إيمان على

محمود العلايلي.. ناضل سرطان الإخوان وهزمه المرض الخبيث

الأحد، 14 يوليو 2024 06:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بدأت الساعات الأولى من فجر اليوم الأحد، بخبر مفجع وحزين على الساحة السياسية بعد ما فقدت أحد رموز النخبة السياسية لتلك المرحلة التاريخية المعاصرة وذلك بإعلان زوجه السياسي اللبيبرالي والمثقف البارز الدكتور محمود العلايلي، وفاته المنية على إثر وعكة صحية جراء مرضه بسرطان الرئة، ليلحق بوالده عزت العلايلي بعد أقل من 3 سنوات على رحيله في فبراير 2021 والذي افتقده كأب وصديق على الرغم من اختلافاتهم السياسية الدائمة، ليؤكد في إحدى التصريحات أن حالة الفقد لوالده صعبة جدا وموجعة خصوصا فى قيمة والده.

وعلى الرغم من أن "العلايلي " كان أبرز المناضلين المناهضين لجماعة الإخوان الإرهابية، والذي كان من النخبة التي نجحت في إنهاء حكم الإرهاب حيث كانت جماعة الإخوان أشبه بالسرطان الذي يتخلل جسد الأمة ويهدد انهيارها، بينما هزمه المرض الخبيث جراء إصابته بسرطان الرئة وانتصر الأخير عليه في اللحظات الأخيرة.


جمعني والدكتور العلايلي مواقف كثيرة .. "بحكم عملي" وأشهد أنه من أصحاب الفكر المعارض البناء والمستند إلى رؤية وفكر وتقديم الحلول في أي قضية أو تحدي يحرص على الاشتباك فيها وتناولها، فقد كان محبا للعطاء والمساعدة والتفاني في العمل السياسي حيث برز دوره في أعقاب فترة 2013، والذي كان لديه إصرار وتمسك بأنه لامجال لاستمرار حكم الجماعة الإرهابية.
فقد كان القيادي البارز محمود العلايلي بجبهة الإنقاذ والمتحدث الرسمي باسم لجنة انتخابات الجبهة في آخر فتراتها، عضو مؤثر وفعال في أعمال الجبهة واجتماعاتها التي لم يغب عن جلساتها، وبحكم اختصاصي بالتغطية الصحفية لملف جبهة الإنقاذ الوطني، كانت لي لقاءات دائمة وشبه يومية مع الرجل الوطني صاحب الابتسامة الدائمة وذو الرقي االنبيل الذي اشتهر بلغته البناءة والقادرة على الاشتباك دون تجريح أو تزييف للوقائع.

وآمن السياسي الراحل بأفكار المشروع الليبرالي وحلم الدولة الديمقراطية المدنية التي تحترم الحريات وترسخ لدعائم حقوق الإنسان، لذلك لعب "العلايلي" دورا لن ينساه التاريخ في مناهضة فكر الإخوان المتشدد وما حملته من أفكار معادية تهدد راية الوطن وهويتها، والذي اعتبر أن محاولات الإرهابية تكفير المشاركين فى 30 يونيو، يهدف لتحويل الصراع السياسى إلى صراع دينى ضد الإسلام والمسلمين، وأكد على أن المعارضة لم تكن يوما ضد الإسلام بل ضد سياسات حكم المرشد وأن إرهابهم في سيناء هو أكبر دليل على أنها تمارس عداء حقيقى لمسيرة مصر وتقدمها ومحاولة ضعف الدولة، وأن تصدير مشاهد الإرهاب الذى كنا نتعرض له يومياً، كان ضرورة لإظهار خسة وحقارة تلك الجماعات الإرهابية للعالم.
وعبر "العلايلي" عبر إحدى مؤلفاته، والذي حمل عنوان "الأيام المسمومة" عن قناعاته أن الجماعة منذ أول يوم لتولى الحكم كان نظامها ينتقى موضع «خطاياه» بعناية شديدة، ووصف تصرفات الإرهابية بالسيرك الدولي الذي نصبته جماعة الإخوان بقيادة مشايخهم.
ويبدو أن الراحل محمود العلايلي كان يشعر باقتراب رحيله، ليودع قرائه في غلاف كتابه الأخير الصادر في مارس 2024، الذي جاء تحت عنوان "عزرائيل وطقوس الدماء الذهبية" ، "من أيام وأسابيع كان الموت بيطاردني..احنا بقينا نتكلم عن الموت اكتر ما بنتكلم عن الشغل والاكل والعيال" ، واللافت أيضا أنه نشر على صفحته "الفيس بوك" منشور في مارس الماضي قبل دخوله في تلك الوعكة الصحية  : "تفتكروا صاحب الجنة منتظر حد يقرر له مين يدخل ومين ميدخلش؟، لو ناخد الأمور بجد شوية وكل واحد يلزم مكانه وحاله، ناس كتير هتستريح".

وحرص السياسي البارز على مدار مشواره في التعبير على مبادئ الفكر الليبرالي الحر ليختتم مسيرته بترأس المنتدى الليبرالي المصري، وتأكيده على أن الأحزاب عليها صناعة التغيير لتقديم حلول قابلة للتنفيذ لما نعانيه من مشكلات وأن يترك المجال لتكون الأحزاب فى دائرة صناعة القرار.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة