درع 30 يونيو تنقذ مصر وتحمى المنطقة.. ثورة شعبية أعادت وهج الدبلوماسية المصرية.. نشاط ريادى وتنموى فى أعماق قارة أفريقيا.. مهمة إنقاذ مخلصة لليبيا والسودان من المجهول.. ودعم لا ينقطع لفلسطين وشعبها

الأحد، 30 يونيو 2024 04:47 م
درع 30 يونيو تنقذ مصر وتحمى المنطقة.. ثورة شعبية أعادت وهج الدبلوماسية المصرية.. نشاط ريادى وتنموى فى أعماق قارة أفريقيا.. مهمة إنقاذ مخلصة لليبيا والسودان من المجهول.. ودعم لا ينقطع لفلسطين وشعبها مصر في قلب القارة الأفريقية
كتب ـ عبدالوهاب الجندى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قُدِّر لمصر منذ فجر التاريخ أن تكون قلبا فى جسد إقليمها، ورُمانة ميزان ينضبط بها المحيط كاملا، حدث فى فترات أنها تراجعت أو انحسرت؛ إنما كانت تستعيد عافيتها فى كل مرة، وتُجدد عهدها مع دوائرها الحيوية، بالضبط كما حدث فى عديد الملفات منذ تسعينيات القرن الماضى، وتكفلت ثورة 30 يونيو بإعادة ترميمه وتجفيف آثاره.

كانت الثورة الشعبية العارمة عنوانا على استفاقة وطنية شاملة، والحال أنها لم تنحصر فى إنقاذ الدولة من داخلها، أو الخلاص من عدو رجعىّ يُشوّه الدين والدنيا فقط؛ بل كانت إنعاشا لروح البلد وهويته وقدراته الكامنة، وبأثر تلك الطاقة نشطت الإدارة المصرية على كل المحاور، وكما أسست وأنجزت محليا؛ فإنها نجحت وأثمرت خارجيا؛ لا سيما الملفات شديدة الحيوية فى محيطنا المباشر، من ليبيا والسودان إلى عموم أفريقيا، والقضية الفلسطينية فى القلب من كل ذلك، باختصار؛ كانت 30 يونيو درعا فولاذية شديدة المتانة، أنقذت مصر أوّلا؛ لكنها ساعدت على حماية وإسناد المنطقة بالكامل.

العودة إلى أحضان أفريقيا

لعقود طويلة كانت مصر دُرة التاج الأفريقى؛ إنما لظروف عديدة انسحبت قليلا، وتضررت علاقتها بدول القارة خلال العقود الثلاثة الأخيرة قبل يناير 2011، ومع استعادة الدولة لعافيتها بعد ثورة 30 يونيو التفتت إلى الحاضنة السمراء، وحرص الرئيس السيسى منذ 2014 على وصل القنوات المقطوعة، وتوطيد الروابط الوثيقة، ما قاد فى غضون سنوات لقيادة الاتحاد الأفريقى فى 2019.

كانت أولى جولات الرئيس فى أفريقيا، ومن بعدها لم تنقطع الزيارات والمشاركات، ولا استقبال القادة والوفود الأفارقة فى القاهرة، ومثّلت مصر صوتًا للقارة أمام العالم، وحملت رؤاها وشواغلها للمحافل الدولية، وعمّقت التعاون على المستويات السياسية والاقتصادية والتنموية، عبر اتفاقات وبرامج شراكة وتنفيذ عشرات المشروعات مع الدول الصديقة. واستمرار التواصل والتنسيق مع كل الأطراف فى قضايا المنطقة، وإيلاء الأولويات الأفريقية اهتماما عميقا بين قائمة الأولويات المصرية، لا سيما فى ملف النزاعات وإعادة الإعمار وترسيخ حالة السلم والاستقرار.

استعادة ليبيا من المجهول

تفجّرت أزمة ليبيا وسط انشغال مصر فى تعقيدات الوضع الداخلى بعد 2011، وخلال السنوات التالية استفحل الصراع وتدخلت فيه أطراف خارجية عديدة. لكن الدولة بعد 30 يونيو التفتت بجدية للجارة الغربية، وقاربت المسألة من منطلق مصلحة الأشقاء، وفى ضوء اعتبارات الأمن القومى، لا سيما بعد مرحلة استغلت فيها الجماعات الإرهابية الحدود المشتركة للعبور وتنفيذ عمليات إجرامية داخل مصر.


دخلت مصر بقوة على الخط منذ وصول الرئيس السيسى للسلطة، وفتحت قنوات اتصال مع كل الأطراف، ودعت لتجاوز منطق السلاح والتوصل إلى تسوية سياسية. وعندما بدا أن بعض الأطراف تتلاعب بليبيا لمصالح شخصية، رسم الرئيس خطا أحمر واضحا للمشهد، عندما زار الحدود الشمالية الغربية وعبّر عن جاهزية مصر لكل الاحتمالات حال تجاوز خط سرت الجفرة، ومن وقتها استقرت الأوضاع بصورة كبيرة، وتدفقت المياه نسبيا فى قنوات السياسة، وتراجع منسوب المخاطر عما كان عليه، بينما تواصل القاهرة جهودها لتقريب وجهات نظر الفرقاء وتحفيزهم على إنجاز الحل السياسى المأمول.

 

مهمة مخلصة لإنقاذ السودان

اهتمت دولة 30 يونيو بتوثيق الروابط مع السودان، وبعد ثورته الشعبية على عمر البشير حافظت على اتصال وثيق بكل الأطراف. وتعزز الاهتمام بعد اندلاع الأزمة الأخيرة فى أبريل 2023، إذ احتضنت عشرات آلاف الهاربين من جحيم الحرب، وقدمت المساعدات، وتوسطت بين الفرقاء مع المشاركة فى فعاليات إقليمية ودولية، ورعاية مؤتمر دول جوار السودان بالقاهرة.


وتسخر مصر كل إمكاناتها المؤسسية لصالح تهدئة الأوضاع فى الجارة الجنوبية، على مرتكز من احترام استقلال السودان ومصالحه، وإبعاد شبح الحرب الأهلية والإضرار العميق بالدولة ووجودها، ولم يفوت الرئيس السيسى فرصة لتأكيد حرصه على وحدة السودان وسلامة أراضيه، وتماسك بيئته الاجتماعية، وأحدث خطوات الدعم تتمثل فى المؤتمر الموسع خلال الفترة الحالية بمشاركة كل القوى الوطنية السودانية بالقاهرة، لرسم ملامح الخروج من الأزمة والتوصل إلى برنامج سياسى لإدارة المرحلة المقبلة.

دعم لا ينقطع لفلسطين

لطالما لعبت مصر دورا صلبا لصالح القضية الفلسطينية، وبعد ثورة 30 يونيو تضاعفت الجهود على محاور عدة، شملت التوسط لإيقاف نزاعات سابقة مع الاحتلال، وتقديم نحو 500 مليون دولار لإعادة الإعمار، فضلا عن المساعدات وجهود الإغاثة.

ومنذ طوفان الأقصى وعدوان إسرائيل الأخير، ضغطت مصر لإنفاذ المساعدات، وعقدت قمة القاهرة للسلام، ونجحت فى إحباط مخطط تل أبيب للتهجير القسرى وتصفية القضية، فضلا على إعادة حل الدولتين لواجهة المشهد العالمى، كما ترافعت ضد الاحتلال أمام محكمة العدل الدولية، وانضمت لدعوى جنوب أفريقيا بشأن الإبادة الجماعية، وما تزال تُدير جهود التوصل إلى تهدئة فى القطاع تقود لمسار سياسى قابل للاستدامة وصيانة الحقوق الفلسطينية المشروعة.

p.6.7









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة