ناجى الشهابى

عن أزمة الكهرباء.. تداعياتها محلية وصناعتها عالمية

الأربعاء، 26 يونيو 2024 02:41 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نعيش أزمة حقيقية سببها انقطاع التيار الكهربائى عن المنازل وعن المصانع بقرار الحكومة بتخفيف الأحمال والتى كانت فى البداية قطع التيار الكهربائى ساعة ثم ازداد إلى ساعتين وأخيرا ثلاث ساعات والسؤال الذى يطرح نفسه لماذا تلجأ الحكومة إلى هذا الحل التى يفقدها والنظام شعبية، الوطن والدولة فى أمس الحاجة لها وخاصة والتحديات محيطة بالوطن من حدوده الجغرافية مع دول الجوار وكلها تحديات تخنق الوطن وتهدد امنه القومى !! والسؤال الذى يطرح نفسه لماذا هذه الأزمة التى تلقى بظلالها على كل بيت مصرى وايضا على الصناعة و خاصة مصانع الأسمدة والبتروكيماويات ذات الاستهلاك العالى للطاقة بالرغم من أننا أعدتنا العدة لتحقيق الاكتفاء الذاتى من الكهرباء بل وتصديرها إلى الخارج من خلال اتفاقية الشراكة التى وقعتها وزارة الكهرباء نيابة عن الحكومة المصرية مع شركة سمينس الألمانية،عام 2015 و تضمنت بناء 3 محطات دورة مركبة عملاقة تعتمد على الغاز الطبيعي.

في كل من العاصمة الإدارية الجديدة، وبني سويف، والبرلس في كفر الشيخ، بقدرة إجمالية تصل إلى 14.4 جيجاوات، وبتكلفة استثمارية تصل إلى 6 مليارات يورو وهى ما تساوى 6.48 مليار دولار ؟!! وايضا ليست لدينا مشكلة فى نقل الكهرباء المنتجة إلى كل أنحاء الجمهورية فالشبكة القومية جاهزة لذلك !! إذن ما المشكلة ؟!!


اقولها لكم بكل صراحة وقلتها من قبل أننا فى 30 يونيو و3 يوليو عام  2013 ، أوقفنا المخطط الفوضى المتحالف مع جماعة الإخوان ولكن أصحاب المخطط لم يستسلموا واستمروا فى تنفيذه باستخدام النوع الاحدث من الحروب والمسمى بحروب الجيل الرابع والجيل الخامس والتى تعتمد على حروب الشائعات والأكاذيب لضرب الاصطفاف الشعبى خلف الدولة "رئيسا وجيشا" فهم تعلموا درس 30 يونيو جيدا الذى إنحاز فيه الجيش العظيم لثورة شعبه وكان هذا التلاحم كلمة السر فى نجاح ثورة شعب بقيادة جيشه !!


وزاد من حنق وغضب أصحاب مخطط الفوضى وضرب الدولة إصرار القيادة السياسية على أن يكون قرارنا الوطنى مستقلا وارادتنا الوطنية حرة ومارستها بالفعل وإقامة تلك العلاقات الاستراتيجية مع دول الشرق ودول الغرب على السواء وحققت حلم كل الوطنيين بكسر احتكار امريكا لتسليح الجيش المصرى وقامت بتنويع مصادر السلاح ليكون هو الجيش الاقوى فى الشرق الأوسط و العاشر عالميا وانضم إلى البريكس والى بنك التنمية الجديد ولتأتى الحرب الوحشية الاسرائيلية على قطاع غزة لتقف مصر بقوة أمام هدفها النهائى الذى اتفقت عليه الدول الكبرى فى حلف الناتو بل وكشفته فى مؤتمرات عالمية علنية رافضة تصفية القضية الفلسطينية وجعل فلسطين ارض بلا شعب !! هنا جن جنون أصحاب مخطط الفوضى والتقسيم فقرروا استغلال أزمة ارتفاع درجات الحرارة العالية الناتجة عن الاحتباس الحرارى الذى يمثل مشكلة خطيرة لدول العالم وبشكل خاص بالنسبة لمصر الدولة الصحراوية التى ترتفع حرارتها بوتيرة من أسرع المعدلات العالمية !! ولك تواجهها مصر تلك الأزمة اضطرت إلى استيراد كميات أعلى من الغاز الطبيعى المسال لتشغيل محطات توليد الكهرباء، بالدولار ونظرا لاحتياج الدولة إلى الاحتفاظ بالاحتياطى الدولارى أو احتياطيها من سلة العملات عملت على ترشيد استهلاك الغاز الطبيعى من خلال تخفيف الاحمال وهنا كان عملاء أصحاب المخطط المعادى جاهزين لإثارة غضب الشعب الذى يعانى بالفعل من ارتفاع معدلات التضخم وارتفاع أسعار السلع بصفة عامة وذلك باستغلال تلك الأزمة العالمية فى الطاقة وارتفاع درجات الحرارة نتيجة الاحتباس الحرارى وهو صناعة غربية وأمريكية بامتياز !! وكأن تلك الأزمة هى ساعة الصفر لاستغلالها فى تنفيذ مخططهم والنيل من الدولة المصرية وقائدها .. ووضعوا خطة لانجاح هذا المخطط الشيطانى فكان هذا الحصار على مصر بتعطيل الملاحة فى البحر الاحمر بنسبة أكثر من 80% وهو ما أدى إلى انخفاض موارد الدولة الدولارية ومنعت إسرائيل الغاز عن مصر لتسييله بإعلانها أن حقل غازها خرج من الخدمة ثم كان الضغط على قبرص واليونان لمنع تصدير الغاز لمصر مما أثر على حجم الغاز التى كانت الحكومة تعتمد عليه فى أزمة ارتفاع درجات الحرارة العالية ..


البعض سيسأل الحكومة ليس لديها مشاكل فى السيولة الدولارية فصفقة رأس الحكمة أوصلت الاحتياطى الدولارى إلى 45 مليار دولار وهو رقم غير مسبوق ، فلماذا لا تستورد الغاز والمازوت الكافى لتشغيل محطات توليد الكهرباء ومصانع الأسمدة والبتروكيماويات ؟!!
وهذا السؤال وجيه ومنطقى فى ظل الدول التى تعيش حياة طبيعية بدون مؤامرات تحاك ضدها ولا يمكن أن تنطبق على مصر التى ينتهزون الفرصة لعقابها لقيامها بإفشال مخططهم حلم "بنى صهيون" أن تكون إسرائيل لليهود فقط ولرفضها بيع مصر وتوطين الفلسطينين فيها ومن قبل رفضها صفقة القرن وإعلانها أن الأمن والسلام  والاستقرار فى الشرق الأوسط عبر بوابة حل الدولتين وإقامة دولة فلسطين ذات السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية !!


لذلك مصر محتاجة إلى الاحتفاظ بالاحتياطى الدولارى بل وزيادته باستمرار فى ظل تلك التهديدات  والتى تجعل الحرب علينا من كل حدودنا المشتعلة ممكنة بل والعالم يقترب من حرب عالمية .. والرئيس أتخذ خطوة إستباقية سبق بها المتربصين بالدولة والوطن بتلك التوجيهات الواضحة لرئيس الحكومة بوضع خطة لإنهاء انقطاع التيار الكهربائي فى غضون الأسابيع الثلاثة المقبلة وتحديدا فى الأسبوع الثالث من يوليو المقبل وتوفير المنتجات البترولية الكافية لتشغيل محطات توليد الكهرباء وإلى ذلك التاريخ علينا أن نتمسك بالوطن ونحمى دولتنا بإفشال مخطط الفوضى كما أفشلناه فى 30 يونيو ونحن على أعتاب الاحتفال به ..
أن قوة مصر الحقيقية تكمن فى هذا التكاتف والتلاحم بين شعبها وجيشها وقائدها..










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة