خلال السنوات الماضية تصدرت القضايا البيئية العديد من المناقشات والاستيراتيجيات المحلية والعربية والدولية، وجاء ملف التوعية البيئية فى المدارس الحكومية والخاصة والجامعات ضمن اولويات وزارة البيئة بالتعاون مع كافة الوزارات المعنية، حيث يتم العمل بشكل متناسق وتكاملى لتحقيق الهدف العام، إضافة إلى فتح الباب أمام العديد من مؤسسات المجتمع المدنى للمشاركة والتنفيذ، وتضمينها داخل مناهج التعليم الجديدة، في ضوء رؤية مصر 2030، في مجالي التعليم والتنمية المستدامة.
خلال هذا التقرير نرصد أبرز الإجراءات التى نفذتها وزارة البيئة السنوات الماضية، ومنها إطلاق أكبر برنامج تدريبي وتوعوي حول مفاهيم قضايا التغيرات المناخية ToT، لتدريب حقيبتين تدريبيتين إحداهما للمعلمين، والأخرى للمديرين، حملت عنوان (دعم مهارات المعلمين والمديرين في تنمية الوعي الطلابي بالتغيرات المناخية، في ضوء متطلبات التنمية المستدامة) واستهدفت حوالى 350 ألف معلم ومعلمة، لدمج مفهوم التغيرات المناخية داخل المواد الدراسية كلاً فيما يخصه.
ومن جانبها أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، على أهمية دمج الموضوعات البيئية وخاصة التغيرات المناخية، باعتبارها من أهم القضايا البيئية على الساحة العالمية، حيث تم دمج المصطلحات البيئية داخل المناهج التعليمية منذ سنوات طويلة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، من اجل خلق جيلٍ واعى قادر على مواجهة التغيرات المناخية، حيث أصبحت تؤثر على كافة مناحى الحياة، وذلك قبل إستضافة مصر لمؤتمر الأطراف ال27 للتغيرات المناخية.
وأشارت وزيرة البيئة إلى مشروع تعزيز القدرات الوطنية لتحقيق إتفاقيات ريو ( CB3) لمجهوداتهم، ولمنظمة اليونيسيف وللبرنامج الإنمائى للأمم المتحدة، فى التوعية بالبيئة، اذ قام العاملين بوازارة البيئة، ووزارة التربية والتعليم والتعليم الفني على صياغتها وتطويره، بمشاركة الأكاديمية المهنية للمعلمين التي قامت بمراجعة واعتماد الحقيبة التدريبية، إلى جانب الدعم الشامل المقدم من منظمة اليونيسيف، في إطار تحقيق الاستراتيجية الوطنية للتغير المناخي 2050.
وبينت أنه تم ربط كل موضوع بيئى بمادة دراسية، فمشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة تم ربطها بمادة العلوم، وإرتفاع منسوب سطح البحر يمكن ربطه بمادة الجغرافيا، وموضوع المخلفات بمادة الكيمياء.
فيما اكد أحد المصادر بوزارة البيئة لـ"اليوم السابع"، أن التعليم هو المستقبل الاخضر، ولن يتحقق إلَّا بتضافر كافة الجهود في مختلف القطاعات، حيث أن التغيرات المناخية على سبيل المثال قضية تتجاوز حدود المحلية، لما لها من أبعاد عالمية، وتاريخية، وتنعكس عليها ممارسات الأجيال السابقة، وتبنى عليها النتائج التي ستحصدها الأجيال القادمه، وتعمل كافة المؤسسات الحكومية المحلية والدولية، والمنظمات غير الحكومية على استمرار التنسيق الكامل والتعاون البنَّاء فيما بينها، من أجل الحفاظ على كوكب الارض، وان التوعية عى نقطة البداية.
ويأتي الهدف الأساسي من التعاون بين وزاراتى البيئة والتربية والتعليم بهدف تنمية وعي الطلاب والمعلمين والمدراء ، لذا توجهت تلك الحقيبة إليهم كفئة مستهدفة كخطوة نحو تحقيق الأهداف النهائية للحقيبة، والتي تتلخص في بناء أجيال تعمل على حماية البيئة، والتحكم في التغيرات المناخية، من أجل حماية حقوق الأجيال القادمة، وزيادة المعارف حولها، وتغيير السلوكيات التي تحافظ على البيئة والمناخ، لا تقتصر على مجموعة من التدريبات فقط ،
جدير بالذكر أن الحقيبة التدريبية تتضمنت مناقشة مفاهيم البيئة، وقضايا المناخ الرئيسة، مثل (التغيرات المناخية، والتنوع البيولوجي، والاستدامة البيئية)، وما تتضمنه من معلومات، ومعارف فرعية، حيث تشمل هذه الحقيبة، إضافة إلى المعلومات المجردة ، وتطوير مهارات المعلمين والمديرين في بناء مجموعة من الأنشطة المصاحبة لموضوعات المناهج الدراسية التي يقومون بتدريسها أو الإشراف عليها، من اجل إكساب الطلاب اتجاهات إيجابية نحو قضايا البيئة وحمايتها، واكتشاف طرق مبتكرة لتحقيق ذلك، تتفق مع مراحلهم الدراسية، وقدراتهم، ومهاراتهم، وأعمارهم، مع تطبيقها على أرض الواقع، ونشر التوعية بين الأقران، والأسرة، والمجتمع المحيط بهم.