احمد التايب

حرب غزة إلى متى؟.. وفخ الغموض الاستراتيجى بقيادة الولايات المتحدة (2)

الجمعة، 12 يوليو 2024 07:31 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحدثنا فى مقال سابق عن فخ الغموض الاستراتيجى الذى يقوده الرئيس الأمريكى والدولة العميقة بالولايات المتحدة ونتنياهو لإطالة أمد الحرب فى غزة، رغم كل التصريحات المتناقضة وسياسة المراوغة التى يتبعها بايدن ونتنياهو.

لأن السياسة الأمريكية ترتكز فى الأصل على إثارة الأزمات والاستثمار فيها لتحقيق مصالحها الاقتصادية والإستراتيجية، وهو ما تجسد فى الكثير من الأزمات العالمية والإقليمية، وكذلك فى الحروب الأهلية فى الكثير من الدول النامية خاصة فى إفريقيا وآسيا والشرق الأوسط، وها هى تنفذه بدقة فى حرب غزة لصالح إسرائيل.

العجيب أن هذه الاستراتيجية يتم تنفيذها فى ظل عالم صامت وعاجز تجاه ما يحدث فى غزة وفى الأراضى الفلسطينية رغم مواصلة الكيان المحتل أعمال إبادة وجرائم حرب فى حق الفلسطينيين، وممارسة سياسة التجويع والتدمير لكل مقومات الحياة.

ليتكرر السؤال.. متى سيستمر هذا العدوان يمارس أفعاله الاجرامية التى وصفت أنها جرائم حرب وقتل عنصري ممنهج حتى من قبل المحاكم الدولية؟

لذلك فإن كل المعطيات على الأرض وفى أروقة المفاوضات تؤكد أن نتنياهو يريد إطالة الحرب لمصالح سياسية وخوفا من المساءلة والمحاكمة، وأن إدارة بايدن لا تمارس حتى الآن ضغطا حقيقيا على نتنياهو، ما يؤكد لدينا أن الدولة العميقة فى الولايات المتحدة بعيدا عن بايدن تمارس سياسة الغموض الاستراتيجي وهو ما يجب أن نحذر منه، وأن يضعه العرب عين الاعتبار.

فقولا واحدا، ما يحدث من قبل نتنياهو وبايدن ما هو إلا تطبيق عملى لسياسة الغموض الاستراتيجى لكسب الوقت لتحقيق أهدافهم ومخططاتهم الخبيثة، وفى نفس الوقت هذه السياسة تمكنهم بالاستفراد بغزة والضفة بعيدا عن أى دعم من أى طرف.

وما نؤكد عليه أن استراتيجية إسرائيل تعتمد على معادلة (إسرائيل عندما تكون فى وقت القوة)  و(إسرائيل عندما تكون فى وقت الضعف)، فعندما تكون فى وقت الضعف تتحدث عن المفاوضات وحل الدولتين وخلافه، وعندما تكون فى وقت القوة لا تتوقف عن أى شئ يمكنها من تحقيق هدفها الأكبر وهو دولة إسرائيل الكبرى من البحر للنهر، وهو ما تكشفه حرب غزة الآن بقوة ووضوح.

لذا، علينا الحذر كل الحذر فى الوقوع فى هذه الفخ  التى تمارسه الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، لتحقيق أهدافهم.. نصر الله أشقائنا فى فلسطين


 










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة