يستعد شعب مصر لاستقبال الذكرى الـ11 لثورة 30 يونيو، تلك الثورة الشعبية التى شهدت على تلاحم وترابط الشعب المصرى فى مواجهة خطر التفكك والاستقطاب الذى عملت الجماعة الإرهابية على ترسيخه داخل المجتمع المصرى، وهو ما أكد عليه عدد من السياسيين، وفى هذا السياق قال النائب اللواء طارق نصير، أمين عام حزب حماة الوطن ووكيل أول لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس الشيوخ، إنه بعد مرور 11 عامًا على واحدة من الثورات الإنسانية فى العالم المعاصر، يحتفل المصريون بثورة الثلاثين من يونيو 2013، تلك الثورة التى أكدت منذ اللحظات الأولى لمناداة المصريون بها، وضعت نصب عينها الانسان المصرى الذى دخل فى بوتقة من الخطر الذى هدد هويته وكيانه، فانتفض رافضا جميع السياسات التى انتهجتها الجماعة الإرهابية التى التحفت بالدين الإسلامى الحنيف الذى يرفض خطابها الإرهابى العدوانى.
وأضاف "نصير" فى تصريح خاص، أنه عام واحد كان كافيا لفضح حقيقة مواقفها وانتماءاتها بعيدا عن الانتماء الوطنى الذى يمثل ركيزة أساسية فى حياة المواطن المصرى، مشيرا إلى أن ثورة الثلاثين من يونيو جاءت لتحافظ على هويته الوطنية وإيمانه الدينى والتزامه الوسطى الذى ميزة على مدار القرون الماضية.
وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن مصر كانت بوابة الأمن والأمان للجميع، وأن بقاء هذه البوابة يرتبط ببناء الانسان فكريا وثقافيا ومعرفيا وتنمويا ودينيا، وهذا هو النهج الذى تبنته الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى جاء حاملا مسئولية كبيرة فى بناء الانسان وتأكيد مشاركته فى شئون حياته السياسية والاقتصادية، مع الأخذ فى الاعتبار تلك العلاقة الصحية بين البناء والمشاركة، إذ لا يمكن أن تكون هناك مشاركة سليمة دون بناء سليم، فكانت الخطوات الأولى التى انتهجتها ثورة 30 يونيو أن وجهت جل اهتمامها إلى بناء هذا الانسان وتمكينه وتحسين ظروفه واوضاعه المعيشية والحياتية كنقطة انطلاق أولى واساسية لتأتى الخطوة الثانية المتعلقة بتوسيع حجم المشاركة السياسية والاقتصادية عبر وضع آليات ديمقراطية حقيقة عبرت عن الإرادة الوطنية فى تبنى خيارات المستقبل.
وأوضح أن ما تحقق من إنجازات فى مجال التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية للإنسان المصرى من خلال تطوير خدمات الإسكان، والتعليم، والصحة، والنقل، وشبكات الحماية الاجتماعية إلى جانب تحفيز إقامة المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر وريادة الاعمال، وغيرها من الجهود الوطنية التى تسجلها صفحات التاريخ بأحرف من نور، من شأنه أن يُمكّن الانسان المصرى من بناء خياراته السياسية على أسس موضوعية وفى ضوء معارف حقيقية بتحديات الواقع ومتطلباته.
واختتم قائلا:" مع الاحتفال بالذكرى الحادية عشر لثورة الثلاثين من يونيو نستذكر سويا كيف كان الوضع حينها؟ وماذا فعلنا؟ وكيف اصبحنا اليوم؟ رغم كل الصعوبات والأزمات والتحديات الداخلية والخارجية، إلا أن الرؤية الحكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسى، وجهد مؤسسات الدولة المختلفة فى تنفيذها، وصبر وتحمل الشعب المصرى لمتطلباتها، أوصلنا اليوم إلى عبور بر الأمان فى حفظ الدولة المصرية وصون مقدراتها وتنمية مواردها وتعظيم الاستفادة من إمكاناتها بما يعود على الانسان المصرى بكل الخير فى حياته ويُؤمن مستقبل أبنائه."
30 يونيو بداية ميلاد مسار جديد من مسارات العمل الوطنى الخالص
فيما أكد النائب فرج فتحى فرج، عضو مجلس الشيوخ، أن ثورة 30 يونيو 2013 ساهمت فى تغيير مجرى التاريخ المصرى الحديث، وكتبت بأحرف من نور ميلاد مسار جديد من مسارات العمل الوطنى الخالص، بعيدا عن مصالح والجماعات، لتنطلق مسيرة البناء والتنمية على كافة المستويات والقطاعات وفى جميع المناطق الجغرافية، تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، معتمدا على التلاحم الشعبى والاصطفاف الوطنى لمجابهة التحديات التى خلفتها جماعة الإخوان الإرهابية، وعلى رأسها جماعات الإرهاب التى حاولت السيطرة على سيناء لجعلها مركزا لعملياتهم ضد الشعب المصرى.
وقال "فرج"، أن ثورة 30 يونيو كانت تدشين لمرحلة جديدة من تاريخ الأمة المصرية، نقلتها من مرحلة الفوضى والانهيار، إلى البناء والنهضة ودعم ركائز التنمية المستدامة، فضلا عن تثبيت أركان الدولة، وتعزيز تماسك مؤسساتها واستعادة الاستقرار، مشيرا إلى أن القيادة السياسية كانت مزمنة أن العمل الجاد والجهد المتواصل والحفاظ على وحدة النسيج الوطنى هو السبيل الوحيد لخروج مصر من أزماتها وتخطيها التحديات التى واجهتها.
وأضاف عضو مجلس الشيوخ، أن مصر بعد 30 يونيو حققت طفرات فى كل القطاعات للحاق بالدول المتقدمة، تعويضا عن سنوات الإخفاق، فحققت مصر الكثير من الإنجازات والمشروعات العملاقة، وتم إعادة الاقتصاد المصرى إلى مكانته وحقق معدلات مرتفعة من النمو، واستعادت مصر علاقتها مع الدول الخارجية التى تدهورت إبان حكم الإخوان، وبدأت مسيرة التنمية الشاملة بداية من قناة السويس الجديدة، وبناء ملايين الوحدات السكنية والمستشفيات والمطارات والأنفاق العملاقة تحت قناة السويس، والموانى والمصانع الكبرى ونهضة عمرانية، وأكبر شبكة طرق وكبارى فى كل أنحاء البلاد، وتحديث السكك الحديدية والنقل والتوسع فى التعليم وإقامة العديد من الجامعات الجديدة، إضافة للمدن الجديدة وعلى رأسها العاصمة الإدارية، والعلمين الجديدة.
وشدد النائب فرج فتحى، على ضرورة استلهام روح 30 يونيو فى إمكانية تحويل الآمال والطموحات لشعبنا العظيم إلى واقع يشعر به كل مواطن، مؤكدا على أن القيادة السياسية تبذل قصارى جهدها للارتقاء بهذا الوطن وتوفير حياة كريمة لشعبه، فضلا عن حماية المصالح الوطنية العليا للدولة المصرية، مؤكدا أن الشعب المصرى ومن خلفه رجال القوات المسلحة والشرطة الأبية، سطروا فى 30 يونيو وما بعدها، ملحمة خالدة للحفاظ على هوية الوطن، وحماية مقدرات هذا الوطن ليقف العالم تحية وإجلالا لهذا الشعب العظيم، الذى غير مجرى التاريخ.
30 يونيو أنقذت مصر من خطر تفكيك النسيج الوطني
وبدوره أكد الدكتور جمال أبو الفتوح، عضو مجلس الشيوخ، أن ثورة 30 يونيو ستظل نموذج فريد فى تاريخ الثورات الشعبية والتى تعبر عن قصة وطن رفض خطر التفكيك والفوضى واختطاف هويته، وتجاوزها بعزيمته الراسخة التى استطاعت الخلاص من جماعة الإخوان الإرهابية بعد ما انحاز الجيش للإرادة الشعبية وقرارها فى إسقاط حكم هدد نسيج مصر الوطنى فى عام واحد فقط، مشيرا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى أنقذ مصر من مصير مظلم واستعاد للوطن كرامته للمضى فى طريق بناء الجمهورية الجديدة وتحقيق تطلعاته المشروعة فى حياة أفضل ومستقبل مشرق لأبنائه ولأجياله القادمة.
وأوضح "أبوالفتوح"، أن تلك الثورة المجيدة صححت مسار الدولة المصرية ودحضت مخططات قوى الشر التى هددت بقاء الدولة المصرية وتماسكها، لافتا إلى أنها كانت شرارة الانطلاق نحو عملية تنمية شاملة للارتقاء بكافة مناحى الحياة، والتى استلزمت بالتوازى معها مواجهة تحديات عدة بكافة أدوات قوتها الشاملة على مدار السنوات الماضية سواء الإرهاب، الذى نجحت قوات الجيش والشرطة البواسل فى محاصرته وكسر شوكته أو محاولات بث عدم الاستقرار والفوضى التى لفظها الشعب العريق بالشائعات والفتن التى كان وعى المصريين حائط صد منيع تحطمت عليه كل تلك الآمال المغرضة والخبيثة.
وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أنه بعد مرور 11 عام على مرور ثورة 30 يونيو 2013، فإن ذكراها ستظل راسخة فى أذهان الشعب المصرى والتى لولاها لكانت دخلت مصر فى حلقة مفرغة من الفوضى والانقسام، مشددا أن القيادة السياسية عملت على مدار السنوات الماضية بتبنى استراتيجيات أحدثت نهضة غير مسبوقة فى كافة المجالات وغيرت من وجه مصر أمام العالم أجمع، لتثبت قدرة المصريين على تجاوز التحديات والبناء من جديد فى دولته بعد نجاحه فى الحفاظ عليها وعلى مؤسساتها، وتأتى تلك الذكرى اليوم بالتزامن مع بدء ولاية رئاسية جديدة يجدد فيها الشعب العهد مع قائده لاستكمال طريق الإصلاح.
وأكد "أبو الفتوح"، أن الدولة حققت إعجاز بكل المقاييس رغم كل ما واجهته من تحديات إذ أنفقت خلال الفترة من 2014 وحتى 2023 ما تجاوز الـ 9.4 تريليون جنيه لتنفيذ مشروعات لتحسين جودة الحياة على مختلف المستويات، ومن بينها كان تطوير المناطق غير الآمنة، التى عكست الرؤية الثاقبة للرئيس السيسى فى تطوير العمران المصرى وبناء بنية تحتية حديثة تستوعب الزيادة السكانية بإنشاء 24 مدينة حتى الآن تزيد من فرص الاستثمارات وترتقى بحياة المصريين، لافتا إلى أن الشعب المصرى سيظل ماضيا فى طريقه الذى أصر عليه تحت قيادة قائدة العظيم الرئيس السيسى لاستكمال مسيرة التنمية المستدامة والمستدامة.
30 يونيو شاهدة على حالة الترابط بين الشعب المصرى العظيم ومؤسسته العسكرية
وفى ذات الصدد، أكد الدكتور محمد الزهار، أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب حماة الوطن، أن ثورة 30 يونيو أثبتت أن الشعب المصرى لا يمكن أن يخدعه الشعارات الزائفة، وأنه يعرف حجم ومكانة وطنه وأن الدولة تستوعب الجميع ولا يمكن لجماعة أن تسطير عليه أو توظفه لصالحها، مشيرا إلى أن القيادة السياسية على مدار السنوات الماضية وضعت محور بناء الإنسان المصرى على رأس الأولويات عبر مشروعات عملاقة وإجراءات واسعة استهدفت تحسين مستوى معيشة المواطن على كافة المستويات.
وأضاف "الزهار"، أن ثورة 30 يونيو كانت شاهدة على حالة الترابط بين الشعب المصرى العظيم ومؤسسته العسكرية التى باتت ملاذه ومأمنه فى مواجهة الخطر الداهم من جماعة أضحى تنظيمها يفوق المئة عاما، تمتلك الموارد المادية والبشرية، وتدعى السيطرة على مجريات الأحداث وبقائها فى الحكم لقرون من الزمان، وفى المقابل استجابة المؤسسة العسكرية لنداء الشعب ولبت على الفور ما يتمناه المصريون وتحملت المؤسسة العسكرية بأكملها مسئولية جسمية فى تنفيذ رغبات المصريين وإنقاذ الدولة المصرية لتبدأ بعدها مسيرة التنمية.
وأوضح أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب حماة الوطن، أن الدولة المصرية منذ ثورة 30 يونيو حققت الكثير من الإنجازات الكبرى فى مسيرة التنمية على كل الأصعدة لرفع مستوى معيشة المواطنين بتحسين خدمات الإسكان والصحة والنقل والزراعة ودعم شبكات الحماية الاجتماعية، بجانب إطلاق استراتيجية مصر للتنمية المستدامة لعام 2030، والتى تعكس التغيير فى الرؤية المصرية التى شهدت تحولا أساسيا فى منظور الدولة للحماية الاجتماعية التى تعد أحد العناصر الأساسية لتحقيق العدالة الاجتماعية، من المنظور الإغاثى الذى كان يقتصر على مجرد مساعدة الفئات الأولى بالرعاية فى المجتمع إلى المنظور التنموى الذى يسعى إلى تعزيز الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمواطنين.
وأشار "الزهار" إلى أن الدولة المصرية منذ ثورة 30 يونيو تمكنت من تنفيذ خطة متكاملة الأركان شملت العديد من المحاور على رأسها ومحور تطوير المناطق غير المخططة ومحور تطوير الأسواق التجارية العشوائية، ومحور تطوير المناطق غير الآمنة ليتم الإعلان عن مصر دولة خالية من العشوائيات الخطرة، وكذلك إعلان مصر دولة خالية من فيروس "سي"، مضيفًا أن ثورة 30 يونيو حملت آمال جديدة لكافة المصريين وطموحات وآفاق واسعة للدولة المصرية فى تحويل تلك الآمال إلى واقع ملموس يشعر به كل المواطنين ويتأكدون أن الدولة تبذل قصارى جهدها لرفع مستوى معيشتهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة