في نهاية شهر مايو الماضي، أعلنت وزارة الثقافة أسماء الفائزين بجوائز الدولة المصرية (التشجيعية والتفوق والتقديرية والنيل)، وذهبت هذه الجوائز إلى مستحقيها وباركنا لهم وفرحنا لفرحهم، ولكن هناك شيئا "ناقصا" غير مكتمل، وهو تكريم هؤلاء الفائزين فى حفل تنظمه وزارة الثقافة.
أتحدث إلى الدكتور أحمد هنو، وزير الثقافة الجديد، الذي أتمنى له التوفيق فى مهمته فى قيادة وزارة الثقافة وملفاتها المتنوعة، وأقول له، إن المثقفين والباحثين الذين كرمتهم الدولة وأعطتهم جائزتها، وهم فرحوا بذلك وقدروه، واعتبروا أن هذه الجائزة لا تقارن بأي جائزة أخرى لأنها من "الوطن"، يستحقون حفلا بسيطا يتسلمون فيه جوائزهم.
الذي يحدث يا سيادة الوزير هو أنه بعد الإعلان عن الفائزين بجوائز الدولة تذهب القيمة المالية للجائزة إلى حساب الفائزين في البنك، وبعدها بشهور وربما بسنوات يمر الفائز على المجلس الأعلى للثقافة فيسأل عن درع جائزته أو الشهادة فيعطونها له ويغادر.
والسؤال هو: لماذا لا يقام حفل فى دار الأوبرا ويقوم السيد وزير الثقافة بتسليم الدروع والشهادات في حفل بهيج طيب يدعى إليه كل الفائزين وأهاليهم والمثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي؟
إن هذه الحفلات كانت تقام من قبل ثم توقفت، لكنها عادت مرة أخرى في 2018، ثم غابت مرة أخرى، فليت الدكتور أحمد هنو يفكر فيها مرة أخرى ويعيدها، ولا أظن أن الأمر سيكون مكلفًا، وفي ظني أن الفائزين لن يطالبوا بشيء أكثر من تكريمهم، إنه مجرد احتفال لكن معناه سيكون كبيرا جدا.
وأقول إن فائدة هذا الاحتفال ستكون كبيرة لجميع الأطراف، بالنسبة للفائزين سيشعرون أن الفوز قد اكتمل الآن، وبالنسبة لوزارة الثقافة ستكون قد قامت بدورها كاملا، وصنعت حلقة من المبدعين والمفكرين والباحثين الجادين وأكدت على أن الإبداع في مصر لا ينضب أبدا.
سيتحول هذا التكريم إلى يوم عيد عند المثقفين، وسيحلم به كل مبدع ويتمناه، أن يقف ويصفق له الناس لأنه عمل وتعب، وها هو ينال نصيبه من الفرح.