امل الحناوى

في حب مصر

السبت، 29 يونيو 2024 11:14 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"أمدح وطني ويشتموني، خير مليون مرة، من أن أشتم وطني ويمدحوني".. كلمات وطنية من الطراز الرفيع، سطّرها بعناية الكاتب الصحفي الكبير أحمد رجب – رحمه الله – في زاويته الخاصة "نصف كلمة" بجريدة الأخبار منذ عدة سنوات.

دعوني استحضر روح هذه الجملة العظيمة الآن، وأضعها تاجاً فوق رأسي، وأتمنى أن تكون نبراساً يُنير درب كل المواطنين المصريين في المرحلة الحالية، ويُلهم الأجيال القادمة في طريق مواصلة بناء الجمهورية الجديدة التي نحلم بها جميعاً.
فالوطن يا سادة مر خلال السنوات الماضية بمراحل عصيبة، ومؤامرات أُحيكت له من كل حدب وصوب، وهجمات داخلية وخارجية ظنت واهية أنها ستنال من الهوية المصرية وتدخلنا في مرحلة اللاعودة.. ولكن هيهات.. فالوطن باقٍ، وأهل الشر إلى مزبلة التاريخ، وسيواصل المصريون مسيرة بناء الجمهورية الجديدة جنباً إلى جنب مع القيادة السياسية الحكيمة، لإجهاض كل المؤامرات والمكائد التي توضع في طريق المستقبل الأفضل للوطن.

أكتب هذا لأنني تابعت جيداً ما تناولته كتائب أهل الشر على صفحات التواصل الاجتماعي حول أزمة الكهرباء على مدار الأيام الماضية، فالصيد في الماء العكر عادة أذناب جماعة الإخوان الإرهابية دائماً، خاصة مع اقتراب احتفال المصريين كل عام بالذكرى العطرة لثورة 30 يونيو المجيدة، والتي تحل ذكراها الحادية عشرة غداً.

أُدرك جيداً أن هناك أزمة في الكهرباء، ولكنها ليست في مصر وحدها وإنما تعُم معظم أركان العالم حالياً، بسبب التغيرات المناخية وتفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري.. وأعلم يقيناً أن الحكومة تسابق الزمن وتواصل الليل بالنهار بتوجيهات مستمرة من القيادة السياسية، لحل أزمة الكهرباء ومواجهة أسبابها وتداعياتها.. وكل ما تطلبه من المواطن هو المساهمة في ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية، كخطوة مهمة لمواجهة تغير المناخ والحفاظ على البيئة، إلى جانب تقليل حجم المنتجات البترولية المستوردة وبالتالي توفير العملة الصعبة والنقد الأجنبي واستثماره في أغراض إنتاجية أخرى.
الجهات المعنية في الدولة تبذل جهوداً حثيثة لتوفير الكهرباء ومواجهة العجز والقضاء على فترات انقطاع التيار، لهذا يجب علينا جميعاً كأبناء الوطن الواحد أن نقف بجانب الدولة، ونشارك في جهود ترشيد استهلاك الكهرباء، لمواجهة تحديات هذه الفترة والعبور بسلام من تلك الأزمة، كسائر الأزمات التي مررنا بها على مدار السنوات الثقال الماضية.
أقول ذلك لكل مصري يحب بلده، وكل مواطن أصيل يشارك في بناء الجمهورية الجديدة، نحن في لحظة فارقة، علينا جميعاً أن نتحد على فكرة دعم الوطن وجهود قيادته وحكومته، علينا أن نجتمع على مواجهة التحديات ومخططات أهل الشر الهدامة، الذين لا يملوا ولا يكلوا في التربص بمصر الكبيرة.
علينا أن نُضاعف الصبر والتحمل، ونساهم جميعاً في جهود الدولة لترشيد استهلاك الطاقة، كأفراد أو مؤسسات.. وهنا أوجه تحية كبرى للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على قرارها مؤخراً، باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لترشيد استهلاك الكهرباء في جميع المقرات التابعة لها من استديوهات ومكاتب إدارية، وذلك إيماناً بدورها الوطني في المساهمة بجزء بسيط في تجاوز أي تحديات تواجه الدولة المصرية، مؤكدة التزامها منذ عدة سنوات في الترشيد واتباع معايير الاستدامة والحفاظ على البيئة في التشغيل والإنتاج، حفاظاً على الموارد الوطنية المستخدمة في توليد الطاقة واستهلاكها.

أزمة الكهرباء الحالية يا سادة، ليست في مصر وحدها، بل تعاني منها دول عديدة  وهو ما يؤكد حقيقة مفادها أن التغيرات المناخية ودرجات الحرارة العالية والزيادة السكانية من ضمن الأسباب.
فلو نظرنا إلى الولايات المتحدة الأمريكية، نجد أنها تعاني جراء انقطاع الكهرباء لفترات طويلة بسبب الضغط غير المسبوق على شبكات الكهرباء، والذي أدى إلى انقطاع الكهرباء بشكل متكرر في العديد من المدن الأمريكية الشهيرة.
وبلغة الأرقام، نجد أن الولايات المتحدة سجلت حوالي 4500 حالة انقطاع كهربائي كبير في عام 2023 بزيادة قدرها 15% عن عام 2022، وبلغت مدة الانقطاعات في المدن الكبرى حوالي 4 ساعات لكل مرة، كما شهدت بعض المناطق الريفية انقطاعات تجاوزت 10 ساعات، ووصل عدد المتضررين إلى 60 مليون شخص، وقُدرت الخسائر الاقتصادية بالولايات المتحدة الناجمة عن انقطاع الكهرباء بحوالي 150 مليار دولار خلال العام الماضي.

و تبقى الأسباب الرئيسية لانقطاع الكهرباء في دول عدة و منها الحرب الروسية الأوكرانية، وما تسببت فيه العقوبات الغربية على موسكو من ارتباك في أسواق الغاز، وهو ما يبدو في انخفاض إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا بنسبة تجاوزت الـ 50%، بالإضافة إلى انخفاض الصادرات الروسية إلى العديد من دول العالم.. بينما يبقى تراجع إنتاج العديد من حقول النفط والبترول سببا آخر في هذا الإطار، وهو ما يثير قلقاً عالمياً في أسواق الطاقة العالمية، خاصة بعد انخفاض إنتاج النفط الخام بنسبة 1.7% خلال عامي 2022 و2023، وهو ما أثر سلباً على إنتاج الكهرباء حول العالم...










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة