تواجه السياسة الأوروبية أزمة مع الذئاب التى أصبحت أعدادها تزداد فى أوروبا، الأمر الذي جعلها تمثل خطرا على الماشية وأيضا على البشر، وبدأت أوروبا دراسة إدخال تغييرات على القوانين التى تحميها، حيث إن الذئاب بدأت فى الانقراض فى القرن التاسع عشر ولكن عاما بعد عام ازداد عددها مرة أخرى، وعادت الذئاب بعد حوالى مائة عام، ويعيش حوالى 17 ألف ذئب فى أوروبا القارية، وتعود باستمرار إلى أراضى أجدادها.
وأيدت محكمة العدل التابعة للاتحاد الأوروبي (CJEU) الحظر المفروض في بعض الدول الأوروبية وخاصة في النمسا على قتل الذئاب، وذلك للحفاظ على تلك الحيوانات من الإنقراض.
وأشارت صحيفة الباييس الإسبانية إلى أن القضاة يرون أنه لا يمكن قتل هذه الحيوانات إلا إذا تسببت في أضرار جسيمة، وذلك الحكم تم إطلاقه بعد أن طعنت عدة منظمات لحماية الحيوان أمام قضاة نمساويين في قرار حكومة ولاية تيرول الفيدرالية الذي سمح بقتل بذئب ذبح حوالي عشرين خروفاً.
ويسلط قرار محكمة العدل الأوروبية الضوء على أنه يجوز قتل ذئب بشكل منفرد لأنه يمثل خطورة ويتسبب في أضرار جسيمة ولكن لن يكون قتل الذئاب بشكل عام قاعدة يجب اتباعها.
وتشير المحكمة إلى أن الاتحاد الأوروبي "ملتزم باتفاقية برن، التي تحمي الذئاب بشكل صارم" وأن الحكومة النمساوية نفسها قد اعترفت بأن أعداد الذئاب في ذلك البلد "ليست في حالة حماية مواتية".
ويعتبر وضع الذئاب في الاتحاد الأوروبي موضع تساؤل من قبل المفوضية الأوروبية نفسها، التي فتحت عملية لمراجعة درجة حماية هذا النوع. وأضاف أن موقف بروكسل يرتكز، من بين أمور أخرى، على الصراعات والأضرار التي تلحقها إعادة انتشار الذئاب عبر القارة بقطاع الثروة الحيوانية.
وفي الواقع، فإن إمكانية صيد الذئاب على نطاق واسع مرة أخرى هي أحد المطالب التي تم التعبير عنها في تعبئة القطاع الأولي التي عبرت عدة ولايات في الاتحاد، بما في ذلك إسبانيا، والتي أدت إلى تخفيف الضمانات البيئية المتوخاة في النظام الزراعي المشترك الجديد.
مفيد للنظم البيئية ولكنه مميت للماشية
وفقًا للعلم، فإن الذئاب مفيدة للأنظمة البيئية ككل، حيث تشير الدراسات التى أجريت فى الولايات المتحدة وكندا إلى أن الذئاب لها تأثير تصالحى على النظم البيئية عندما يتم إعادة إدخالها إلى موائلها.
ولكن ليس الجميع سعداء بعودة الذئاب إلى أوروبا، تشير بعض التقارير إلى أن الذئاب تتعدى بشكل متزايد على الحضارة الإنسانية، حيث تهاجم الماشية وأحيانًا البشر.
وقد تحمل المزارعون فى ولاية ساكسونيا السفلى بألمانيا وطأة هجمات الذئاب هذه، وفى الفترة بين يناير وأغسطس 2023، قتلت الذئاب أكثر من 600 حيوان هناك. وقد دفعت الهجمات أصحاب الماشية إلى أخذ زمام الأمور بأيديهم، وغالبًا ما يقومون بصيد الذئاب بشكل غير قانوني.
ودفعت التوترات المتزايدة المفوضية الأوروبية إلى التدخل، بما فى ذلك رئيستها أورسولا فون دير لاين. وكانت السياسة الألمانية فى قلب المناقشات حول مثل هذه الحيوانات منذ عام 2022، عندما قتل ذئب مهرها دوللي. وأصدرت فون دير لاين الأمر بقتل الذئب، لكنه تمكن من الهروب من الصيادين ويعتقد أنه طليق.
