جاءت توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي للحكومة في خطاب التنصيب بالعاصمة الإدارية محددا لأولويات الحكومة في المرحلة المقبلة وألزمها بعدة أمور من بينها الحفاظ على محددات الأمن القومى فى ظل التحديات الإقليمية والدولية ومواصلة تحقيق الأمن والاستقرار والقضاء على الإرهاب وبناء الوعى الوطني والثقافة الأمر الذي يؤكد حرص القيادة السياسية على تقديم كل ما يدعم المواطن المصري خلال المرحلة المقبلة في ظل التحديات الإقليمية والدولية التي تشهدها البلاد بالداخل والخارج.
نحن على أعتاب مرحلة جديدة مليئة بالتحديات و الآمال و ليس هناك أي شك في أن الطريق أمامنا مليء بالعقبات ولكن بتوجيهات حكيمة وإرادة قوية يمكننا تجاوزها والوصول إلى مستقبل أكثر إشراقا، و مع تشكيل الحكومة الجديدة تبرز العديد من التحديات والفرص التي تتطلب إجراءات فورية و منسقة لتحقيق الاستقرار والنمو المستدام بما يعزز من مكانة مصر الاقتصادية والسياسية.
أول وأهم أولويات الحكومة الجديدة تحقيق الإستقرار الإقتصادي، التضخم المتزايد وإرتفاع الأسعار هما تحديان كبيران يواجهان المواطنين يوميا لذلك، يجب على الحكومة تبني سياسات اقتصادية تركز على تحقيق التوازن بين العرض والطلب، وتعزيز القطاعات الإنتاجية و تشجيع الإستثمار الأجنبي والمحلي من خلال توفير بيئة استثمارية مشجعة وخالية من العقبات البيروقراطية.
إلي جانب ذلك لا يمكن لأي حكومة أن تنجح دون تحقيق العدالة الاجتماعية والعمل على تحسين مستوى المعيشة للمواطنين من خلال تطوير نظام التعليم والصحة، وتوفير فرص عمل جديدة، وتعزيز شبكات الأمان الاجتماعي- الفئات الأقل حظا - تحتاج إلى دعم حقيقي، ويجب أن يكون لديهم الفرصة لتحقيق حياة كريمة ومستقرة، بالإضافة إلى تتبنى سياسة صارمة لمكافحة الفساد في جميع مؤسسات الدولة.
ومن بين الأولويات خلال المرحلة المقبلة للحكومة الجديدة استمرار دعم الحوار الوطني باعتباره وسيلة لتعزيز التفاهم والتعاون بين مختلف القوى السياسية والمجتمع المدني باعتباره منصة لتحديد الأولويات الوطنية ووضع سياسات مشتركة بجانب فتح المجال السياسي أمام الأحزاب والنشطاء للمشاركة في العملية السياسية دون قيود غير مبررة من خلال تعديل القوانين والتشريعات لتوفير بيئة سياسية أكثر انفتاحا وتعددية.
كما أنه لا يمكننا الحديث عن مستقبل مشرق دون الاهتمام بحماية بيئتنا لذلك من ضمن الأولويات التي يجب علي الحكومة الجديدة هي تبنى سياسات واضحة لتحقيق التنمية المستدامة وحماية البيئة و تعزيز استخدام الطاقة المتجددة، والحد من التلوث، والحفاظ على الموارد الطبيعية كما يجب تحسين إدارة المياه والزراعة لضمان الأمن الغذائي.
إن نجاح الحكومة يعتمد بشكل كبير على قدرتها على التفاعل الإيجابي مع تطلعات المواطنين و أن تكون قريبة من نبض الشارع، وأن تستمع لمشاكل الناس وتعمل على حلها والعمل علي التواصل المستمر مع المواطنين وبناء جسور الثقة هو المفتاح لتحقيق الأهداف المنشودة.
في الختام الحكومة الجديدة أمامها مسؤولية كبيرة، ولكن بإرادة قوية وتعاون مشترك، يمكننا بناء مستقبل أفضل و لنكن جميعًا جزءًا من هذا الجهد الوطني، ولنعمل سويًا لتحقيق التقدم والازدهار لبلادنا.
