مواصلة مصر تعزيز قدرتها العسكرية وتطوير التصنيع الحربى واستقطاب أحدث تكنولوجيات التسليح المتطورة
فى قراءة متأنية للحكومة المصرية، وفى أسماء معظم وزرائها الجدد ومن استكمل مسيرته، فإننى أستبشر بالحكومة خيرا كبيرا، ففى معظم الأسماء أمور مبشرة لحجم العمل الذى سيقومون به خلال فترة وزاراتهم، كما أن برنامج الحكومة فى خطوطه العريضة به الكثير من المسارات التى ستحدث فارقا فى المجتمع المصرى، بالإضافة لجلسات البرلمان المتواصلة لتفنيد ومناقشة البرنامج، مع صحوة كبيرة فى كل القطاعات المتداخلة مع الحكومة، للوصول لأفضل المقاربات الممكنة، والصيغ التى ترضى المواطن، وتحقق رؤية الوطن.
وبرنامج الحكومة بما تضمنه من محاور وخطوط رئيسية، يحتاج أيضا لكثير من التفاصيل والإجراءات، وهو ما تقوم عليه جلسات اللجنة المختصة فى البرلمان حاليا، التى تعرض أعمالها يوميا على الرأى العام المصرى، كما أن حركة الوزراء والمحافظين الجدد تعبر أيضا عن السياق العام والتوجه المتغير فى السياسات، عبر الاشتباك مع قضايا المواطنين، والنزول للشوارع، وحل المشاكل، ووضع حلول عاجلة ومرنة فى الوقت ذاته، لذلك فالسياق الذى نتابعه يوميا، هو سياق يرضى المواطن المصرى، ويحقق المصلحة العامة. ومن بين الأمور - ذات الاهتمام العملى - التى تضمنها برنامج الحكومة، محور الأمن القومى، الذى تحدث فيه البرنامج بخطوط واضحة ومباشرة، ومنها استمرار تأمين حدود مصر البرية والساحلية على مختلف الاتجاهات الاستراتيجية، وذلك من خلال إحكام السيطرة على الموانئ الجوية والبحرية والمنافذ البرية، وتفعيل الوسائل التكنولوجية فى مجالات الفحص، وهو أمر فى غاية الأهمية يساعد على التصدى للجرائم عابرة الحدود، كما تضمن برنامج الحكومة إحكام الرقابة على المنافذ الشرعية للبلاد لمنع أى محاولات لدخول العناصر الإرهابية، والتصدى لعمليات التسلل عبر الحدود، ومكافحة عمليات تهريب الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة.
أيضا أشار البرنامج الجديد للحكومة المصرية لعدة نقاط فى غاية الأهمية، فيما يخص القوات المسلحة المصرية، وبناء القدرات العسكرية، حيث أكد مواصلة مصر تعزيز قدرتها العسكرية، وتطوير التصنيع الحربى واستقطاب أحدث تكنولوجيات التسليح المتطورة، بالإضافة لرفع كفاءة المصانع الحربية لتحقيق الاكتفاء الذاتى، حيث تهتم الدولة بالحفاظ على التوازن العسكرى فى المنطقة، وتنويع مصادر التسليح، ويتضمن ذلك استمرار الحفاظ على القدرات والكفاءة القتالية للقوات المسلحة ومواصلة الارتقاء بها.
تضمن أيضا البرنامج نقطة فى غاية الأهمية، وهى حفاظ مصر على التوازن العسكرى القائم بالمنطقة لمنع حدوث أى مواجهات عسكرية، وكضمانة أساسية لدعم الأمن والاستقرار الإقليمى، وكذلك تنويع مصادر التسليح لموازنة علاقات مصر الخارجية والحفاظ على استقلالية القرار المصرى، وكذلك الاستعداد للأشكال والأنماط الجديدة لإدارة الصراعات، فى ظل انتشار الفاعلين المسلحين من غير الدول.
تلك الخطوط العريضة فى برنامج الحكومة على المحاور المحددة، تحتاج إجراءات جديدة، يجب أن يؤمن بها كل المشاركين فى المرحلة، ويعمل عليها كل المتداخلين فى الشأن العام، حتى نحقق المطلوب، ويشعر المواطن بأن هناك تغييرا حقيقيا.