"أنا فاتح أنا وصحابى عربية برجر جنب الدراسة وبدرس سياحة وفنادق، كلمت ناس كتير من اللى بيعملوا ريفيوهات للأسف طلبوا مبالغ كبيرة جدا، وفى شخص قالى بالحرف العربية صغيرة ومش باجى الأماكن دى، أنا متعشم فيكم بعد ربنا توصلونى لمصر كلها احنا شبه بنقفل، عندنا برجر ووافل وحاجات كتير هتعجبكم إن شاء الله.. اسمى عبد الرحمن".. كانت الكلمات السابقة لشاب جامعى يستنجد بأهل مصر لدعمه، بعدما أغلق بوجهه البلوجرز المتخصصون بترشيحات أماكن الطعام للجماهير مقابل مبالغ مالية كبيرة غالباً ما تكون غير مستحقة، وغالباً ما يكون المطعم والطعام الذى يدعون الناس لتجربته ليس الأفضل، لكنها حسابات الأجر والمقابلات المختلفة التى تقف دائماً وأبداً بظهر ما لا يستحق على حساب الكفاءة والاستحقاق.
فقد صادفنى هذا البوست على وسائل التواصل لعبد الرحمن، الذى تقطعت به وبزملائه السبل، فراح يستنجد بالناس، فأراد الله أن يختصه بوابل من الدعم والمشاركات والنور الذى يهبه من يشاء بغير حساب.
عندما كتبت منذ أسابيع قليلة عن شبح المخدرات الذى كاد أن يفتك بعدد كبير من شباب مصر، وحملة رايتها وعماد مستقبلها، كنت بحالة شديدة من الإحباط والخوف على أجيال قد ضربها المرض لتتحول إلى مسخ وعالة على الآخرين.
ولكن..
عادة ما يظهر شعاع الأمل ليخرجنا من الظلمات إلى النور من حيث لا نحتسب، وهذا ما حدث لى شخصياً عندما صادفتنى قصة هذا الشاب الجامعى المكافح المجتهد الذى أراد أن يتحمل المسئولية تجاه نفسه وأسرته ووطنه كما ينبغى أن يكون الشباب بهذا السن، والذى لا يحدث إلا قليلا.
فبقدر ما هناك ما يحزن ويصيب بالإحباط فيما يخص أجيال اليوم، بقدر ما يوجد الكثير من الأمل والنور الذى يحتاج للدعم والمساندة والتشجيع وليس تكسير العظام وتحطيم الآمال.
نهاية..
إلى عبد الرحمن وزملائه..
أنتم فخر شباب مصر وأملها بمستقبل أفضل، ولا عزاء للذوّاقة والبلوجرز ومشاهير عالم الوهم الفسيح وتوصياتهم الزائفة التى لا تخرج إلا لمن يدفع أكثر، فمصر بحاجة إلى أمثالكم وليست بحاجة إلى مزيد من الزيف والكذب والمنفعة الشخصية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة