رغم فداحة الحال فى غزّة تحت النار؛ فالأخطر قد تحمله رياحُ التهدئة. ولا يعنى ذلك أنَّ استفراد الموت بالناس أَوْلَى من فَتح كُوّة لهم على الحياة؛ مهما بدت شديدةَ الضِّيق والاستعصاء. لكنها مخافة أن تكون مُفاضلةً بين مَوتين: أحدهما بالقتل المُباشر، والثانى بالانتحار على طريقة الحيتان عندما تُسلِم نفسَها للشواطئ يأسًا واستسلامًا. وما أقصدُه على التحديد أن يكون الخروجُ من ميدان القتال مشفوعًا ببرنامجٍ يضمن عدم العودة إليه فى القريب، وألَّا تتفرَّغ الإراداتُ التى وحَّدتها لوثةُ العدوّ؛ لتتصارع فيما بينها بحثًا عن مكاسب على الأطلال التى كانت بلدًا، ولا سبيلَ لاستعادتها من الضياع إلَّا عبر رؤيةٍ وطنية صافية، وبأجندةٍ جامعة تتقدَّم فيها الغايةُ على الوسائل، ويُوسَد أمرُها للأصلح بحسب مُقتضيات المرحلة؛ لا بحسبةِ خصخصة النضال، وتوجيه عوائده للطرف الأعلى صوتًا، أو الأقدر على إملاء شروطه فى الداخل؛ حتى مع اتِّضاح أنها مرفوضةٌ من الخارج، أو ربما تُكبِّد القضيّةَ أضعاف ما تُضيفه لرصيدها القابل للصرف. باختصار؛ إنكارُ الذات أثمنُ قيمة يحتاجُها القطاعُ فى حقبته المُقبلة، ومن دونه قد لا يختلف إسكاتُ البنادق عن صخبها، ولا يتبدَّل الغد عمَّا كانت عليه الأمورُ اليوم وأمس.
ما زالُ الشكُّ قائمًا فى نوايا نتنياهو بشأن الهُدنة؛ حتى مع اقتراح ورقته المُحدَّثة وتمريرها من قناة البيت الأبيض. لكن لنفترض أن الأوضاع آلت إلى اتِّفاقٍ قابل للتطبيق المُتدرِّج، وتَحقَّق وَقفُ إطلاق النار بالفعل؛ فإلى متى يُمكن أن ينجو من مكائد اليمين الصهيونى المُتطرِّف؟ وما الضمانة لئلّا تنزلق الساحةُ نحو مواجهةٍ أشدّ خشونةً قبل أن يجفَّ حِبرُ التسوية؟ وإذا كانت الأجوبةُ مُعلّقةً طوال الوقت على إرادة طرفٍ يحترف التفلُّت من المواثيق والالتزامات، ولا تردعُه القوَّة أو السياسة والقانون عن النزوات الهائجة من وقتٍ لآخر؛ فإنَّ جانبًا منها ستُحدِّده التركيبةُ المُعتمَدة لليوم التالى فى القطاع، وإلى أىِّ مدى يُمكن أن تقطعَ القُوى الفلسطينية طريقَ غريمها المُتعطِّش للدم، أو تُحفّزه على الإيغال فيه. بمعنى إرخاء ستار التبرير أو سَحبه، بقدر ما تنتظمُ يوميّات الغزِّيين تحت رايةٍ وطنية لها صِفةُ الإجماع، وتُحسن مهمَّة إقناع الداخل والخارج، ويكون هَمّها الأوَّل مُداواة المنكوبين وتعويضهم ماديًّا ومعنويًّا؛ وليس مُواصلة لعبة عَضّ الأصابع مع الجُناة أو فَرض الوصاية على الضحايا.
يقف بيبى والسنوار/ حماس وإسرائيل على طرفى نقيض؛ لكنّ للعبة شُروطًا شِبه مُتطابقة فى الناحيتين: تمتزجُ القوميّة بالتوراتية فى فَهم السلطة العبرية، ويُذَخِّر القسَّاميون سلاحَهم بالاعتقاد وفكرة الوَقف الإسلامى؛ وكلاهما إنما يُوسِّس لتصوُّرٍ إلغائىٍّ لا يعترفُ بالآخر أو يراه شريكًا مُمكنًا، وتلك من مسائل النزاعات الوجودية غير القابلة للتسوية، ولو أُرجِئَت مرحليًّا أو خفُت صوتُها لفترةٍ بين كلِّ حربين. أمَّا المشهدُ الراهن فمحكومٌ بالمُقابلة نفسها؛ تُضاف إليها أن «طوفان الأقصى» وما تلاه قد أنتجت وضعًا شديدَ التعقيد والإرباك، يقبضُ فيه كلُّ فريقٍ على ما يعُدّه إنجازًا، ويتهرَّب من إخفاقاتٍ تسبَّب فيها أو فُرِضَت عليه.
والحال أنَّ حكومةَ الليكود تعتبرُ أنها نجحت فى تكسيح غزَّة لعقودٍ مُقبلة، ونفَّذت نُسخةً كاسحةً من عمليات «جَزّ العُشب»؛ تضمن ألَّا تستطيلَ أظافر الفصائل أو تهبّ رياحٌ ساخنة من ناحيتها؛ لكنها لا تقبل بالتساوى أن تخضعَ لمُساءلةٍ عن المُقدمات المُفضية لتلك النتيجة، وفيها كثيرٌ من أمارات الهشاشة والقصور وتداعى المُؤسَّسات. وبالمثل؛ فإنَّ الحماسيِّين عطَّلوا موجةَ التطبيع الإقليمية، وأعادوا القضيةَ للواجهة على رادار العالم، وقوَّضوا السرديَّة الصهيونيّةَ بأضعاف ما بُذِلَ من جهدٍ ومال وابتزازٍ لترسيخها؛ لكنهم تسبَّبوا فى تسميد تُربة القطاع بعشرات آلاف الجُثث، وإطلاق أضعافهم فى الحياة مبتورين بدنيًّا أو معطوبين نفسيًّا، وإرجاع الشريط الساحلى الضيِّق عدَّة عقودٍ للوراء، وهُم إذ يسعون لصرف مكاسب الجزء المُثمر من المُغامرة؛ لا يُرحِّبون بالحساب عن أجزائها المُجحِفة، بل لا يُفكّرون فى مُجرَّد اقتسام أعبائها مع الآخرين.. عَدوَّان كانعكاس الصورة فى المرآة، ورأسٌ واحدٌ يلتحى هنا ويُثبِّت قُلنسوةً هناك.
سمعتُ حوارًا حديثًا للسيد غازى حمد، عضو المكتب السياسى لحماس وعضو وفدها التفاوضىّ. بقدر ما أبدى من مُرونةٍ وسِعة صدرٍ فى مُقاربة التهدئة مع الاحتلال؛ كان مُتشدِّدًا فى تقويم السلطة الوطنية ومرافقها، وكال الاتهامات للرئيس عباس ومعاونيه؛ لكنَّ المفصلَ الأهمَّ أنه لم يضع التنحِّى عن إدارة القطاع بين باقة خيارات الحركة، بل أطال الحديثَ عن السيطرة الأمنية والتنفيذية، وسلامة أجنحة الإدارة والعمل الخيرى، واضطلاعها بمهامّها اليومية كأنَّ شيئًا لم يكُن. وعندما سعى المُحاوِر لحَرفِ نظره عن الذاتية المُفرطة فى رومانسيِّتها، وكشف له أنّ كلَّ الأطراف تقريبًا لا تراهُم شريكًا مقبولاً لمرحلةٍ مُقبلة؛ لم يبحث المسألةَ من زاوية الأسباب والبواعث، ولا الأولويات التكتيكية والاستراتيجية، وما تُمليه الضرورة لصالح فلسطين، وتفرضه اللحظة من تضحياتٍ على كلِّ الفصائل؛ إنما جدَّد تمسُّكَه بالفكرة نفسها التى لا تخرجُ عنها مُداولات التنظيم منذ هُدنة نوفمبر، وهى أن تعودَ الأمورُ لِمَا كانت عليه يوم السادس من أكتوبر؛ كأنَّ البلد ما طاله الدمار، ولا الناس فى أعلى حالات اليأس والاعتلال النفسى، وكأنَّ العدوَّ بصدد النزول عن الشجرة اختياريًّا؛ لدرجة أن نبدأ فى فرض شروطنا عليه. المسألة وجودية بالطبع للحماسيِّين، ويخشون أن تكون الإزاحة من طاولة المستقبل مُقدِّمةً للشطب والتصفية الكاملين؛ إنما لا يُمكن إنكار أن النازعَ الشخصىَّ وراء تلك النظرة الظرفية ربما يعلو كثيرًا؛ ومن دون منطقٍ أو تبرير، فوق النوازع والأولويّات الوطنية.
لا يُمارِى أحدٌ فى سوء حال السلطة، ولا حاجتها المُعجَّلة للضبط وإعادة التنظيم والهيكلة؛ بأثر الطوفان أو من دونه. لكنَّ الثابت الوحيد فى المشهد أنها المِرفَقُ الشرعىُّ على خارطة فلسطين السليبة، ولها حجّية تمثيل الفلسطينيين بمن فيهم «حماس والجهاد» وبقيّة الأذرع الرديفة. وكل ما أُضِيفَ لرصيد القضية من إسنادٍ سياسىٍّ وقانونىّ، ومن اعترافاتٍ مُتتالية بالدولة المأمولة، لا يُمكن صَرفه إلَّا من خلال رام الله. ربما لهذا يستميتُ نتنياهو وفريقُه فى إبعاد الضفّة عن القطاع، وفَصل الحُكَّام هناك عن المنكوبين هُنا، إذ الشجار مع «السنوار» وجناحه سيظلُّ بالنسبة لهم خصومةً بين دولة وميليشيا، وبين جيشٍ مُنفلتٍ يتهرَّبُ من الإدانة والانتقادات بغطاءٍ سياسىٍّ وعسكرى تُرخيه واشنطن، مُقابلَ فصيلٍ موصوم بالإرهاب فى كثيرٍ من دول الغرب، والأُمَم المُتّحدة نفسُها وإن كانت لا تعُدّه إرهابيًّا؛ فإنها لا تعترف به طرفًا أصيلاً فى المسألة الفلسطينية على صعيدها الدبلوماسى والقانونى. وعليه؛ فالحاجة لتسليك الممرَّ بين «غزة وأريحا» كما كانت التسمية المُعبّرة زمن أوسلو، شديدةُ الإلحاح بالنسبة للقضية، وللفصائل المُسلَّحة ذاتها وأوّلها حركة حماس؛ إذ تُعمِّم سقفَ المشروعية وتمتصُّ فائضَ الوَصْم والتشويه، وتُتيح فُسحةً للحركات أن تُعيد ترتيب أوراقها وإطلاق أجنداتٍ مُحدَّثة، وربما الانتقال إلى هياكل جديدةٍ، فردانيّة أو ائتلافية.
ليس منطقيًّا أن يُمنَح العدوُّ ما لا نمنحُه للشقيق، والأكثر غرابةً أن نختار الأوَّلَ حينما تكونُ المُفاضلةُ فيه مع الثانى.. وبحسب تَلِّ الأوراق ومجموع جولات التفاوض؛ فإنَّ الاحتلال لا يُريدُ مُستقبلاً غَزيًّا تقوده حماس أو منظمَّة التحرير والسلطة الناشئة عنها، وبحثَ فى مُقابل ذلك حزمةَ بدائل، من أول فكرة العشائر التى تُعيد إنتاج تجربة «روابط القرى» بالضفَّة قبل عقود، إلى إحلال أنظمة الحُكم المحليَّة بنُسَخٍ مُهندَسَةٍ خارجيًّا، سواء عبر الجامعة العربية أو الاتحاد الأوروبى والأُمَم المُتّحدة، وكلّ ما يُشبه ذلك من أطروحات. وبينما أعلن «بايدن» تفاصيل المُقترح الجديد ليل الجمعة، بادر «نتنياهو» صباح السبت بتأكيد أنَّ حربَه لم تنتهِ، وأنه لم يتخلّ عن ثُلاثيته الحارقة كأهداف حربية مطلوبة، وفى قلبها إفناء حماس أبنيةً ومُحتوى. والمعنى؛ أنه بصدد مُقاربةٍ مَوقوتة بشروطٍ ظاهرة، أهمّها أن يستخلصَ أسراهُ على مرحلتين قبل أن ينطلق للثالثة/ الإعمار، وفيها لا يقبلُ جسدًا قسَّاميًّا يُشرف على البناء أو يسكُنُ مرافقَه المُحدَّثة، وبينما يُعمِّم الرفضَ على السلطة؛ فإنَّ صفتها الشرعية وتاريخها المعتدل يُمكن أن يُعادلا تشدُّده، ويُذيبا اعتراضاته؛ فتدخل لسياق الإنفاذ من بوّابة الإسناد الخارجىِّ المُؤقَّت، بمُعاونةٍ إقليمية أو دولية، على أن يُعاد تحريرُ المنظومة لاحقًا لتتَّخذ وجهًا فلسطينيًّا خالصًا.
سيكون على «السنوار» أن يُراوغ الفِخاخ الموضوعة فى طريق الاتفاق؛ لا سيَّما مع يقينه، وكلِّ عاقلٍ ومُراقبٍ، أن نتنياهو يذهب مُضطرًّا للطاولة، لكنه لا يُريد إبرام التسوية؛ ظَرفيّةً كانت أم طويلةَ المدى. يتطلَّب ذلك قدرًا من المُرونة مع الوسطاء، وعدم استباق الفرص المُمكنة على ضَعفها، بما يُعلِّق جرسَ الإخفاق على فوّهات الأنفاق؛ بدل أن يوضع فى عُنق الليكود وشُركائه التوراتيِّين. وبقدرٍ من الاطمئنان للرعاية العربية، وما يُرشَّحُ عن جدّية واشنطن تلك المرّة، وقد أوشكت على الانزلاق فوق منحدرِ الانتخابات العَصىّ على التوقُّف بعدها؛ فإنَّ الوصول إلى صفقةٍ قد يكون فى المُتناوَل؛ إنما تأمينُها إلى آخر الطريق هو الأصعب.
وتظلُّ العُقدة الأكثر استعصاءً أنَّ تحصين البيت أَولى وأنجع من تحييد جار السوء؛ فإذا أفشل ضباع تل أبيب الجولةَ فلا جديد؛ أمَّا لو نجحت من دون وفاقٍ فلسطينىٍّ على أجندة وطنية جامعة، وبرنامج ديناميكى خلّاق، تُرافقه مُحدِّدات أُصوليّة لا تقبل المساومة أو الارتهان لإرادة أيّة محاور أو أحلاف؛ فسيقف المُقاتلون والسياسيِّون على السواء أمام محنةٍ وجودية مُربكة؛ وفيها لا يعودُ بالإمكان تحصيل فوائد الحرب ولو فى نطاق المظلومية والدعاية، كما لا يتيسَّر جَمع محصول السياسة عبر قاعدةٍ تنظيمية صالحة لإعادة تنشيط القطاع كجناحٍ فى دولة ضائعة، وليست ككُتلةٍ جغرافية وديمواغرافية تائهةٍ لحالها، وغير محسوبة على القضية أو تسوياتها المأمولة.
لو كانت الحربُ تجلِّيًا خَشنًا للسياسة؛ فإنَّ العجزَ عن تفعيل القنوات الناعمة بعدما تصمت المدافعُ؛ ليس إلّا استمرارًا للقتال بوتيرةٍ أهدأ وأشدّ خداعًا. والأصلُ أن يُدفَع فى اتّجاه الخروج من الميدان قَولاً وفِعلاً، ولا سبيلَ لذلك سوى بتنشيط بديلٍ سياسىٍّ قابل للحياة فى بيئته الفلسطينية أوّلاً، من دون مُناكفةٍ ومُشاحنةٍ واستعراضٍ للقُوى؛ كما جرى فى «انقلاب 2007» وجُثَثه المُطوَّحة من أعالى البنايات؛ ثمّ أن يمتلك هذا البديل اللُغةَ الإقناعيّة المطلوبة للحاضنة العربية كلها، ومن ورائها بقيّة الأطراف الفاعلة فى النظام الدولى القائم على القواعد، وصولاً لنُسخته المُؤسَّسية وأدواتها المُنتِجَة بالتُراكم والتكرار. وعلى معنىً أوضح؛ فلا قيمةَ لكلِّ ما فات من دمٍ وأشلاء وجنازات، ما لم يصرفه الفلسطينيون فى غزّة تحوُّلاً عمَّا كان من انسدادٍ قديم، وانتقالاً إلى ما يُؤمَل من انفتاحٍ جديد. والشرط فى ذلك أن يتراجع القسَّاميون خطوةً إلى الوراء وقد أنجزوا فروضَ القتال، وأن يُقدِّموا الواجهات المُلائمة للمرحلة الجديدة، وفيها تعلو الدبلوماسية على الخشونة، ورابطةُ العنق على البيادة واللثام.
لن يتحرَّك القطاعُ فى يومه التالى خطوةً للأمام ما لم يتّفق الفلسطينيون جميعًا على تحريكه. ثمّة طرف مرفوضٌ دوليًّا، وآخر يُمكن فَرضُه على الاحتلال، وكلاهما بمُستطاعه إحراج الآخر أو تعويقه، وفى الأخير لن يدخل الإقليميون أو الدوليون لتنظيم سياقٍ خلافىٍّ مشحون بالمخاطر، كما لن يُغامر الرُّعاةُ والمُموّلون بإلقاء أموالهم فى المحرقة التى لم ينطفئ سعيرُها، وسابق الخبرات أنها ما تنطفئ إلَّا لتشتغل مُجدّدًا. وإزاء ذلك؛ فالمسألةُ لا تخصُّ الإدارة الوقتية لمرحلة ما بعد التهدئة فحسب؛ إنما القدرة على تطبيب جراح الناس ومواجعهم، وزراعة الأمل فى أحواش بيوتهم المُتهدّمة. إنهم لم يتحمّلوا شهور الإفناء الثقيلة من أجل صُوَرٍ أخفّ للموت جوعًا ويأسًا وانعدامًا للأمن والفُرَص، وما تحمّلوه تحت النار بإملاء المحنة وصلابة المنذورين لقضايا عادلة؛ سيكون أشدّ وطأً وإزعاجًا لو استمرَّ بعدما يبرُد البارود وتصفو السماء من أزيز القاذفات والمُسيَّرات. على السُّلطة أن تقطع الخُطوةَ الأُولى بتقويم عوارها الظاهر، وترميم الشقوق التى صارت تُهدِّد استقامة الجدار واستدامته؛ إنما على «حماس» أن تتواضع قليلاً للقضية، ولوجيعة الشعب الذى غامرت به دون استشارةٍ أو إخطارٍ؛ ولو بوميضٍ من طلقات التحذير. سيكون واجبًا أن يُفلِتَ الفلسطينيون من فخاخ النازية الصهيونية التى أدمنت الوُلوغَ فى دمهم؛ إنما الأوجب أن يُفلتوا من شرور أنفسهم ونزوات حركاتهم، وأن يذوى كلُّ خيارٍ غير الوطن، وكلُّ أجندةٍ «فوق فلسطينية» مهما كان شعارها وتبريراتها. ومن دون جدالٍ أو تفلسُفٍ فارغين؛ فأنْ تعود غزّة للسلطة أهون من أن تظلَّ فى قبضة المحتل، أو أن تبقى رُكامًا فوق رفات.