عبد الله السعيد موهبة كروية كبيرة لا تتكرر كثيرا فى الملاعب، واجه ظروفا صعبة كانت كفيلة باعتزاله الكرة منذ سنوات، ولكن لا يزال صامدا، يقدم مستوى رائعا ويخطف الأنظار من مباراة لأخرى.
السعيد يحتفل بعد ساعات قليلة ببلوغه 39 عاما وسط معنويات مرتفعة بنجاحه فى استعادة الكثيرة من مستواه، الذى جعله يحصد لقب الأفضل فى المباريات الماضية للزمالك، وآخرها مباراتى الإسماعيلى والطلائع ما بين تسجيل أهداف وصناعتها للزملاء، فضلا عن تميز فى الأداء يجبر مدربه جوميز على التمسك بوجوده فى الملعب للدقيقة 95 فى مواجهة الطلائع .
الرحلة فى الملاعب طويلة ومليئة بالنجاحات وأزمات، ولكن السعيد صامد يتخطى المطبات بهدوء، بدأ مشواره فى عام 2004 مع الإسماعيلى فتألق وخطف الأنظار وتربع على قلوب جماهير الدراويش، وانتقل للأهلى فى عام 2011 ليدخل مرحلة جديدة من التألق والإجادة والتميز حتى رحل فى 2018 بعد واقعة التوقيع للزمالك والتى انتهت برحيله للإعارة فى فنلندا، وشارك مع الفراعنة فى مونديال روسيا 2018، وبعدها عاد لصفوف بيراميدز لتكون محطة جديدة من النجاح واستعادة بريقه ويقتحم نادى المائة فى قائمة هدافى الكرة المصرية تاريخيا، وخلال 5 سنوات استطاع إعادة تقديم نفسه من جديد ضمن أهم المواهب الكروية فى مصر ويصبح مطلب جماهير الزمالك، وينضم للقلعة البيضاء فى انتقالات يناير الماضية .
ومنذ انضمام السعيد للزمالك، ويتضح أن اللاعب أمامه أهداف كثيرة يريد تحقيقها، رافضا النظر لعامل السن الذى رآه البعض عائقا وشكك البعض فى جدوى انضمامه، وخلال 9 مباريات فى بداية انضمامه للزمالك لم يظهر بالمستوى المطلوب وواجه بعض الانتقادات، ولكنه انتفض بعد ذلك واستطاع استعادة الكثير من مستواه، ليصبح أبرز نجوم القلعة البيضاء يسجل ويصنع الأهداف ببراعة، فوصل للهدف رقم 7 مع الأبيض، واقتنص المركز الثالث فى تاريخ هدافى الكرة المصرية برصيد 129 هدفا بعد الأساطير حسن الشاذلى وحسام حسن، فضلا عن حصد لقب رجل المباراة فى آخر مباراتين للزمالك أمام الدراويش والطلائع .
عبد الله السعيد موهبة حقيقية، يمتلك عزيمة وروحا تتحدى عامل الزمن.. يتحدث قليلا ويعمل كثيرا.