من منا لم يدرس بمادة التاريخ منطقة العلمين، تلك المنطقة الواقعة بمحافظة مطروح التى شهدت إحدى أهم المعارك الحاسمة والأشد ضراوة وقسوة فى التاريخ وهى الحرب العالمية الثانية.
من منا لم يشاهد التقارير الإعلامية التى كانت تعرض لسنوات توثق حالة الدمار التى خلفتها الحرب لسبع عقود زمنية من بيوت نصف مبنية وأطفال مبتورة الأعضاء وشباب يتمزق جراء انفجار الألغام التى قدرت بنحو 16 مليون لغم غير منفجر أرغمت حقول تلك البقعة الثمينة على ابتلاعها بصمت لفترة لسنوات وسنوات، فكانت السبب فى أن تنال مصر مكانة الدولة الأكثر كثافة بالألغام فى العالم.
واليوم هل كان لأحد أن يتخيل أن تلك البقعة من الصحراء أصبحت الآن درة مدن البحر تتباهى بطرازها الحديث وتنوعها الفريد بغضون 5 أعوام فقط .
فبعدما كانت تلتف بسياج حديدى معلق علية عبارة "احذر منطقه ألغام" و"احترس منطقه انفجارات "أصبحت اليوم العلمين أحد أهم دعائم وركائز القوة الناعمة لمصر إضافة لكونها من أجمل البقع السياحية بالعالم بكل الأحوال.
وها هى العلمين أصبحت أخيراً مدينة لامعة على الخريطة السياحية الدولية توصف بأنها رمزاً للتجديد والإبداع والفنون، مدينة نابضة بالحياة تعززت بها السياحة بمختلف أشكالها سواء كانت سياحة ثقافية، وتراثية، وبحرية، أو سياحة إبداعية، مما ترتب عليه تعزيز مكانتها كواجهة للمؤتمرات والمعارض الداخلية والدولية، إضافة إلى كونها مركزا للرحلات البحرية الإقليمية.
فالمدينة التى كانت تعانى من ركودٍ اقتصادى لعقود وسنوات، باتت الآن النموذج الأمثل للمدينة المتطورة بعد أن أصبحت إحدى مدن الجيل الرابع .
فما تشهده العلمين اليوم رسالة معلنة للعالم أن القيادة السياسية لن تتوقف عن خوض التحديات مهما كانت، بل وستضرب للعالم خير مثال لقيادة استطاعت أن تجنى ثمار ما زرعته من إنجازات على مدار 11 عاما.
ولم يكن مستبعداً أن تخصص "الشركة المتحدة" والقائمين على المهرجان نسبة 60% من عائد المهرجان لدعم الأشقاء فى فلسطين، فيما يعنى رسالة أخرى تؤكد حجم ريادة مصر إقليميا ودوليا بما يليق بمكانة شعبها وتاريخها.
أما بالنسبة للجانب الاقتصادى فهناك خبراء يتوقعون أن مهرجان العلمين بنسخته الثانية هذا العام ليس قاصرا على إبراز حجم ريادة مصر عالمياً فقط أو قاصر على ترويج الجانب السياحى فقط بل هو قادم بما هو أفضل .
فالمهرجان سيدعم اقتصاد مصر بقوة خلال فترة بسيطة باستثمارات وعائدات تقدر بـ6 مليارات دولار فقط من العائدات السياحية الساحلية، فهل لك أن تتخيل حجم الإنجاز، إضافة إلى أن التنوع الخاص بالسياحة الترفيهية والثقافية بالمهرجان سيسهم بشكلٍ مباشر فى توفير فرص عمل موسمية لأكثر من 55 ألف شاب وشابة على مستوى الجمهورية، سيشاركوا فى إقامة وتنظيم المهرجان.
وختاماً هنيئا لكِ يا مصر بما أنتى عليه الآن من ريادةٍ وقوة وما تملكيه من موارد لا تنضب وإنجازاتٍ وقيادة.