لاشك أن مهرجان العلمين "العالم عالمين" يسهم في إعادة الريادة المصرية من جديد، وأعتقد أن قرار الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بتوظيف قوة مصر الناعمة لخدمة القضية الفلسطينية بالعمل على دعم القضية سياسيا وإعلاميا وماديا ومعنويا، وهو ما تجسد بتخصيص 60 % من أرباح المهرجان لصالح أهل فلسطين، وكذلك رفع العلمين المصري والفلسطيني جنبًا إلى جنب على البوستر الرسمي للمهرجان.
ويأتي حفل الكينج محمد منير، وتؤكد الشركة المتحدة من خلال على دعمها القوى للقضية الفلسطينية وأن في فلسطين في قلب مهرجان العلمين، حيث تم بدء الحفل بصعود فرقة مُدربة على المسرح وتأديتهم رقصة أصحاب الأرض، وهي الرقصة الشهيرة التي أداها الهنود الحُمر، وكذلك تقديم الفنانة دينا الوديدي الأغنية الشهيرة التي ترمز إلى صمود الشعب الفلسطيني Viva Palestina، بمصاحبة استعراضات لرقصات الفلكلور الفلسطيني.
ليؤكد مهرجان العلمين للعالم كله أن رسالته الأهم هي دعم فلسطين، فلما لا، وقد انطلق برسالة حب تضامنا مع فلسطين، وانتهى بأغنية "القدس عربية".
وإذا كانت فلسطين حاضرة بقوة في مهرجان العلمين فإن للمهرجان مكاسب متعددة منها الاقتصادية والسياحية والتنموية، لأنه ببساطة يأتي فى إطار استراتيجية الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية التى تستهدف تسليط الضوء على التنمية العمرانية لمنطقة الساحل الشمالى الغربى، والترويج للسياحة وما تتميز به مصر من شواطئ ساحرة ومناخ معتدل معظم أيام السنة، وكذلك الترويج للفرص الاستثمارية الواعدة، والتأكيد على دور القوى الناعمة فى دعم جهود الدولة للتنمية المستدامة.
لذا، لا يجب أن ننظر إلى ما يحدث في مهرجان العلمين باعتباره حدث غنائى أو ترفيهى فحسب، بل لابد أن ينظر إليه على أنه مشروع يأتي ضمن روافد وتجليات القوى الناعمة التي باتت سلاح مهم للتنمية السياحية والترفيهية.
ولأنه إذا أرادت أي دولة امتلاك ما يُسمى بالقوة الذكية، عليها إحداث توافق بين القوة الناعمة – الفن والإبداع والثقافة والإعلام – والقوة الخشنة – المال والعتاد والسلاح – للدولة، وهذا ما تفعله الدولة المصرية من خلال مبادراتها الوطنية ومنها مهرجان العلمين ومشروع ليالى مصر.
ونتاج هذا كله امتلاك مصر قوة تحمي وتردع أعدائها من جهة، وتفرض ثقافتها وتؤثر في العقول والوجدان وتعبر به الحدود من جهة أخرى.. فما تفعله الشركة المتحدة مقدر وما تنشده الدولة المصرية بشكل عام ينبئ بمستقبل مشرق..