاجتماعى.
فهل يغيب عن أحد مواقف الأزهر وإمامه الشيخ الطيب الواضحة دائما والمطالبة بتحمل المسئولية أمام الله والوطن والتاريخ فى اتخاذ خطوات جادة حفاظًا على الأمن القومى للدولة المصرية من التعرض للمخاطر المحدقة بها داخليًا وخارجيًا، وأن مصر أغلى من أن تُسفك فيها دماء أبنائها تحت أى شعار، وأن مصر تستحق من الجميع موقفًا وطنيًّا صادقًا، وأن الدولة التى يُريدها الشعب المصرى وتُؤيِّدها الشريعة الإسلامية هى الدولة الوطنية الديموقراطية الدستورية الحديثة.
لذا، فإن مواقف الأزهر عديدة وكثيرة منذ 2013 وكلها فى خدمة الاصطفاف الوطنى ونموذجا دور بيت العائلة المصرية الذى يجمع رموز الدينين الإسلامى والمسيحى، وكذلك الدور المقدر نحو تعزيز تواصل الأزهر الشريف مع أبناء الوطن فى المناطق النائية والحدودية بإرسال القوافل الدعوية والإنسانية، ناهيك عن مسيرة الأزهر العظيمة نحو تجديد الخطاب الدينى، والتجديد المستمر للمناهج التعليمية، بما يتوافق مع متطلبات العصر.
فمن منا لا يفخر بما يقدمه الأزهر في جولاته ومؤتمراته العالمية لمواجهة الإرهاب والتطرف وتأكيده الدائم على قيم التعايش والمواطنة، وإرساء السلام في العالم كله.
وأخيرا.. تبقى ثورة 30 يونيو ثورة الاصطفاف الوطنى من جميع فئات المجتمع المصرى، وتبقى صاحبة الرؤية الثاقبة نحو المستقبل بالتحلى بإرادة وطنية خالصة هدفها الاعتدال والبناء والإعمار لا الخراب أو التدمير.. حفظ الله مصرنا الغالية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة