نتنياهو يفسد محادثات التهدئة ويحاول إجهاض صفقة تبادل الأسرى.. رئيس وزراء الاحتلال يعرقل جهود الموساد والشاباك للتوصل لاتفاق.. يخشى انهيار ائتلافه الحكومى المتطرف.. ومظاهرات في تل أبيب للمطالبة بإسقاطه

الأحد، 14 يوليو 2024 07:30 م
نتنياهو يفسد محادثات التهدئة ويحاول إجهاض صفقة تبادل الأسرى.. رئيس وزراء الاحتلال يعرقل جهود الموساد والشاباك للتوصل لاتفاق.. يخشى انهيار ائتلافه الحكومى المتطرف.. ومظاهرات في تل أبيب للمطالبة بإسقاطه نتنياهو
كتب أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يتخوف رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي من إسقاط حكومته داخل إسرائيل حال التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار مع الفصائل الفلسطينية في غزة وإبرام صفقة لتبادل الأسرى، ما يدفعه لعرقلة أي تحركات تهدف لإنجاز اتفاق مع الفصائل في أقرب وقت ممكن خوفا من انهيار ائتلافه الحكومي الذي يضم عدد من الوزراء المتطرفين.

ويضع نتنياهو عقبات وعراقيل أمام الوسطاء الذين يعملون بشكل جاد للتوصل إلى اتفاق وقف الحرب في غزة والدفع نحو التوصل لاتفاق تبادل للأسرى بين الفصائل وإسرائيل، إلا أن الحكومة المتطرفة التي يقودها نتنياهو تجهض أية جهود تهدف لوقف هذه الحرب والإبادة الجماعية على غزة.

ومع نجاح الجهود المصرية والقطرية في التوصل لهدنة مؤقتة لعدة أيام في ديسمبر الماضي وتم خلالها إبرام صفقة تبادل جزئية، أفسد رئيس الوزراء الإسرائيلي جهود الوسطاء التي تهدف لتمديد الهدنة لإدراكه بأن أي مفاوضات سياسية ستؤدي في النهاية لوقف الحرب وبالتالي سقوط ائتلافه الحكومي الذي يتمسك بإبادة الفلسطينيين وعدم الالتفات إلى حياة أي أسير إسرائيلي في غزة.

ومع اقتراب الوسطاء في مفاوضات التهدئة لإنجاز اتفاق تهدئة جديد يخرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحجج وذرائع واهية ومنها أنه "أي اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة يجب أن يتيح لإسرائيل مواصلة القتال حتى تحقق أهداف الحرب."، ويعد هذا الشرط مناقض تماما لما وافق عليه الوفد الإسرائيلي في المفاوض في الاتفاق الإطاري العام للمباحثات والذي نص على وقف الحرب."

وكشف استطلاع رأي أجرته "القناة 12" الإسرائيلية، أن أكثر من نصف الإسرائيليين يعتقدون أن الحرب في غزة، المستمرة منذ نحو 9 أشهر، تطول بسبب "اعتبارات سياسية" لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وبحسب الاستطلاع، قال 54% من الإسرائيليين إن سبب عدم انتهاء الحرب حتى الآن اعتبارات سياسية لنتنياهو، ورأى 34% أن ذلك لأسباب جوهرية وعملياتية، بينما كان 12% غير متأكدين.

فيما قال مسؤول إسرائيلي بارز إن مطلب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمنع عودة المسلحين إلى شمال قطاع غزة قد يعرقل المحادثات حول صفقة تبادل الأسرى، وتأتي هذه التطورات في وقت حرج حيث تتجه الأنظار إلى إمكانية تحقيق هدنة نهائية وإعادة الرهائن مع نجاح الوسطاء في تقريب وجهات النظر بين إسرائيل وحماس حيث يتفاوضان بشكل غير مباشر عبر الوسيطين المصري والقطري.

ويرى مراقبون أن مطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي طرحها مؤخرا تزيد من تعقيد مباحثات التهدئة وتعرقل التوصل إلى أي اتفاق نهائي.
يبدي العديد من أعضاء طاقم المفاوضات في إسرائيلي غضبهم من مطالب نتنياهو التي تزداد في أي جولة من جولات العملية التفاوضية، ويحاول الحصول على تنازلات صعبة من الفصائل الفلسطينية وتغيير موقفها من فكرة وقف إطلاق نار شامل وكامل.

وأوضح أحد المسؤولين الإسرائيليين المعارضين لمطلب نتنياهو أن هناك صفقة جيدة على الطاولة ويمكن تحقيقها، لكن المطلب الجديد لرئيس وزراء إسرائيل بشأن منع عودة المسلحين إلى شمال القطاع "يمكن أن يوقف المحادثات".

وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية إن التوتر تصاعد بين بنيامين نتنياهو ورئيسي جهازي الموساد ديفيد برنياع والشاباك رونين بار، موضحة أن رئيسي الموساد والشاباك لديهما شكوك واضحة ولدى المؤسسة الأمنية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يريد عرقلة أي صفقة.

وذكرت "يديعوت أحرنوت" أن رئيسي الموساد والشاباك يعتقدان أن نتنياهو يعرقل الصفقة خوفاً على حكومته والتصريحات الأخيرة له ولمكتبه تشير لذلك بشكل واضح.

من جهتها، أوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن نتنياهو يعقد المفاوضات ويريد إدارتها بنفسه، ويتابع كل صغيرة وكبيرة، ويمضي ساعات أكثر من ذي قبل فيها واتخذ قراراً بالتصدي للجميع والخروج علناً للتأكيد على مواقفه المتصلبة.

وذكرت هيئة البث عن مصادر مطلعة أن نتنياهو يتحكم بجميع التفاصيل حالياً وقرر تشديد موقفه بشأن المفاوضات، كما أفادت هيئة البث بوجود وثيقة تظهر موافقة إسرائيل في السابق على انسحاب الجيش الإسرائيلي من محور نتساريم دون شروط، وأكدت أنه خلافا لادعاء نتنياهو، وافقت إسرائيل على انسحاب كامل لجميع قواتها من قطاع غزة بأكمله في المرحلة الثانية من الصفقة.

فيما انتقدت عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة بنيامين نتنياهو وقالت في بيان إنها تشعر بالصدمة من "سلوكه غير المسؤول" الذي قد يتسبب في ضياع فرصة لا تتكرر أبداً.

وأضافت: "نحن نصرخ ونشعر بالصدمة من السلوك غير المسؤول الذي قد يتسبب في ضياع فرصة قد لا تتكرر أبدًا. نناشد رئيس الوزراء - قف وراء الصفقة التي طرحتها على الطاولة".

ويعتبر مراقبون أن الشروط التي يضعها نتنياهو تشكل تصلباً في المواقف الإسرائيلية خاصة مع التأكيد على أن تل أبيب لن تنسحب من محور فيلادلفيا، على الرغم من تقارير إسرائيلية مفادها أن هناك دراسة للانسحاب في حالة المراقبة.

ولدى إسرائيل أيضا تحفظات حول أسماء المعتقلين والسجناء التي تنوي الفصائل الإفراج عنهم، فحماس تريد صفقة تشمل كبار الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، أمثال عبد الله البرغوثي وعبد الناصر عيسى ومروان البرغوثي وأحمد سعدات وغيرهم.

ويتمسك نتنياهو بالإعلان دائما عن خطوط حمراء تُقرأ من قبل بعض المحللين الإسرائيليين على أنها محاولات لإفشال الصفقة، وذلك بسبب تهديدات وزراء اليمين المتشدد في الحكومة بالاستقالة من الائتلاف الحكومي في حال وافق نتنياهو على أي صفقة مع حماس.

وتشهد الشوارع الرئيسية في تل أبيب يوميا احتجاجات إسرائيلية، حيث يتظاهر الآلاف من الإسرائيليين مطالبين بإجراء انتخابات فورية وإبرام صفقة لتبادل الأسرى، وعادة تغلق المظاهرات إغلاق الشارع الرئيسي في تل أبيب، ورافقها تعبيرات قوية من الغضب ضد حكومة بنيامين نتنياهو.

ومنذ أشهر، تقود قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار في قطاع غزة وتبادل للأسرى والمحتجزين بين الطرفين.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة