كشف الدكتور مرتضى الشبراوي، أستاذ طب الأطفال بجامعة القاهرة، الرئيس السابق للجمعية الدولية لطب الأطفال الاستوائي، إنه بحكم التعريف، تشكل المغذيات الدقيقة أو العناصر النادرة أقل من 0.01% من وزن جسم الإنسان، وتشتمل المغذيات الدقيقة على أكثر من 70 فيتامين ومعدنا ولها مجموعة متنوعة من الوظائف الأساسية.
وأضاف، أن الجوع التام مرادف للمجاعة، في حين أن الجوع الخفي مرادف لنقص المغذيات الدقيقة، موضحًا أنه يمكن أن يكون الجوع الخفي ظاهرًا سريريًا أو يمكن أن يحدث بشكل خبيث دون ظهور مظاهر سريرية، ويعد نقص المغذيات الدقيقة أمرًا بالغ الأهمية وهى ترتبط بالعديد من المضاعفات كالاصابة بالأمراض المزمنة غير المعدية، الخفيفة والمتوسطة منها، مثل ضعف النمو البدني وضعف النمو المعرفي والحركي النفسي، وفقر الدم، والعمى الليلي، وهشاشة العظام، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وزيادة معدلات الإصابة بالأمراض المعدية لدى الأطفال، وحتى السرطان
ويمكن أن يؤدي نقص المغذيات الدقيقة أيضًا إلى آثار بعيدة المدى ويؤثر على إمكانات تنمية الأفراد من خلال الحد من المكاسب التعليمية وإنتاجية العمل، ولذلك، سيكون لنقص المغذيات الدقيقة تأثير على نمو الرضع والأطفال وتطورهم، فضلا عن كونه مؤشرا للأمراض المزمنة غير المعدية في مرحلة البلوغ، وفقًا لبيانات منظمة الصحة العالمية، يمثل نقص المغذيات الدقيقة (الجوع الخفي) تحديًا عالميًا.
وقال، يعاني ثلث الأطفال دون سن الخامسة من نقص فيتامين" أ " في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، 17% من الأطفال لا يتناولون الكمية اللازمة من الزنك، و18% من الأطفال أقل من 5 سنوات يعانون من فقر الدم بسبب نقص الحديد، إن هذه المعدلات المرتفعة لنقص المغذيات الدقيقة تجعل التدخلات الوقائية والتشخيصية المبكرة أولوية لرعاية الأطفال خاصة في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل التي تستهدف سياسة القضاء على الجوع.
جاء ذلك خلال مؤتمر كلية سريلانكا لأطباء الأطفال بكولومبو والذى يعقد في الفترة من 9 الى 11 يونيو الجارى ، المنعقد حاليا في سيريلانكا لالقاء محاضرة في المؤتمر السنوي الـ 26 للكلية بالاشتراك مع جمعية جنوب آسيا لأطباء الأطفال، وذلك عن موضوع نقص الفيتامينات والمعادن النادرة في الأطفال، وهو المصري الوحيد الذي تشرف بتمثيل مصر وكل أفريقيا في هذا المنتدى الآسيوي الكبير ويتوقع مشاركة 5 آلاف طبيب أطفال من كل دول آسيا.