مع استمرار حرب إسرائيل الوحشية فى غزة، زادت الانقسامات داخل إسرائيل لاسيما مع فشل بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال فى إعادة الرهائن ووضع نهاية للحرب المستمرة منذ 9 أشهر. ولكن يبدو أن قرار المحكمة العليا الأخير بإلزام اليهود المتدينين، الحريديم، بالانضمام إلى صفوف الجيش، خطوة ستسرع من انهيار الحكومة.
وشارك آلاف من اليهود المتدينين فى مظاهرات اعتراضا على قرار المحكمة العليا الأخير بإلغاء إعفاء الشباب المتدينين من التجنيد فى الخدمة العسكرية. وأغلق مئات من الرجال اليهود طريقًا سريعًا رئيسيًا فى وسط إسرائيل لمدة ساعتين الخميس احتجاجًا على القرار.
وبحسب وكالة الأسوشيتيد برس، جلس المتظاهرون على الطريق السريع واستلقوا على الأرض بينما رفعتهم الشرطة وسحبتهم بعيدًا. وهاجم الضباط الذين يمتطون ظهور الخيل الحشد. ورفع العديد من المتظاهرين لافتات وهتفوا "إلى السجن! لا للجيش!".
وقال شاب عرف نفسه لوكالة أسوشييتد برس فقط باسمه الأول أوزر: "لقد جئنا جميعا إلى هنا لهدف واحد، وهو أننا نعكس موقف كل الجمهور الأرثوذكسى. كل الجمهور الأرثوذكسى يفضل الذهاب إلى السجن وليس إلى الجيش".
ويرى اليهود المتدينون أن دراستهم الدينية بدوام كامل هى دورهم فى حماية الدولة. ويخشى الكثيرون أن يؤدى التواصل الأكبر مع المجتمع العلمانى من خلال الجيش إلى إبعاد أتباعه عن التقيد الصارم بالدين.
وأمرت المحكمة العليا هذا الأسبوع الحكومة بالبدء فى تجنيد الرجال المتدينين، قائلة أن نظام الإعفاءات غير متكافئ، حيث أن الخدمة العسكرية إلزامية لمعظم الرجال والنساء اليهود فى إسرائيل.
وذكرت الوكالة أن القرار قد يؤدى إلى انهيار حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وتعارض الأحزاب الحريدية وأتباعها أى تغيير فى النظام.
ولم يعلن زعماء اليهود المتدينون بعد ما إذا كانوا سيتركون الحكومة، لكن أتباعهم قرروا تنظيم احتجاج كبير فى القدس المحتلة يوم الأحد.
ومن ناحية أخرى، قالت مجلة نيوزويك الأمريكية أن هناك حربا تدور رحاها حاليا داخل إسرائيل بين العلمانيين والمتدينين، على خلفية قرار المحكمة العليا. كما ينص القرار أيضا على أن الذكور من طائفة الحريديم لن يحصلوا، بعد اليوم، على أى تمويل حكومى لدراسة النصوص اليهودية بالمدارس الدينية وقاعات الدراسة للبالغين التى تسمى "كوليل" والتى يُقصد بها فى اللغة العبرية "التجمع" أو "المجموعة" من العلماء، وهو معهد للدراسة المتقدمة للتلمود والأدب الحاخامى بدوام كامل.
وذكرت نيوزويك أن قرار المحكمة، يكشف حجم الصراع الداخلى المحتدم بين القوى العلمانية ونظيرتها الدينية بإسرائيل التى تخوض حربا على قطاع غزة، وتواجه صراعا تزداد وتيرته حدة مع حزب الله اللبنانى فى الشمال.
وصرح الحاخام هيشى جروسمان لمجلة نيوزويك عبر تطبيق واتساب بعد صدور الحكم "هناك شيء واحد مؤكد: ما من طالب من طلاب المدرسة الدينية سيترك دراسته للانضمام إلى الجيش عندما يُكره على القيام بذلك". وأعرب عن اعتقاده أن "المحكمة العليا قد تجاوزت صلاحياتها ولا ينبغى لها أن تتولى السلطة فى شئون الحياة الدينية".
ويعود تاريخ الصراع بين تلك القوى إلى ما قبل احتلال إسرائيل لفلسطين، فى 14 مايو 1948، عندما أُعفى بعض ذكور طائفة الحريديم من التجنيد الإجبارى.
وأوضحت مجلة نيوزويك أن استطلاعات الرأى تظهر أن بقية الإسرائيليين لا يؤيدون إعفاء هذه الطائفة من التجنيد، بل ويتحدثون عن أن جيشهم أصبح هشا وبحاجة لمزيد من الجنود، مؤكدين أن ارتفاع أعداد الحريديم يشكل استنزافا لموارد الدولة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة