عندما استشعر الشعب أن الوطن فى خطر حقيقى، نزل إلى الشوارع فى أكبر تجمع بشرى فى التاريخ، ما بين خمسة وثلاثين مليونا وأربعين مليون متظاهر، بشهادة وكالة الأنباء الفرنسية، وليس وسيلة إعلام مصرية أو عربية، منذ استولت جماعة الإخوان المسلمين على الحكم دخلنا فى نفق مظلم، عمل الإخوان على تجريدنا من الوطنية واعتبار الوطن حفنة من التراب العفن، وجاهر مرشدهم بعبارة فظة، حيث قال، طظ فى مصر واللى فى مصر أنا ما يهمنيش واحد ماليزى يحكمنى ما دام مسلم! وهذه حجة خبيثة لتخلى المصرى عن وطنه الذى وصفه العالم بفجر الضمير، واعتبار أن الإسلام هو الوطن وهذه مغالطة خادعة ومعادية للانتماء الوطنى، فلا يعقل أن يتصور مصرى أن الباكستانى أو التركى المسلم أقرب إليه من المسيحى المصرى الذى خاض معه كل التحديات وصمد معه فى وجه المصاعب والمؤامرات، كما أن إسرائيل خلال حروبها العدوانية علينا لم تفرق بيننا وفقا للانتماء الدينى، بل كانت تشن حروبها ضد الوطن بكل من فيه.. كنت فى بيتى فى الثلاثين من يونيو عام 2013 أتابع بهلع ما يدفعنا إليه الإخوان وقررت النزول إلى الميدان ووجدت ابنى نبيل يستعد للنزول، ومما يستحيل نسيانه أن أدهم حفيدى وكان وقتها فى السابعة عشرة من العمر، قال لى ولأبيه نبيل، أنا لازم أنزل، وإذا لم تأخذونى معكم سأنزل بتاكسى، بذلك كنا ثلاثة أجيال، استشعرنا جميعا وجوب التصدى لمؤامرة تفتيت المحروسة، حفيدى وابنى وأنا.. وفى ميدان التحرير أكدت الملايين أن مصر فى العين والقلب وأننا سنفديها بأرواحنا.. ومن أغرب ما حدث أن قلوبنا جميعا شاورت على رجل كنا بالكاد نعرف أن اسمه عبدالفتاح السيسى، وأصدرنا له تكليفا بتولى المسؤولية، بثقة تامة فى أنه سيعيد مصر إلى مكانها ومكانتها، وقد أثبتت الأيام أن قلوب المصريين لا تخطئ، حيث تأكد للقاصى والدانى أنه كان الاختيار الأمثل والأصح، وأنه وجيشنا الباسل العظيم، أملنا فى إنقاذ مصر من المؤامرة المدمرة الخبيثة التى كلف الأعداء إخوان الشر بتنفيذها، استدعى الشعب جيشه ولبى الجيش النداء.. رفعت يونيو شعار: عيش، حرية، عدالة اجتماعية..ومنذ تولى الرئيس السيسى المسؤولية وهو ينفذ مطالبنا بتوفير العيش والحرية ويبذل قصارى جهده لتحقيق العدالة الاجتماعية وبناء مصر التى حلمنا بها ولن يتوقف حلمنا عند حد معين بل سنعمل مع قائدنا حتى تصبح أم الدنيا، أد الدنيا.