لا تزال أعمال القتال مستمرة فى الحرب بين روسيا وأوكرانيا، بعد مضى نحو عامين ونصف على انطلاق شرارتها، فى الوقت الذى تزداد فيه التوترات السياسية بين موسكو والغرب على خلفية خطط لإرسال صواريخ طويلة المدى من واشنطن لألمانيا.
حيث ذكرت سلطات كييف أن القوات الروسية كثفت قصفها لمدينة خيرسون، مما تسبب فى أضرار جسيمة بالبنية التحتية دون وقوع أى إصابات. فيما قالت القوات الجوية الأوكرانية إن الدفاع الجوية للبلاد أسقطت خمس صواريخ كروز و11 مسيرة استهدفت مدن عبر البلاد خلال الساعات الماضية. وتم إطلاق الصواريخ من منطقة ساراتوف جنوب روسيا وسقطت على مناطق خميلنستسكى وسانى وخيركاسى فى أوكرانيا.
من جانبها، ذكرت وزارة الدفاع البريطانية أن متوسط الخسائر القتالية اليومية التى تكبدها الجيش الروسى فى أوكرانيا خلال شهرى مايو ويونيو الماضيين، من حيث عدد القتلى والجرحى، كان الأعلى منذ بدء العمليات العسكرية الروسية الشاملة فى أوكرانيا؛ حيث بلغ متوسطه 1262 و1163 على التوالى.
وقالت الوزراة، فى تحديث استخباراتى، إن متوسط العدد اليومى للضحايا الروس "القتلى والجرحى" فى أوكرانيا طوال شهر أبريل 2024 ظل على نمط عام 2024، بواقع 899 خسارة يوميًا.
وأضافت أن روسيا يُرجح أن تكون فقدت خلال الشهرين الماضيين أكثر من 70 ألف جندي، وأشارت إلى أن الزيادة فى الخسائر تعكس قرارها بفتح جبهة قتالية جديدة فى منطقة خاركيف مع الحفاظ على نفس وتيرة العمليات الهجومية على طول ما تبقى من الجبهة.
وعلى الصعيد السياسى، أجرى وزير الدفاع الروسى مكالمة هاتفية مع نظيره الأمريكى، ناقشا خلالها خفض مخاطر التصعيد المحتمل، بحسب بيان لوزارة الدفاع الروسية. وجاءت المكالمة الهاتفية بمباردة من موسكو فى ظل زيادة التوترات بين الجانبين على خلفية خطة واشنطن لنقل صواريخ طويلة المدى، وهو القرار الذى حذر الكرملين من انه قد يؤدى إلى عودة مواجهات الحرب الباردة.
وتزامن هذا مع كشف وكالات الاستخبارات الأمريكية عن مؤامرة روسية لقتل الرئيس التنفيذي لشركة تصنيع أسلحة ألمانية، وفقًا للعديد من المسئولين الغربيين، في الوقت الذي تكثف موسكو حملتها لتقويض الدعم للمجهود الحربي في أوكرانيا.
وتناقلت وسائل الإعلام الغربية اسم أرمين بابرجر، رئيس شركة "راينميتال"، بعدما ذكرت شبكة "سي إن إن" أن الولايات المتحدة أبلغت ألمانيا بمخطط الحكومة الروسية لقتله، وهو الأمر الذي نفته موسكو.
وتأتي أهمية "راينميتال" بأنها الشركة التي تصنع قذائف المدفعية والدبابات التي تستخدمها أوكرانيا في حربها ضد روسيا، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" التي أوضحت أن بابرجر كان الشخصية الوحيدة في صناعة الدفاع التي تم استهدافها بالاسم أو الذي يبدو أن الروس قد أعدوا له خطة متقدمة للاغتيال.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة الجارديان البريطانية إنه من المتوقع أن يسافر الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى إلى المملكة المتحدة هذا الأسبوع لإلقاء كلمة أمام القادة الأوروبيين المجتمعين فى قصر بلينهايم لمناقشة أوكرانيا والأمن والديمقراطية فى أوروبا.
وكان زيلينسكى قد التقى مع رئيس الوزراء البريطانى كير ستارمر الأسبوع الماضى فى قمة الناتو التى عقدت فى واشنطن، لكن زيارته لبريطانيا ستكون أول فرصة له لمقابلة وفد أكبر من حكومة حزب العمال، الذى سيكون متحمسا للتأكيد على دعم بريطانيا المستمر لأوكرانيا.
وقالت الجارديان إنه نادرا ما يتم تأكيد ترتيبات السفر الخاصة بالرئيس الأوكرانى، لكن مصدرا أكد بنسبة 90% أن زيلينسكى سيكون موجودا.
ويجتمع قادرة أوروبا فى بريطانيا يوم الخميس المقبل فى الاجتماع الرابع للمجتمع السياسى الأوروبى، والذى انطلق بعد الغزو الروسى لأوكرانيا فى فبراير 2022، والذى يهدف إلى تسهيل تعزيز العلاقات بين قادة الاتحاد الأوروبى وقادة الدول غير الأعضاء فى الاتحاد فى جلسة غير رسمية. وعقدت المؤتمرات السابقة فى اسبانيا ومولودوفا والتشيك.
وسيلقى ستارمر، مستضيف الاجتماع، كلمة فى الجلسة العامة الافتتاحية التى ستعقد فى إحدى قاعات قصر بلينهايم، مسقط رأس وينستون تشرشل. ومن المتوقع أن يؤكد خلال لها التزام بريطانيا تجاه أوكرانيا وزيلينسكى، وإعادة ضبط علاقة لندن مع الاتحاد الأوروبى بعد بريكست.
وقبل الاجتماع المرتقب، قال ستارمر إن أوروبا فى تواجه بعض أكبر التحديات فى العصر الحالى، مشيرا إلى أن الحرب فى أوكرانيا يتردد صداها عبر القارة، بينما تقوم عصابات تهريب البشر بنقل الأبرياء فى رحلات خطيرات تنتهى غالبا بمأساة.