تصدرت مجموعة من الكتب الأدبية قائمة الأكثر مبيعًا داخل المكتبات المصرية وعلى رأسها الإصدارات الجديدة التي حازت على جوائز أدبية سواء داخل مصر او خارجها، فهل تعد الجوائز مؤشرًا حقيقيًا على زيادة مبيعات كتب الجوائز لتصبح عامل أساس في ارتفاع مبيعاتها، ولهذا تواصلنا مع الناقد والشاعر الكبير شعبان يوسف.
قال الناقد والشاعر شعبان يوسف أن الجوائز الخاصة بالكتابة ترفع من توزيع الكتاب بشكل عام، ومن خلال خبرتي مع الجوائز فهي لحظة قليلة، بمعنى أن هناك كتب لكتاب غير معروفين فازوا بجوائز كبرى، وفي هذه اللحظة يكون هناك جمهور معين يتلقف مثل هذه الكتب ولكن بعد فترة يقل ذلك الضوء تدريجيًا وقد يصل إلى اختفاء الكاتب من الساحة الأدبية.
وأضاف الشاعر والناقد شعبان يوسف في تصريح خاص لـ "اليوم السابع"، أن اختفاء الكاتب بعد فترة قليلة من حصوله على جائزة مرموقة يرجع سببه أن العمل الفائز بالجائزة لم يلقى قبول من الجمهور، ولذلك فإن الجوائز لا تعد مقياس لجودة العمل بشكل عام خاصة أن هناك مجموعة من العناصر التي تؤثر على اختيار الجائزة وبينها الأذواق والحظ وغيرهم، وبالتالي فإن الكتاب أو الرواية الذين يحصلون على الجوائز ليس الأهم أو الأجمل ولكن هناك بالطبع كتب ذات قيمة حصلت على جوائز أدبية.
وتابع شعبان يوسف، أن هناك كتاب لم يحصلوا على جوائز ولم يقدموا بالاشتراك من البداية ولكن كتبهم تعمل بقوة شديدة، وعلى سبيل المثال والذكر أعمال صلاح جاهين والأبنودي وسيد حجاب الذين لم ينتشروا بسبب الجوائز بل بسبب قوة المحتوى الذي يقدمه العمل، وقد تلعب الجائزة دورًا هامًا في انتشار الكتاب ولكنه بشكل مؤقت، ومن الممكن أن يختفي الكتاب عن الأنظار بعد فترة ليست بكبيرة.
وأكد شعبان يوسف، أن الجوائز التي تحصل عليها الأعمال قد تتحول إلى سخط على الكاتب بعد فترة لأنه لم يحظى بالقبول المطلوب، حيث يتجه القارئ للحصول على الكتاب الحاصل على الجائزة ويشعر بعدها بصدمة أن الكتاب قد يكون رديء أو دون المستوى، وبالتالي فإن موقف الكاتب حينها سيكون سلبيًا جدًا، وبالتالي فإن الجوائز تلعب دورًا مؤقتًا في انتشار وترويج الكتاب الفائز، ورغم أنها تصنع رواجًا مؤقتًا فهي لا تصنع كاتبًا أو مبدعًا أو مفكرًا أبدًا.