دعا مستشار الرئيس الفلسطيني قاضي قضاة فلسطين الدكتور محمود الهباش اليوم الأحد مجلس الأمن إلى ضرورة القيام بدوره والتدخل لوقف المجازر الإسرائيلية بحق الفلسطينيين..قائلا :"العالم يجب أن يتدخل الآن قبل أن يفقد المجتمع الإنساني ثقته بما يسمى القانون الدولي والشرعية الدولية التي يبدو أنها فقط تسير في اتجاه واحد وترى بعين واحدة وتكيل بمكيالين مزدوجين".
وأضاف الهباش - في مداخلة هاتفية مع قناة (القاهرة الإخبارية) اليوم - "أنه عندما يتعلق الأمر بجرائم إسرائيل تريد الولايات المتحدة من العالم أن يصمت ويتعامل مع إسرائيل وكأنها دولة فوق القانون لكن عندما يتعلق الأمر بأي طرف آخر كل الدنيا تقوم ولا تقعد".
وتابع : "إن العالم ينظر إلى مجزرة النصيرات بعين الاستنكار والرفض ولا يمكن للعالم أن يسكت على مثل هذا الإجرام الذي فاق كل الحدود"..لافتا إلى أنه إذا لم يتحرك العالم إزاء مشاهد القتل المتعمد والإبادة الجماعية وإذا لم يتحرك مجلس الأمن من أجل مثل هذه المذبحة، فما فائدة مجلس الأمن وما فائدة القانون الدولي وما فائدة الشرعية الدولية؟! كل هذا لا قيمة له إذا استمر في الصمت على مجازر ومذابح وجرائم إسرائيل وإرهابها ضد الشعب الفلسطيني.
وأشار الهباش إلى أن هذه الجريمة يجب ألا تمر ، وهذا الإجرام يجب أن يتوقف ، والعالم يجب أن يتجاوز مربع الكلام إلى مربع التنفيذ العملي ، يجب اتخاذ إجراءات عملية تلزم وتجبر إسرائيل على الالتزام بالقانون الدولي وإلا سيتحول العالم إلى شريعة الغاب.
وقال :"نعتبر الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن شركاء في هذه المذبحة وهذه الحرب القذرة التي تشن على الفلسطينيين ولا نتوقع خيرا من زيارة بلينكن للمنطقة، فالولايات المتحدة هي الشريك الرسمي والداعم الأول لهذا العدوان، وقد أدارت ظهرها للقانون الدولي وللشرعية الدولية فهي تهدد قضاة محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية لمجرد أنهم حاولوا مساءلة إسرائيل ، لذلك فنحن لا نتوقع من مجلس الأمن شيئا كبيرا في ظل المعادلة المتبعة في الأمم المتحدة ومجلس الأمن".
وأضاف الهباش:"أن هناك إجماعا في إسرائيل على الحرب وإجماعا داخل المجتمع الإسرائيلي نحو التطرف والعداء للفلسطينيين، وهذا كله تقوده حكومة فاشية على رأسها مجرم حرب مطلوب للعدالة الدولية ، ولكن لا أعتقد أن المسألة الداخلية الإسرائيلية تمثل حجر الزاوية في كيفية التعامل مع الحرب والعدوان، فالمهم هو موقفنا نحن كفلسطينيين وشعب فلسطين وكأمة عربية إسلامية وكمجتمع دولي".
وأشار إلى أن الموقف الأمريكي هو موقف مشارك في العدوان بشكل كامل ، فقد استخدمت الولايات المتحدة حق الفيتو ثلاث مرات ومنعت اتخاذ قرار لوقف إطلاق النار في مجلس الأمن، كما منعت فلسطين من الحصول على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، كما أن الولايات المتحدة جيشت وجندت كل العالم للوقوف مع إسرائيل بعد السابع من أكتوبر.
وقال الهباش : إن كل المذابح التي ارتكبت خلال الـ 8 أشهر الماضية تمت بطائرات وصواريخ وذخيرة أمريكية وبمشاركة استخبارية أمريكية ، وبالتالي تقييمنا للموقف الأمريكي يجب أن ينطلق من هذه الرؤية وهذا اليقين أننا نواجه ليس فقط إسرائيل في هذه الحرب وإنما نواجه الولايات المتحدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة